عبرت روسيا أمس الأحد عن استعدادها لاستئناف مفاوضات السلام مع أوكرانيا وهو الأمر الذي رفضته كييف، مؤكدة أنها لن تقبل بأي اتفاق مع موسكو يتضمن التنازل عن الأراضي. يتزامن ذلك مع استبعاد الرئيس البولندي أندريه دودا من كييف عودة علاقات بلاده مع روسيا إلى سابق عهدها.

فقد اعتبر مستشار الكرملين المسؤول عن المفاوضات مع كييف فلاديمير ميدينسكي أن بلاده مستعدة لاستئناف محادثات السلام مع أوكرانيا، مشيرا إلى أن كييف وراء تعليقها.

وأضاف ميدينسكي -في مقابلة مع التلفزيون البيلاروسي- قائلا “من جانبنا نحن مستعدون لمواصلة الحوار.. تجميد المحادثات كان بمبادرة من أوكرانيا.. الكرة أصبحت الآن في ملعبهم، وروسيا لم ترفض يوما التفاوض”.

وقد جرت المفاوضات بين الطرفين بعد بدء الحرب وفشل القوات الروسية في الاستيلاء على العاصمة كييف بسرعة، حيث التقى وزيرا خارجية البلدين في مارس/آذار الماضي بتركيا، ثم اجتمع وفدا التفاوض في إسطنبول دون إحراز أي تقدم.

وقد استبعد ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني موافقة بلاده على وقف إطلاق النار، وقال إن كييف لن تقبل أي اتفاق مع موسكو يتضمن التنازل عن الأراضي.

وشدد بودولياك على أن تقديم التنازلات من شأنه أن يأتي بنتائج عكسية على أوكرانيا، لأن روسيا سترد بقوة أكبر بعد أي توقف للقتال، منوها إلى إن الحرب لن تتوقف بعد التنازلات.

عودة مستحيلة

من ناحية أخرى، اعتبر الرئيس البولندي أندريه دودا أمس الأحد أن متابعة “العمل كالمعتاد” مع روسيا بات مستحيلا، عقب مزاعم بحدوث قتل جماعي لمدنيين أوكرانيين وجرائم حرب من قبل القوات الروسية.

وقال الرئيس البولندي -في كلمة أمام البرلمان الأوكراني في كييف هي الأولى من نوعها لرئيس دولة أجنبي منذ بدء الحرب في 24 فبراير/شباط الماضي- “بعد بوتشا وبوروديانكا وماريوبول لا يمكن أن نتابع العمل كالمعتاد مع روسيا”.

وأضاف “لا يمكن لعالم منصف أن يعود إلى العمل كالمعتاد متناسيا الجرائم والعدوان والحقوق الأساسية التي تم الدوس عليها”.

كما أكد دودا مواصلة دعم بلاده لأوكرانيا بالأسلحة حتى نهاية الحرب مشيرا إلى أنها ستعمل كل ما يلزم لكي ينتصر الجيش الأوكراني وتحافظ أوكرانيا على وحدتها.

وأعرب عن أسفه لأن بعض الدول الأوروبية طلبت من أوكرانيا “قبول مطالب معينة” من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتمرير مصالحها الاقتصادية أو طموحاتها السياسية.

وحذر في حضور نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن أقل تنازل عن الأراضي أو السيادة الأوكرانية سيشكل “ضربة كبيرة” لأوكرانيا والغرب.

وأضاف “يحق لأوكرانيا وحدها أن تقرر مستقبلها.. ولا يمكن أن تكون هناك مفاوضات أو قرارات تتخذ من وراء ظهر أوكرانيا”، مشيدا بالدفاع عن أوروبا ضد “الغزو الهمجي والإمبريالية الروسية الجديدة”.

كما أكد دودا على “الاتحاد التاريخي” بين بولندا وأوكرانيا، مشيرا إلى “المستقبل المشترك للبلدين داخل الاتحاد الأوروبي” وتعهد بلاده بإنجاح انضمام أوكرانيا إلى التكتل.

صواريخ باليستية

ميدانيا، اتهمت هيئة الأركان الأوكرانية روسيا بنشر صواريخ “إسكندر” الباليستية في مقاطعة بيلغورود الروسية المحاذية للحدود الشرقية لمقاطعة خاركيف الأوكرانية.

وأضافت الأركان الأوكرانية أن القوات الروسية تواصل قصف المواقع الأوكرانية في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك.

وأشارت في إحاطتها اليومية الصباحية إلى أن الجيش الروسي يواصل “ضرباته الصاروخية والجوية في جميع الأراضي”، بل إنه “زاد حدتها باستخدام الطيران لتدمير بنى تحتية حيوية”.

وفي دونباس أيضا، قال انفصاليو دونيتسك إن لديهم معلومات عن وجود أسرى أجانب ضمن القوات التي استسلمت في مجمع آزوفستال بماريوبول، مؤكدين مواصلتهم تمشيط المجمع تحسبا لوجود بعض العسكريين الأوكرانيين داخله، على حد تعبيرهم.

بدورها، أكدت وزارة الدفاع الروسية أمس أن قواتها قصفت القوات الأوكرانية جوا وبالمدفعية في الشرق والجنوب مستهدفة مراكز القيادة والجنود ومستودعات الذخيرة.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الميجر جنرال إيغور كوناشينكوف إن صواريخ أطلقت من الجو أصابت 3 نقاط قيادة و13 منطقة تحتشد فيها قوات ومعدات عسكرية أوكرانية، إضافة إلى 4 مستودعات للذخيرة في دونباس.

وأضاف كوناشينكوف أن الصواريخ الروسية أصابت نظاما متنقلا مضادا للطائرات المسيرة قرب هانيفكا، و583 منطقة تجمع للقوات والمعدات العسكرية الأوكرانية، و41 نقطة مراقبة، و76 وحدة مدفعية وهاون (مورتر) في مواقع إطلاق النار، بينها 3 بطاريات غراد، إضافة إلى محطة بوكوفيل للحرب الإلكترونية الأوكرانية بالقرب من هانيفكا في منطقة ميكولايف.

كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية تقدم قواتها في إقليم دونباس، مشيرة إلى تدمير شحنة كبيرة من الأسلحة والمعدات العسكرية أرسلتها الولايات المتحدة ودول أوروبية قرب محطة مالين للسكك الحديدية في منطقة زيتومير شرق الإقليم.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply