لم يترك مسعود دوبا وعائلته منزلهم بسبب القصف على مدى سنوات في حي بستان الباشا على خط المواجهة في حلب بسوريا، لكن زلزال يوم الاثنين أجبره وعائلته على الخروج دون أن يعلموا متى سيسمح لهم بالعودة، أو ما إذا كانت العودة ممكنة أصلا بعدما اعتُبر المبنى غير آمن للسكن.

ويمكن رؤية الملابس معلقة على حبل الغسيل، وثقوب الرصاص على الجدران، حيث كان بستان الباشا من المناطق الأكثر تضررا خلال سنوات القتال بين قوات النظام والمعارضة في حلب بين عامي 2012 و2016.

وفي أوقات القصف العنيف، اعتادت الأسرة على الذهاب إلى الطابق السفلي وقضاء ساعات مروعة في انتظار اتضاح الأمور، على عكس كارثة يوم الاثنين التي كانت مفاجئة.

وقال دوبا وهو يقف قرب المبنى الذي يحوي ذكريات العمر وأصبح الآن خاليا تماما من ساكنيه: “نحن كنا خط جبهة، وكانت القذائف تنزل هنا على البنايات، ورغم كل هذا ما طلعنا (لم نغادر)”.

يمكن رؤية الملابس معلقة على حبال الغسيل وثقوب الرصاص على جدران المبنى الذي كان يقطن فيه مسعود دوبا (رويترز)

وانضم دوبا (63 عاما) -وهو من مزارعي الزيتون والفستق- مع زوجته وابنه وزوجة ابنه و4 أحفاد، الآن إلى ملايين السوريين الذين شُردوا خلال السنوات القليلة الماضية، وقد انتقلوا مؤقتا إلى منزل أحد الأقارب.

وقال دوبا “أخذنا الأولاد واطلعنا (خرجنا)، لقينا هذا البناء نزل أمام أعيننا، نزل بشكل شاقولي (رأسيا)، ما نزلت يمين أو شمال نزلت شاقوليا. سيارتي كانت هنا وانضربت، والحمد لله عيلتي كلها سليمة والأولاد كلهم سليمون”.

Aftermath of an earthquake in Aleppo
لم يُسمح بعد لدوبا وعائلته بالعودة إلى منزلهم لأنه لم يُعلن بعد أنه آمن للسكن (رويترز)

ويمنع شريط وضعته الشرطة باللونين الأحمر والأبيض الناس من الدخول إلى المبنى الذي لم يُعلن بعد أنه آمن للسكن، لأنه الأقرب إلى مبنى انهار بفعل الزلزال، لذا يتعين عليهم أن يظلوا بعيدا عنه.

والآن تقيم الأسرة التي تضم أطفالا تتراوح أعمارهم بين عامين و10 أعوام مع أحد الأقارب في حي قريب، حيث يتدثرون بالبطانيات والملابس التي يقدمها الناس لهم، لأنهم ممنوعون من دخول شقتهم مرة أخرى.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply