نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” (The New York Times) تقريرا مطوّلا عن العنف الطائفي الذي يُمارس على المسلمين في الهند قائلة إنه أصبح عنفا دائما واتخذ طابعا جديدا خطيرا تمثل في هدم المنازل والمحالّ والمتاجر والمساجد وحظي بتبريرات من سياسيين ورجال شرطة وحتى قضاة.

وأوضحت أنه في الوقت الذي تؤدي فيه حملة وطنية من قبل الجماعات اليمينية إلى تأجيج التوترات المحلية تتعرض المجتمعات المسلمة لأقسى أعمال العنف.

وأضافت أن وزير داخلية ولاية ماديا براديش وقبل أي تحقيق رسمي أو حكم قضائي ألقى باللوم على المسلمين في أحد الاشتباكات بين مسلمين وهندوس وأمر بهدم منازلهم.

تعميم العنف على البلاد

وأشار التقرير إلى أن التوترات والاشتباكات الطائفية كانت في الماضي تنطلق عادة بسبب قضية محلية وتظل مقتصرة على منطقة واحدة، أما أعمال العنف الأخيرة التي تتمثل في التوترات الطائفية الأكثر انتشارا في السنوات الأخيرة فقد حدثت في ولايات عدة، وكانت العقوبات ضد جانب واحد.

ونقل عن محللين وناشطين محليين وموظفين حكوميين سابقين قولهم إن القلق يتمثل في أن الاشتباكات ستصبح أكثر تواترا، وذلك سيدفع بالبلاد إلى دوامة من العنف وعدم الاستقرار.

كذلك أشار التقرير إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تساعد في تأجيج أعمال العنف بتحريضها للجماعات المحلية وتحويلها المتصاعد للمناسبات الدينية إلى أحداث سياسية تروّج للرؤية الهندوسية وتحيل الأقليات إلى مواطنين من الدرجة الثانية.

تمييز وتحايل على القانون

وأكد التقرير أن التوترات الأخيرة عندما تصاعدت إلى أعمال عنف في الشهر الماضي سارعت السلطات في أماكن العنف إلى تطبيق العقوبة التي وقعت بشكل غير متناسب على المسلمين وبالتحايل على القانون.

وذكر أنه بعد اشتباكات في نيودلهي استمر هدم المتاجر والأكشاك التي يديرها مسلمون ما يقرب من ساعتين بعد صدور أمر من رئيس المحكمة العليا في الهند بوقف عمليات الهدم، مشيرا إلى أن الجرافات انقضّت على أكشاك الشاي ومزقت السلالم تاركة أسرة عالقة من دون أي وسيلة للنزول، ودمّرت جدران مسجد قبل أن تتوقف عند معبد هندوسي قريب.

ونقل التقرير عن عاصم علي الباحث الذي درس صعود القومية الهندوسية المعروفة باسم “هندوتفا” قوله “أخشى أننا في مرحلة عنف دائم”، مضيفا أن “نشاط وسائل التواصل الاجتماعي وعمل القنوات الإخبارية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع يعني أن مجموعات هندوتفا، التي أصبحت الآن ذكية للغاية من الناحية التكنولوجية، تغذي السياق المحلي لأي قضية مجتمعية ساخنة تحدث في أي مكان في البلاد”.

نداءات لوضع حد للكراهية

وفي رسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء ناريندرا مودي، دعا أكثر من 100 من كبار موظفي الخدمة المدنية المتقاعدين إلى وضع حد للكراهية والعنف الأهلي الذي قالوا إنه “ترسخ في أعماق هياكل الحكم ومؤسساته وعملياته”، وقالوا أيضا إن “إدارة القانون، بدلا من أن تكون أداة للحفاظ على السلام والوئام، أصبحت الوسيلة التي يمكن من خلالها إبقاء الأقليات في حالة من الخوف الدائم”.

وأشار التقرير إلى أن من بين الهتافات التي تتكرر وتشير إلى المدى الذي بلغته حالة الكراهية ورفض الآخر والتنكر لحقوق المواطنة عبر الولايات هو “إذا كنت ستعيش في هذا البلد، عليك أن تحيّي الإله رام”.

وخلص تقرير لمنظمة العفو الدولية إلى أنه بعد شهور من الاحتجاجات السلمية ضد قانون الجنسية الذي يُنظر إليه على أنه تمييزي ضد المسلمين وتحول إلى العنف في عام 2020، ألقت الشرطة في نيودلهي “القبض على المسلمين على نطاق واسع فور وقوع أعمال شغب على الرغم من أن المسلمين تحملوا العبء الأكبر من العنف”، واتُّهم الضباط بـ”تعذيب الناس”.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply