حين يتجاهلكَ أحدهم في الشارع فهذا موقف مُؤلِم ومُحرِج بلا شكّ، لكن حين يتجاهلُكَ مُديريك في مؤسّستك فهذه مسألة جدّية لا تورث فيك الألم والحزن فقط، بل لعلّها تدفعك للخوف والقلق، لأنّ تجاهل المدير المسؤول يُلقي بنا في سلسلة من المخاوف والتخيّلات التي تهدّد مستقبلنا، وتدخل دوّامة من الشكوك من نوع: لربما لا يروقه عملي، أو لا يجدني كفؤًا بما يكفي، لعلي قلتُ شيئًا ما كان ينبغي لي أن أقوله. وحين يحدث التجاهل تبدأ بالتشكيك في نفسك، خاصّة إذا كان التحوّل في التعامل مُفاجئًا ودون سابق إنذار، فماذا بوسعي أن أفعل حين تأتي المشكلة من مديري في الوظيفة؟

 

جميعنا عرضة لمواقف شبيهة بهذه، كأن يتوقف المديرون عن الإجابة عن رسائلك أو اتصالاتك الهاتفية، دون أن يلقوا لها بالًا ولا وزنًا، وأن يتغاضوا عن دعوتك إلى اجتماعات مهمة، أو يعمدوا إلى توكيل أفضل المهام للآخرين. هكذا يكون التجنب أسوأ من الرفض، وأقرب إلى جعل المرء غير مرئي، وحيدًا في الظلام دون أن تسنح له الفرص لمعالجة مخاوفه.

 

قد تحضر جتماعًا للفريق يجريه مجلس الإدارة، وكلما هممت بالمشاركة بفكرة طرأت لك، أو حين تُلقي بما لديك من وجهات نظر، تتفاجأ بأنّ رئيسك في العمل لا يعيركَ أيّ اهتمام، وقد يكتفي بإيماءة خاطفة قبل أن يستمرّ في حديثه. تزداد المشكلة حساسية في اللقاء الذي يليه، حين يشارك أحد الموظفين الآخرين بعد دقائق ويطرح الفكرة ذاتها فتحظى بإعجاب المدير ويثني عليها، بينما يتولّد في داخلك إحساس بالنبذ والامتهان.

 

حسنًا هذا سرد قاسي بعض الشيء لكنّه يمثّل مواقف كثيرة نتعرّض لها في بيئة العمل، فكيف أتصرّف حين أتعرّض للتجاهل؟ وكيف أتعامل مع مديري الذي يتجاهلني؟ ستجد في هذا المقال خطوات فعّالة بحسب خبراء في حقل علم النفس، وقبل القفز إلى الخطوات العملية، سنحاول أن نفهم الدوافع والأسباب الكامنة وراء سلوك التجاهل والنبذ في بيئة العمل.

 

ما يجب أن تعرفه

في كتاب “النبذ في مكان العمل: طبيعته، وجذوره، وعواقبه”، لاحظ المؤلفان “كونج لو” و”جيا ما” مدى شيوع هذا الأمر، حيث يمر به معظم الموظفين في مرحلة ما من حياتهم المهنية. وبإجراء مسح شامل على مجموعة من الأبحاث التي تناولت هذا الموضوع، وجدوا أن التهميش ​​في مكان العمل يمكن أن يولّد غضبًا مضمرًا وإحباطًا وإرهاقًا عاطفيًّا وتدني احترام الذات والعدوانية.

 

دعمت أبحاث أخرى تلك الفكرة لتؤكد أنّ الاحترام أكثر أهمية عند معظم الموظفين من التقدير وتلقي التعليقات وحتى فرص التعلم والتطوير، لما له من تأثير طويل الأمد عليهم وعلى وظائفهم(1)(2). ربما يكون مرد ذلك إلى طبيعتنا الاجتماعية وحاجتنا الأساسية للقبول ضمن مجموعات، فقد اقترح عالم النفس “أبراهام ماسلو” وغيره من المنظّرين أن الحاجة إلى الحب والانتماء هي دافع بشري أساسي، وأن جميع البشر في حاجة إلى أن يكونوا قادرين على إعطاء وتلقي المودة ليكونوا أسوياء نفسيًّا.

 

ويعتقد علماء النفس أن التواصل البسيط أو التفاعل الاجتماعي مع الآخرين لا يكفي لتلبية هذه الحاجة. بدلاً من ذلك، يمتلك الأشخاص دافعًا تحفيزيًّا قويًّا لتكوين علاقات شخصية ورعايتها والحفاظ عليها، قوام تلك العلاقات هو الاستقرار والتفاعلات المرضية مع الأشخاص. عندما يكون أي من هذين المكونين مفقودًا مع أحدهم لكنه موجود بسهولة وحاضر لدى الآخرين فسيكون الأول محكومًا بالشقاء.

 

ولأن العلاقات في العمل أمر بالغ الأهمية رغم أن لكل منظمة قواعدها، فإن الديناميكيات بين الرئيس والموظف يمكن أن تتغير في كثير من الأحيان من وقت لآخر؛ ما يؤثر سلبًا أو إيجابًا على جودة العمل، لكن السؤال هو: كيف أعرف إذا ما كان مديري حقًّا يتجاهلني؟(3)(4)

  • يتفادى النظر إليك في الاجتماعات، دونًا عن أي شخص آخر.
  • لا يمنحك المستوى المكافئ من التفاعل الاجتماعي، مثال: تمد يدًا لمصافحته، فيمتنع عن مد يده بالمُقابل.
  • يُميِّز بينك وبين الآخرين في التعامل والمزاح فيعاملكَ بجدّية بينما يمازح الآخرين ويطمئنّ عليهم.
  • يُبقيك خارج حلقات البريد الإلكتروني وبعيدًا عن مشاركة المعلومات الرسمية وغير الرسمية.
  • تكون دائمًا آخر من يَعلم الأخبار والتحديثات الرسمية وغير الرسمية.

 

لماذا يتجاهل رئيسي في العمل وجودي؟

كيف أعرف إذا ما كان مديري حقًّا يتجاهلني؟

تتشعب الأسباب والكوامن خلف تجاهل الرئيس مرؤوسيه، كأن لا يكون الأمر مقصودًا على الإطلاق، فثقل الأعباء الوظيفية ومختلف المسؤوليات الملقاة على كاهل المدير تجعله غارقًا في مساحات أخرى، أو يرضخ تحت ضغوطات إدارية عليا؛ ما قد يرهقه أحيانًا فيعجز عن توزيع تركيزه لأكثر من اتجاه ومتابعة كل التفاصيل. لذا، قد لا يكون التجاهل مقصودًا، فإذا ما كتبت إليه رسالة بخصوص سؤال لديك ولم تتلقَّ ردًّا، فلعله رأى رسائلك لكنه نسي الرد عليها، أو أن لديه أولويات أخرى أو أمورًا أكثر إلحاحًا في متناول اليد، ولربما أخّر الإجابة إلى وقتٍ يكون فيه في بُحبُوحة من أمره لتقديم إجابة مفيدة وشاملة(5).

 

أحيانًا، قد يتجاهلكَ رئيسك في العمَل لأنّه لا يستطيع أن يُلبّي احتياجاتك أو طلباتك، فترسل له رسالة فيقرأها، ويعرف أنّه يعجز عن تقديم المساعدة أو عن حلّ مشكلتك فيقرّر أن يُؤجِّل التواصل قليلًا علّه يجدُ حلًّا أو علّكَ تجدُ حلَّا، هذه احتمالات واردة جدًّا وتتكرّر كثير في الحياة المهنية، وكلّ هذا لا يُلغي وجود حالات يحدث فيها التجاهل بشكل متعمّد تحت دوافع التحامل النفسي والتمييز الممنهج المقصود لذاتك، لعواطف شخصية أو لإسقاط شعوري حيالك ربّما تذكّره بشخصٍ يكرهه، وربّما تكون من عرق يحمل تجاهه دوافع عنصرية وربّما يُعاديك لمُجرّد معتقدك أو جنسك أو أفكارك.

 

وقد لا يعدو الأمر كونه في الحقيقة يولي تركيزه صوب التفاصيل الكبيرة، مثل الجداول الزمنية للمشاريع أو إنشاء رؤية للشركة وترسيخ هوية لها. في حال اتباعه نهجًا كهذا، فعلى الأرجح ما يرده منك من تساؤلات هي تفاصيل صغيرة لن تحتل حيزًا فيما يحيط به من عناية. ومن حين لآخر يمكن للمديرين الشعور بأن التزاماتهم المباشرة أكثر أهمية من العناصر الأخرى للوظيفة، فحين يختل لديهم التوازن بين المهام اليومية ومسؤولياتهم القيادية، قد يشعر مديرك بأن عمله أكثر إلحاحًا في الوقت الراهن من طلبات الموظفين.

 

ليس من المستبعد أيضًا أن يعاني رئيسك في العمل من ضغوطات في حياته الشخصية فتُلقِي تلك الأحداث بظلالها على أدائه في العمل. على سبيل المثال، لنفترض أن مديرك اضطر مؤخرًا لقضاء وقت بعيد عن العمل لرعاية فرد مريض من عائلته، بعد أيام عاد المدير إلى المكتب ويبدو عليه الشرود، فانتباهه مصوّب نحو ذلك الفرد الذي ما يزال يتعافى. وقد يمر المدير أيضًا بشيء ما في حياته الشخصية يجعله مشتتًا، لكنها قد تكون مرحلة مؤقتة من الإرهاق وستنتهي قريبًا(6)(7).

 

وأحيانًا ما ينتاب بعض المديرين مشاعر بأنه لا بأس من السماح للموظفين باكتشاف بعض الأشياء بأنفسهم، بدلًا من الإشراف عليهم ومراقبتهم طوال الوقت. ربما يكونون قلقين بشأن الصورة الأكبر من انتقاء الأخطاء في كل شيء صغير يفعله الموظف، ومن ثم فإن ما تعتبره تجاهلًا قد يكون طريقة رئيسك في التعامل مع الأمور، أو أنه ربما يرى مشكلة في أدائك.

 

ماذا أفعل عندما يتجاهلني مديري في العمل؟

كيف أعرف إذا ما كان مديري حقًّا يتجاهلني؟

  • أولًا: افترض في الآخرين حُسن النوايا ابتداءً

أعد النظر في افتراضاتك، لاحظ كيف يتفاعل رئيسك مع أعضاء الفريق الآخرين، هل هو متحفّظ بالقدر نفسه تجاههم جميعًا أم معك فقط؟ عندما تتحدث إلى رئيسك في العمل مباشرة، هل يمنحك بعض الوقت للإجابة عن استفساراتك أم يستمر في إرجاء المحادثة إلى أجل غير مسمى؟ هل مكان عملك محايد كما يفترض أن يكون، أم أنك لاحظت وجود شذوذ في العلاقات المهنية في جوانب أخرى أيضًا؟(10)

 

يجدر بك أن تعرف ما إذا كان الزملاء يرون ما تراه، أو ما الاختلاف بينكما. خذ وقتك لتفكر إن كانت الظروف قد استجدت وتأقلم الآخرون مع ذلك، بينما أنت الشخص الوحيد المنزعج مما طرأ ولم يَعْتَدْ ذلك النهج الجديد. اعرف ما إذا كان الآخرون في الفريق يشعرون بالشعور نفسه، اقترب من زميل تثق به واسأله: هل لاحظت أي شيء مختلف في مديرنا مؤخرًا؟ فقد تجد أنك لست الوحيد الذي يشعر بهذه الطريقة.

 

حلل سلوكياتك مؤخرًا في مقر العمل، وتحسس موضع الخلل، هل واصلت تكرار خطأ ما يثير حنق مديرك، أو يضعه في موقف حرج أمام سلطات أعلى في الهيئة، أم أن الأخير لم يكن يتوانى عن توبيخك بسبب شيء محدد تقوم به، كأن تصل إلى العمل متأخرًا ثم كفّ عن ذلك؟ هل أدليت بقول أثار حفيظته؟ اسأله عما إذا كان يفضل طريقة أخرى للاتصال، قد يخبرك حينها بأنه يُفضّل الرد على رسائل البريد الإلكتروني أو الرسائل المباشرة بدلًا من الرد على المكالمات الهاتفية.

 

  • ثانيًا: ضع ثقتك في شخص بعينه، واستشره

ضع ثقتك في شخص بعينه، واستشره

احرص على عدم اجترار علاقتك مع رئيسك في العمل، أو الثرثرة مع زملائك حول هذا الموضوع وجعله مشاعًا، لأن الجلوس مع زملائك في عملك والجهر بانزعاجك علانية لن يمدك بالراحة على المدى الطويل. تجعلك النميمة تشعر بالرضا لأنها جزء من علم النفس التطوري لدينا. يخبرنا الدكتور “روبن دنبار” بأنّ الثرثرة شكل من أشكال السلوك الاجتماعي الذي يساعد المجموعات الكبيرة على الارتباط(11). تمامًا كما نشعر عندما يشاركنا أحدهم سرًّا.

 

تخيّر شخصًا واحدًا من الشركة تراه أهلًا لثقتك وسرّ إليه بمخاوفك، فقد يقدم لك رؤى جديدة حول ما يحدث بالفعل مع رئيسك في العمل وإذا ما كان لذلك علاقة بك. ولا تكن عدائيًّا تجاه رئيسك أبدًا إن شعرت بأنه يتجاهلك، بل اقترب منه بطريقة حازمة ولكن مهذبة، وستحصل على نتائج أفضل بكثير.

 

  • ثالثًا: درّب نفسك على إجراء محادثة شجاعة

درّب نفسك على إجراء محادثة شجاعة

يلزمك قدر من الشجاعة حتى تدخل في محادثة مع شخص ذي سلطة موضعية بيده اتخاذ القرار، ولكن لا تستغرق وقتًا طويلاً في التفكير حتى لا تتصاعد الأمور ويصعب التعامل مع المشكلة الأساسية، فإرجاء تلك المحادثة أو تحاشيها يُفلت من يديك فرصة لتوطيد علاقتك برئيسك في العمل، وتوضيح التوقعات المطلوبة ونفي ظنونك أو تأكيدها.

 

ولأن العديد منا يعمل من المنزل (إما بدوام كامل أو جزئي)، فإن أفضل طريقة لإعداد المحادثة هي إرسال بريد إلكتروني إلى رئيسك في العمل، مفاده تساؤل عما إذا كان لديه 30 دقيقة للاجتماع معك هذا الأسبوع، وأنك تريد أن تبذل قصارى جهدك للعمل كل يوم، وأن تكون فعّالًا بقدر ما تستطيع، وتشاركه خطتك وتحظى بدعمه(12).

 

إذا كان التفكير في إجراء محادثة مع رئيسك يشعرك بالرهبة، ففكر فيما تريده حقًّا، على سبيل المثال، “أريد أن أشعر بالاحترام، وأن أُسمَع في اجتماعات الفريق”، بعد ذلك فكّر في أسوأ نتيجة يمكن أن تنشأ إذا اتخذت هذا الإجراء، مثال:

  • ما أسوأ شيء يمكن أن يحدث في حال تواصلت مع رئيسك وسألته تحديد موعد للنقاش؟ الرفض.
  • ما أسوأ شيء قد أن يحدث إذا خضتما تلك المحادثة ولم تسر الأمور على ما يرام؟ أن يختلف معك، وتزداد العلاقة تدهورًا. في تلك الحالة أنت تعرف على الأقل مكانك، ويمكنك تحديد ما يجب فعله بعد ذلك(13).

 

تكمن فائدة هذه الممارسة في أنها تجعلك تفكر في الخطأ الذي يمكن أن يحدث، لذا فمتى ظهرت مشكلات فستكون مستعدَّا، ومن ثم تكون قادرًا على الاستجابة بشكل أفضل. الشيء الجيد هو أن ما تتخيله نادرًا ما يحدث، بينما غالبًا ما يساعدك التفكير في الاحتمالات على إدراك أن الأمر يستحق المخاطرة وإجراء المحادثة(14).

 

  • رابعًا: ابدأ الحوار

1414311734

من المعلوم أن الرسائل عرضة للتفسير الخاطئ، لأنك لا تستطيع رؤية الشخص الآخر أو سماع نبرة صوته، لذا فمن الأفضل دائمًا إجراء المحادثات شخصيًّا أو في مكالمة فيديو. تمسّك بقيمك ونزاهتك، وتحدّث بشكل استباقي مع رئيسك في العمل حول سلوكه تجاهك.

 

من غير المرجح أن يرفض المدير الجيد مثل هذا الطلب. بمجرد أن يبدو أنه منفتح على المضي قدمًا، تحدث عن مدى تقديرك له، ثم تطرق إلى المواقف التي أثارت استياءك، كأن تقول: “لقد كنت متحمسًا للفكرة التي شاركتها خلال الاجتماع الأسبوع الماضي، لكنني شعرت بأنك لم تشعر بالحماس الشديد حيال ذلك، هل كان هناك طريقة أخرى يمكنني تقديم الفكرة بها؟ أرغب في نصيحتك حول كيفية تحسين ذلك”.

 

إذا رفض رئيسك طلبك بالصدفة أو بدا أنه غير متاح أثناء اجتماعك، فكّر فيما إذا كنت قد تواصلت معه في المكان والتوقيت الصحيحين، لكن إذا لم يكن مستعدًّا لإجراء محادثة معك في أي وقت، فعلى الأقل لديك الآن صورة واضحة لشخصيته تقرر في ضوئها ما إذا كنت ترغب في الاستمرار في العمل معه أم لا.

 

  • خامسًا: انتهز الفرص لتجعل نفسك مرئيًّا

انتهز الفرص لتجعل نفسك مرئيًّا

استمر في البحث عن فرص لإثبات قيمتك وجعل نفسك مرئيًّا. تسبب العمل من المنزل في تغيير ديناميكيات مكان العمل، على إثرها مثلًا انخفض مقدار الوقت الذي تقضيه مع رئيسك في العمل. ينصح رواد الأعمال أن تكون استباقيًّا، كأن تعكف على تنظيم مقترحات لاجتماعات منتظمة مع مديرك، تعلمه فيها باستمرارٍ بتحديثات العمل. وأن تكون حاضرًا، بكامل تركيزك ومشاركًا بفاعلية، وتطرح الأسئلة. فكلما كنت لا غنى عنك، كان ذلك أفضل.

 

يحب بعض الرؤساء الموظفين الاستباقيين والمهتمين، لذا فإن أسهل طريقة لجذب انتباههم هي إظهار المزيد من الاهتمام بعملك، فقد يولي رئيسك اهتمامًا لبعض زملائك أكثر من اهتمامك بك، لأن رئيسك قد يشعر أن زملاءك يستحقون المزيد من الاهتمام بسبب الجهد الذي يبذلونه في عملهم. يمكنك أن تكون ندًّا لهم بابتكار بعض الأفكار الجديدة، وتقديم عروض تقديمية متطورة، واتخاذ المزيد من المبادرات في العمل، والمشاركة بشكل أكبر خلال جلسات العصف الذهني، والتحدث، وطلب المساعدة مباشرة، لجعل رئيسك في العمل أكثر وعيًا بوجودك.

 

ابحث عن طريقة لنسج التفاصيل الشخصية في تعاملاتك مع رئيسك في العمل لمساعدته على رؤيتك كشخص، على سبيل المثال اذكر رحلة قمت بها مع عائلتك أو طموحًا لديك. كلما عرف عنك أكثر، كان من الصعب عليه تجاهلك. اقترب منه كما لو كنت مرشدًا، اطلب المشورة والاقتراحات والتوجيه المهني.

 

مهما يكن، وفي أسوأ الاحتمالات، لا تدع الإدارة السيئة تؤثر على أدائك، لذا إن لم تجد نتيجة مُرضية، لا تهدر الكثير من الطاقة في التركيز على علاقتك برئيسك إلى حد تقويض إحساسك بالهدف أو الأداء، بدلًا من ذلك ركّز على ما تساهم به في المنظمة، كن مبدعًا وابحث عن فرص لبناء علاقات جديدة مع زملائك الآخرين لإنجاز أكثر مما تستطيع بمفردك دون دعم رئيسك في العمل.

 

أدوات ستساعدك

كتاب "تجرأ على القيادة (Dare to Lead)" لـ "د. برين براون"
كتاب “تجرأ على القيادة (Dare to Lead)” لـ “د. برين براون”

للوهلة الأولى يبدو كتاب “تجرأ على القيادة (Dare to Lead)” لـ “د. برين براون” مُوجّهًا لمن يمتلكون مناصب قيادية، وهذا صحيح جزئيًّا، لكنه أيضا يخاطب كل من يواجه صعوبة مع مشرف أو زميل في العمل. إذ أمضت “برين براون” العقدين الماضيين تقتفي المشاعر التي تمنح لحياتنا معنى، لتكتشف أن القادة في الشركات الناشئة الصغيرة الريادية والمملوكة للعائلة وفي جميع المنظمات المختلفة يطرحون الأسئلة ذاتها، لتكتب “برين”: “من أهم النتائج التي توصلت إليها مسيرتي المهنية هي أنه يمكن تعليم الشجاعة وتنميتها وقياسها. الشجاعة ما هي إلا طائفة من أربع مجموعات من المهارات، مدعومة بثمانية وعشرين سلوكًا. كل ما يتطلبه الأمر هو التزام بالقيام بعمل جريء وإجراء محادثات صعبة، الأمر ليس سهلًا، لكن هل يستحق كل هذا العناء؟ دائمًا وأبدًا، فنحن نريد أن نكون شجعانًا في حياتنا وعملنا، وهذا هو سبب وجودنا هنا”.

——————————————————————————————

المصادر

  1. Research: Why Managers Ignore Employees’ Ideas
  2. What to Do When Your Boss Is Ignoring You
  3. What to Do When Your Boss Doesn’t Communicate With You?
  4. Being Ignored as a Bullying Tactic
  5. Why Is My Boss Avoiding Me? (Ways To Respond) | Indeed.com.
  6. What to do When Your Boss Ignores You? What Does That Mean?
  7. Is Your Boss Ignoring You?
  8. Here’s Why Your Male Boss May Be Avoiding You — And How to Respond
  9. What to Do If You Think Your Boss Is Shutting You Out
  10. Why is my manager avoiding me?
  11. I Think My Boss Doesn’t Like Me. Now What?
  12.  What to Do When Your Boss Is Ignoring You
  13. 10 Strategies to Communicate Better With Your Boss
  14. How to Deal With the Boss Who Ignores You

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply