أثار قرار رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي بإبعاد أحد النواب المعروفين بمناهضتهم للفساد عن الانضمام إلى اللجان البرلمانية وسرعة التصويت على ذلك انتقادات واسعة في الشارع العراقي وعلى منصات التواصل.

وقال الحلبوسي في جلسة البرلمان التي عقدت اليوم الخميس “لا يُضاف النائب باسم خشان لأي لجنة برلمانية، ولا يسمح له بأي مداخلة إلا أن يقدم اعتذارًا مكتوبًا إلى رئاسة مجلس النواب”.

وردّ خشان على القرار بتدوينة قال فيها “هذه ومسائل أخرى ستفصل فيها المحكمة الاتحادية”.

هذه ومسائل أخرى ستفصل فيها المحكمة الاتحادية العليا،

Posted by ‎باسم خزعل خشان‎ on Wednesday, 11 May 2022

وكان خشان اتهم الحلبوسي بارتكابه “جرائم مالية” وانتهاكه الدستور، مطالبًا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بإقالته بناء على وثائق يمتلكها.

ردود أفعال

وانتقدت حركة “امتداد” المقربة من المحتجين أمس الأربعاء قرار الحلبوسي، ووصفته بأنه قرار “تعسفي وشرعنة لتكميم الأفواه”.

وقالت الحركة في بيان “إن كان هنالك أي خرق قانوني صدر من النائب خشان لكان الأحرى التعامل معه وفقًا للقانون ووفقًا للنظام الداخلي لمجلس النواب”، داعية مجلس النواب إلى “إعادة النظر في هذا القرار احترامًا للسياقات القانونية التي يجب أن تعلو على كل الاعتبارات الأخرى”.

وسخرت الناشطة وسن الشيخلي من سرعة قرار الحلبوسي بإبعاد النائب خشان عن اللجان البرلمانية، وكتبت تغريدة على تويتر تقول إن أحدهم كتب أن سرعة إعلان “تم التصويت” من الحلبوسي أسرع من سرعة الاستجابة البشرية لرؤية عدد المصوّتين وعدّهم أو القول إنهم الأغلب، وإن آخر كتب “باسم خشان كان خشنًا مع التيار الصدري ومع الحلبوسي فاتفق القوم على تنحيته بمبرر أو من دونه”.

وقال الكاتب والإعلامي سعدون محسن ضمد في تغريدة على تويتر إن “ميزة النائب باسم خشّان أنه يستثمر درايته بالقانون، وعندما يلجئ خصومه إلى التحايل على القانون يكون قد انتصر عليهم مرتين.. ما حصل من قبل رئيس البرلمان ضد خشّان استبداد مكشوف وتلاعب بالعملية الديمقراطية، وهي محاولة لإسكات صوت نيابي يمثل جمهوره، وبالتالي هي عملية تخويف لبقيّة النواب”.

من جهته، رأى الشاعر والكاتب أحمد عبد السادة في تغريدة على تويتر أن محاولة إسكات النائب باسم خشان ليست قضية شخصية، بل تمثل نهجًا تبنّاه التحالف الثلاثي (المؤلف من “الكتلة الصدرية” بزعامة مقتدى الصدر، وتحالف “السيادة” بزعامة كل من رئيس البرلمان محمد الحلبوسي وخميس الخنجر، و”الديمقراطي الكردستاني” بزعامة مسعود البارزاني) لاستهداف منتقديه، وهو نهج لا يستهدف النواب المعارضين فقط وإنما يستهدف كذلك الكتّاب والمدونين المنتقدين للتحالف عبر الضغط عليهم بشتى الوسائل كالتهديد والتضييق عليهم في أماكن عملهم.

وقال إن “كفاءة النائب تكمن في إزعاج وإقلاق كبار الفاسدين، وكلما ازداد إزعاجه وإقلاقه ازدادت كفاءته، ولهذا فإن الحلبوسي اعترف بلا قصد بكفاءة النائب باسم خشان حين حرمه من المداخلات والعمل ضمن اللجان! نحتاج بشدة إلى نواب شبيهين بخشان لكي يقوموا دائمًا بإزعاج وإقلاق قادة التحالف الثلاثي!”.

ورأى أنه “لو لم يشعر الحلبوسي بأن هناك جهة سياسية تدعمه لما قام بهذا التصرف الانتقامي الإقصائي تجاه النائب باسم خشان، ولما اختزل البرلمان بشخصه بهذا الشكل؛ فالجهة السياسية التي يهاجمها خشان باستمرار هي الجهة نفسها التي دعمت الحلبوسي بهذا الإجراء، بل ربما هي التي طلبت منه هذا الإجراء”.

وقال الإعلامي عامر إبراهيم، عبر حسابه على تويتر: “من طريقة تعامل الحلبوسي مع باسم خشان وليث الدليمي، يتضح أنه مُستَفَز إلى حد كبير نتيجة للضغط الذي يعانيه حاليا من تهديد الخصوم (الإطار التنسيقي الشيعي) بإزاحته عن منصبه، مرة بخلق زعامات سنية منافسة، وأخرى عبر التلويح بحل البرلمان، أما إذا بقي بمنصبه، فينتظره احتمال الصدام مع الصدريين “. في إشارة إلى وجود النائب الأول لرئيس البرلمان حاكم الزاملي.

أما الصحفي والكاتب سامان نوح فرأى أن ما وصفها بالمهازل التي يقوم بها الحلبوسي تسيء إلى أطراف التحالف الثلاثي للمغانم، وعلى رأسهم التيار الصدري الذي يبدو أنه سيقبل بكل الكوارث السياسية والقانونية من أجل تثبيت مكاسبه في السلطة.

ورأى أن عدم الوقوف في وجه الحلبوسي سيدمّر بقايا قوة مؤسسة البرلمان وسيحيلها إلى مجلس كرتوني، وأول من عليهم التصدي له هم النواب المستقلون، وشخصيات المكون السنّي، مشيرا إلى أن النائب خشان، بغض النظر عن مواقفه ورؤيته، لا يمثل اليوم نفسه، “بل الصوت الآخر الذي يريدون إسكاته بعصا عقوباتهم ولائحة امتيازاتهم… لو كان لدينا في البرلمان 20 نائبا آخر كخشان لتغيرت الكثير من الأمور”.

المهازل التي يقوم بها الحلبوسي تسيء الى أطراف التحالف الثلاثي للمغانم، وعلى رأسهم التيار الصدري الذي يبدو انه سيقبل بكل…

Posted by Saman Noah on Thursday, 12 May 2022

وفي المقابل امتدح عضو التيار الصدري عصام حسين، على حسابه في تويتر، منع النائب باسم خشان بقرار برلماني من الإضافة الى أي لجنة من لجان البرلمان أو مداخلة حتى يقدم اعتذار مكتوب لهيئة الرئاسة، وطالب التحالف الثلاثي ( التيار الصدري وتحالف السيادة السني والحزب الديمقراطي الكردستاني) أن يعاقب أي نائب يسيء إلى البرلمان باعتباره أعلى سلطة في البلد ويجب فرض هيبته على كل النواب ومؤسسات الدولة ومنها القضائية أيضًا”.


المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply