أعلنت أوكرانيا، اليوم السبت، أن قواتها صدت محاولات روسية للتقدم شرق البلاد وسط معارك ضارية، وأكدت أن الأشهر المقبلة ستكون حاسمة. وبينما تواصل القصف الروسي على مجمع “آزوفستال” في ماريوبول، تحدثت مصادر عن نية السلطات الموالية لموسكو في خيرسون طلب الانضمام إلى روسيا.

وفي آخر التطورات الميدانية، أكد حاكم منطقة لوغانسك شرق أوكرانيا، سيرغي غايداي أن القوات الأوكرانية صدّت محاولات روسية لعبور نهر فاصل وتطويق مدينة سيفيرودونيتسك.

وقال غايداي إن “قتالا عنيفا يحتدم على الحدود مع منطقة دونيتسك”، مشيرا إلى خسائر روسية كبيرة في المعدات والأفراد.

من جهته، أفاد مراسل الجزيرة بازدياد حدة القصف المتبادل بين القوات الأوكرانية والانفصاليين في دونيتسك شرقا، مؤكدا سماع دوي انفجارات عنيفة وسط المدينة.

وقال الانفصاليون الموالون لروسيا إن الجيش الأوكراني استهدف بالمدفعية الثقيلة وصواريخ غراد أحياء بيتروف وكويبيشوفو وكيروف شمال وغرب المدينة، والقريبة من خط التماس.

وأكد الانفصاليون أن القصف أدى لتدمير منازل سكنية واحتراق محلات تجارية دون الإعلان عن وقوع خسائر في الأرواح.

الرواية الروسية

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية استهدافها المئات من مواقع القوات والآليات العسكرية الأوكرانية خلال الليلة الماضية في دونيتسك. وقال الناطق باسمها إيغور كوناشينكوف إن القوات الروسية قتلت نحو 100 عسكري أوكراني.

في المقابل، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية أطلقت قذائف الهاون والمدفعية لاستنزاف قواتها وتدمير تحصيناتها بمنطقة دونيتسك.

وأضافت، في بيان، أن هناك محاولات من الجانب الروسي لتحسين وضعه التكتيكي بعدة مناطق في دونيتسك.

وفي مقاطعة خاركيف شرقا، ذكرت الهيئة أن الروس يركزون على الاحتفاظ بالمواقع المحتلة وطرق الإمداد.

قوات روسية قرب خاركيف شمال أوكرانيا (غيتي)

الوضع في ماريوبول

وفي ماريوبول، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية تواصل حصار وحداتها في منطقة آزوفستال مع استمرار الغارات.

وقال مستشار عمدة ماريوبول إن أكثر من 150 ألف شخص من سكان المدينة ما زالوا محاصرين في المدينة دون فرصة للهروب إلى مناطق أخرى.

ونشر عمدة المدينة مشاهد تظهر آثار الدمار ومعاناة المواطنين جراء نقص المياه، مؤكدا غياب القدرة على الوصول للمياه وغياب المتطلبات الأساسية للحياة.

من جهته، أفاد مساعد عمدة ماريوبول بيتر آندريوشينكو باستمرار القوات الروسية في الهجوم على مجمع آزوفستال الصناعي برا وجوا.

ونشر المسؤول الأوكراني مقطعا يوثق جانبا من الهجمات الروسية على المجمع، متهما في الوقت نفسه، القوات الروسية بترويع عائلات المدافعين عن مجمع آزوفستال بنشر معلوماتهم الشخصية وبيانات هواتفهم على مواقع التواصل.

قصف متواصل

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن القوات الأوكرانية يمكنها مغادرة مجمع آزوفستال بعد إلقاء أسلحتها، مستحضرا عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هذا السياق.

ويتواصل القصف الروسي على مجمع آزوفستال، في وقت قال فيه الجانب الأوكراني إن نصف العسكريين الأوكرانيين داخل المجمع جرحى وبحاجة إلى العلاج، داعيا إلى المساعدة في إجلائهم عبر عملية إنسانية بمشاركة الصليب الأحمر الدولي.

وفي الشأن ذاته، قال إبراهيم قالن المتحدث باسم الرئاسة التركية إن أنقرة اقترحت القيام بعملية إجلاء عن طريق البحر للمقاتلين المصابين.

وقال قالن في مقابلة مع رويترز إنه شخصيا ناقش الاقتراح مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف منذ أسبوعين وإن الاقتراح ما زال “على الطاولة” رغم أن موسكو لم توافق عليه.

Ukrainian Army Tanks And Infantry Train Near Southern Front
جنود أوكرانيون خلال عمليات جنوب خيرسون (غيتي)

تطورات في خيرسون

في غضون ذلك، قالت الاستخبارات العسكرية البريطانية، إن السلطات الموالية لروسيا في خيرسون أعلنت نيتها طلب الانضمام إلى روسيا.

وأضافت الاستخبارات البريطانية أن هدف السلطات الموالية لروسيا في معظم مناطق أوكرانيا هو هدف عسكري لكن أن تنجح في ذلك فقط في خيرسون فهذا يوضح فشلها.

وقالت الاستخبارات البريطانية إذا أجرت روسيا استفتاء في خيرسون فمن المتوقع أن تتلاعب بالنتائج لتظهر أن معظم المواطنين يفضلون الخروج عن حكم أوكرانيا.

وذكرت أنه من المرجح أن يستمر مواطنو خيرسون في معارضة ما سمّته بالاحتلال الروسي.

أشهر حاسمة

وبينما توقع قادة غربيون نزاعا طويل الأمد في أوكرانيا بسبب التقدم الروسي البطيء، قال رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية الجنرال كيريلو بودانوف إن الأشهر المقبلة ستكون حاسمة.

وأضاف في تصريحات صحفية أنه “متفائل” إزاء المسار الحالي للنزاع، وأضاف “المرحلة الفاصلة ستكون في النصف الثاني من أغسطس/آب”، ورأى أن “معظم العمليات القتالية الفعلية ستكون قد انتهت بنهاية هذا العام”.

في السياق، استبعدت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس في تغريدة على تويتر قدرة موسكو على إخضاع أوكرانيا.

وقالت الوزيرة إن بوتين لم ولن يستطيع إخضاع أوكرانيا لسيطرته، وأنه على المملكة المتحدة وحلفائها المضي قدما، فالواجب الإستراتيجي والأخلاقي هو الانتصار لأوكرانيا، بحسب تعبيرها.

يذكر أن مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى أكدت أنها لن “تعترف إطلاقا” بالحدود التي تحاول روسيا إعادة رسمها من خلال الحرب وتعهدت بفرض مزيد من العقوبات لتشديد الخناق على موسكو.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply