قال مدير الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إيه” (CIA) وليام بيرنز إن حرب روسيا على أوكرانيا أثرت على حسابات الصين فيما يتعلق بالتعامل مع قضية تايوان، مضيفا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يمكن أن يسمح لنفسه بخسارة الحرب في أوكرانيا رغم المقاومة الأوكرانية الشرسة للهجوم الروسي.

وأضاف بيرنز، الذي كان يتحدث في مؤتمر لصحيفة “فايننشال تايمز” (Financial Times) البريطانية في واشنطن، أن القيادة الصينية “صدمت بالمقاومة الأوكرانية الشرسة للغزو الروسي، وبالثمن الاقتصادي الذي تدفعه روسيا”.

وقال “لا أظن للحظة أن ذلك سيضعف من إصرار الصين على السيطرة على تايوان، لكني أعتقد أن هذا الأمر سيؤثر على حساباتهم فيما يتعلق بتوقيت وكيفية قيامهم بذلك”.

ومضى مسؤول أكبر جهاز استخباراتي أميركي بالقول “هذه أشياء يعكفون على دراستها بعناية فائقة”، في إشارة إلى الصينيين، لكن بيرنز حذر من أن ذلك لن يغير من أهداف بكين بعيدة المدى.

خطط السيطرة

وأوضح مدير “سي آي إيه” أن بكين ستستخلص العبر من الحرب الروسية الأوكرانية لتكييف خططها الهادفة إلى السيطرة على تايوان، مضيفا أن الرئيس الصيني شي جين بينغ “غيّر هدفه المتمثل في توحيد تايوان مع الصين وبالقوة إذا لزم الأمر”.

وذكر المسؤول الاستخباراتي الأميركي أن قادة الصين يبحثون في التكاليف والتداعيات الناتجة من استخدام محتمل للقوة بهدف السيطرة على تايوان، والتي تراها بكين مقاطعة مارقة عن سلطتها.

ويعيش 23 مليون شخص هم سكان جزيرة تايوان (تبعد أقل من 160 كلم عن الأراضي الصينية) تحت تهديد دائم بغزو صيني، إذ ترى بكين أن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضيها ستتمكن من استعادته يوما ما، حتى لو استخدمت القوة لتحقيق ذلك. وزادت الحرب الروسية على أوكرانيا مخاوف الجانب التايواني من إمكان أن تنفذ بكين تهديداتها.

رؤية بوتين

من جهة أخرى، قال مدير الاستخبارات المركزية الأميركية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “لا يعتقد أنه يمكن أن يجيز لنفسه أن يخسر” في أوكرانيا، وهو عازم على مضاعفة الجهود لكسب الحرب هناك.

وشدد على أن بوتين كان يعد منذ سنوات للحرب على أوكرانيا، التي كانت سابقا جزءا من الاتحاد السوفياتي.

وحسب بيرنز، فإنه رغم فشل القوات الروسية في السيطرة على كييف ومواجهتها صعوبات في التقدم على طول خطوط الجبهة في منطقة دونباس شرقي البلاد، لم يغير الزعيم الروسي رأيه في إمكان إلحاق الهزيمة بالقوات الأوكرانية.

وقال بيرنز إن وكالات الاستخبارات الغربية الأخرى لا ترى ما يشير إلى أن موسكو مستعدة لنشر أو استعمال أسلحة نووية تكتيكية من أجل تحقيق النصر في أوكرانيا، مضيفا أنه لا يمكن الاستخفاف باحتمال استخدام روسيا لهذه الأسلحة.

وكانت روسيا وضعت قوات الردع النووي في حال تأهب قصوى بعيد بدء الحرب على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، كما وجه الرئيس بوتين تهديدات ضمنية تشير إلى استعداده لاستعمال أسلحة نووية تكتيكية إذا تعرض أمن روسيا لتهديد إستراتيجي.


المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply