قالت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية أفريل هاينز إن التقييمات الأميركية تشير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعد لحرب طويلة الأمد في أوكرانيا مرجحة أن تشهد الأشهر القادمة تصعيدا كبيرا وغير متوقع في العمليات القتالية. يأتي ذلك فيما دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المجتمع الدولي للتدخل من أجل إنهاء الحصار الروسي على موانئ بلاده مما قد يتسبب في نقص حاد للغذاء في مناطق عدة من العالم.

كما أعلن المتحدث باسم البنتاغون أن أكثر من 5500 صاروخ جافلين و1500 من صواريخ ستينغر وصلت إلى أوكرانيا، مؤكدا أن الطائرات الروسية لم تعد تغامر بدخول أجواء البلاد إلا نادرا ولفترات محدودة.

وحذرت هاينز -خلال جلسة بمجلس الشيوخ خُصصت للاستماع لقادة أجهزة الاستخبارات- من أن انتصار روسيا في إقليم دونباس قد لا ينهي الحرب، مشيرة إلى أن هناك مؤشرات على رغبة موسكو في توسيع نطاق عملياتها العسكرية.

كما أكدت المسؤولة الأميركية أن المعطيات المتوفرة لديها تفيد أن الرئيس بوتين لن يأذن باستخدام السلاح النووي إلا إذا شعر بتهديد وجودي لبلاده.

وأشارت هاينز إلى أن هناك أملا ضئيلا في نجاح المفاوضات الأوكرانية الروسية، وأن فشل روسيا في الاستيلاء على كييف حرمها من نصر عسكري سريع كانت تتوقعه.

فشل عملياتي

من جهتها، أعلنت الاستخبارات العسكرية البريطانية أن ما وصفته باستخفاف روسيا بالمقاومة الأوكرانية أدى إلى فشل عملياتي واضح حال دون إعلان الرئيس بوتين نجاحا عسكريا كبيرا في أوكرانيا خلال موكب يوم النصر أمس في موسكو.

وأضافت –في سلسلة تغريدات- أن افتراض القوات الروسية أنها ستواجه مقاومة أوكرانية محدودة دفعها إلى محاولة تنفيذ المرحلة الافتتاحية للعملية العسكرية بنهج خفيف ودقيق يهدف إلى تحقيق نصر سريع بأقل تكلفة.

من ناحية أخرى، وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافرورف ما سماه “الموقف العربي الموحد” في الجامعة العربية تجاه الأزمة الأوكرانية بالمتزن والموضوعي.

وأضاف -في مؤتمر صحفي مع نظيره الجزائري رمطان العمامرة بالجزائر العاصمة- أن الولايات المتحدة فرضت على الاتحاد الأوروبي الموقفَ الذي اتخذه من الحرب، مؤكدا أن موسكو تبذل قصارى جهدها لعدم السماح بإقامة عالم أحادي القطبية، حسب تعبيره.

وفي سياق متصل، قال المستشار الألماني أولاف شولتز إن حرب روسيا على أوكرانيا “نقطة تحول” بالنسبة لأوروبا ومنطقة شمالي الأطلسي، لافتا إلى أن قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) المقبلة ستقرر الترتيبات العسكرية اللازمة في ضوء الوضع الأمني الجديد المترتب عن الحرب.

وقد أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في وقت سابق اليوم إعادة فتح سفارة بلادها في كييف مؤكدة أن ألمانيا ستقلص واردات الطاقة الروسية إلى الصفر.

واستهلت المسؤولة الألمانية زيارتها لأوكرانيا بجولة في مدينة “بوتشا” التي أعلنت السلطات العثور فيها على نحو 400 جثة لمدنيين أوكرانيين تتهم كييف ومنظمات دولية القوات الروسية بتصفيتهم قبل انسحابها من المدينة.

وقالت بيربوك إنَه ينبغي اقتياد المسؤولين عن مجزرة بوتشا إلى العدالة وإن على المجتمع الدولي الوفاء بهذا التعهد.

وبخصوص مقترح انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي إن بلاده اتخذت خطوة أخرى مهمة في طريقها إلى الاتحاد، وأوضح أن حكومته قدمت الجزء الثاني من الردود على الاستبيان الخاص بالانضمام للتكتل الأوروبي.

من جهته اعتبر رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو أن عملية الانضمام للاتحاد طويلةٌ ومعقدة لكن ذلك ينبغي ألا يعطل دعم الدول الأعضاء لأوكرانيا، وفق تعبيره.

جافلين وستينغر

ميدانيا، قال المتحدث باسم البنتاغون إن أكثر من 5500 صاروخ جافلين و1500 من صواريخ ستينغر وصلت إلى أوكرانيا، وإن الطائرات الروسية لا تغامر بدخول أجواء البلاد إلا نادرا ولفترات محدودة.

كما ذكر الجيش الأوكراني أن قواته تمكنت من استعادة أربع بلدات من القوات الروسية في خاركيف الواقعة شمال شرقي البلاد.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت في وقت سابق أن قواتها وانفصاليين موالين لها في لوغانسك تمكنوا من اختراق خط دفاع القوات المسلحة الأوكرانية والوصول الى الحدود الإدارية للمقاطعة.

وأكد الناطق باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشينكوف القضاء على 120 عسكريا أوكرانيا في لوغانسك و380 آخرين في عمليات متفرقة الليلة الماضية.

وذكر انفصاليو دونيتسك بأن مدنيَين اثنين قتلا وأصيب 9 آخرون في قصف أوكراني على أحياء كيروف ولينين وبيتروف في شمالي وغربي إقليم دونيتسك، وأضافوا أن معظم المدن والبلدات المتاخمة لخط التماس مع الجانب الأوكراني تعرضت للقصف، خاصة مدن غورلوفكا وياسينوفاتايا ودوكاتشايفسك.

وفي ماريوبول جنوب شرقي البلاد، نقل مراسل الجزيرة عن مقاتلي آزوف في مجمع آزوفستال للصلب شرقي المدينة تأكيدهم أن القوات الروسية تواصل محاولاتها لاقتحام المجمع بمشاركة قوات المشاة.

قصف مستمر

وأفاد مقاتلو آزوف عن استمرار قصف المصنع بالمدافع الثقيلة ومدافع السفن الحربية؛ وأشاروا إلى تنفيذ 34 غارة على المصنع أمس بينها 8 هجمات لقاذفات استراتيجية.

وكان مجلس مدينة ماريوبول قد أشار في وق سابق إلى أن محاولة الاستيلاء على ما سماه “القلعة الأوكرانية” لم تتوقف وأن الجانب الروسي يواصل شن هجماته اليومية.

ونقلت وكالة رويترز عن بيترو آندريوشينكو مساعد عمدة ماريوبول أن نحو 100 مدني لا يزالون في مجمع آزوفستال للصلب المحاصر شرقي المدينة، مضيفا أن وتيرة الهجوم الروسي على المجمع لم تنخفض.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply