اقتحم مستوطنون، صباح اليوم الاثنين، ساحات المسجد الأقصى، في حراسة مشددة من شرطة الاحتلال، بينما أصيب شابان فلسطينيان برصاص قوات إسرائيلية خلال اقتحامها بلدة اليامون غرب جنين.

وقالت مراسلة الجزيرة إن مواجهات اندلعت في المسجد الأقصى بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال التي أجبرت الفلسطينيين على إخلاء المسجد، تمهيدا لاقتحام المستوطنين عبر مجموعات تضم الواحدة منها نحو 40 مستوطنا.

واحتج على الاقتحام العشرات من المصلين المسلمين الموجودين داخل المصلى القبلي المسقوف، وذلك عبر ترديد هتاف “الله أكبر ولله الحمد، بالروح بالدم نفديك با أقصى”.

وكانت قوات الاحتلال قد انسحبت أمس من باحات المسجد الأقصى الداخلية بعد ساعات من محاصرة الفلسطينيين فيه، وذلك لتأمين اقتحام مئات المستوطنين ساحات المسجد.

وعمدت قوات الاحتلال إلى محاصرة مئات المصلين داخل المسجدين القبلي وقبة الصخرة.

وأظهرت صور نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي اعتداء جنود الاحتلال على النساء، ومحاصرتهن داخل إحدى قاعات المسجد.

وقد أعلن الهلال الأحمر إصابة 19 فلسطينيا أمس خلال المواجهات في الأقصى، بعضهم أصيبوا بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وآخرون أصيبوا جراء الضرب المبرّح في بابي الأسباط والمطهرة. بينما قالت الشرطة الاسرائيلية إنه تم اعتقال 9 فلسطينيين بزعم أنهم رشقوا أفرادها بالحجارة.

ويقتحم المستوطنون ساحات المسجد، تحت حراسة الشرطة، طوال أيام الأسبوع، عدا الجمعة والسبت.

ويكتسب اقتحام المستوطنين، خلال الأسبوع الجاري، حساسية خاصة، نظرا لتزامنه مع ما يسميه اليهود “عيد الفصح” الذي بدأ مساء الجمعة الماضي، ويستمر حتى الخميس.

هذا وقد دعت جماعات استيطانية إلى تكثيف الاقتحامات خلال فترة عيد الفصح.

مواجهات جنين

وفي جنين، أفاد شهود عيان بأن قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي اقتحمت بلدة اليامون وحاصرت المنازل وشنت حملة دهم وتفتيش واسعة، مما أدى لاندلاع مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي أطلقت النار عليهم وأوقعت إصابات في صفوفهم.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن مواطنين اثنين أُصيبا بالرصاص الحي، وصلا مستشفى ابن سينا في جنين.

وأوضحت الوزارة أن الإصابتين وصفتا بالخطيرة، وبينهما مصاب بالرصاص في الرأس والرقبة، في حين أصيب الآخر بالرصاص الحي في الظهر.

ويشن الجيش الإسرائيلي، منذ نحو أسبوعين، حملات اعتقالات وتفتيش واسعة في شمالي الضفة الغربية، يعقبها اندلاع اشتباكات مع الفلسطينيين.

موقف أردني

أمس دعا ملك الأردن عبد الله الثاني إسرائيلَ إلى وقف إجراءاتها الاستفزازية في المسجد الأقصى واحترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في مدينة القدس، في حين تعهدت فصائل المقاومة بالانتصار للمقدسات والردّ على الانتهاكات التي يقوم بها الاحتلال.

ووفق بيان من الديوان الملكي، وجه عبد الله الثاني أمس الحكومة إلى الاستمرار في اتصالاتها وجهودها الإقليمية والدولية، لوقف الخطوات الإسرائيلية التصعيدية وبلورة موقف دولي ضاغط ومؤثر لتحقيق ذلك.

وقال إن الحفاظ على التهدئة الشاملة يتطلب احترام إسرائيل الوضع التاريخي والقانوني في المسجد الأقصى المبارك، وإيجاد أفق سياسي حقيقي يضمن تلبية جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني على أساس حل الدولتين.

وأشار الملك عبد الله إلى أن حماية القدس ومقدساتها ستبقى أولوية أردنية، موجها الحكومة إلى الاستمرار في تكريس كل الإمكانات اللازمة من أجل الحفاظ عليها، وعلى الوضع التاريخي والقانوني القائم، وعلى هويتها العربية الإسلامية والمسيحية.

العدوان يشعل المنطقة

من جهتها، حمّلت الرئاسة الفلسطينية -أمس- الحكومة الإسرائيلية المسؤولية كاملة عن التصعيد في المسجد الأقصى، وطالبت الإدارة الأميركية بالخروج عن صمتها “ووقف هذا العدوان الذي سيشعل المنطقة بأسرها”.

ودعت الخارجية الفلسطينية الإدارة الأميركية إلى الخروج عن صمتها، والتدخل لوقف التصعيد الإسرائيلي.

وفي اتصال بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكد الأخير أن بلاده ستجري اتصالات مع الأطراف المعنية، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا).

وفي تغريدة له عبر حسابه الرسمي، دان أردوغان “بشدة” التدخل الإسرائيلي في الصلاة في المسجد الأقصى، وقال إن تركيا “في صف فلسطين دائما”.

تحذيرات فصائل المقاومة

وفي ردود الفعل الصادرة عن فصائل المقاومة الفلسطينية، حذرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من تداعيات السماح للمستوطنين باقتحام وتدنيس باحات الأقصى، مشيرة إلى أن الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى تدفع الأوضاع نحو الانفجار الشامل.

ومن جانبه قال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إن الدفاع عن المسجد الأقصى سيتواصل في معركة مفتوحة مع المحتلين ستحسم لصالح الشعب الفلسطيني.

وحمّل الناطق باسم الحركة حازم قاسم الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية الاعتداء على المعتكفين والمصلين داخل المسجد الأقصى المبارك.

كما قال محمد حمادة الناطق باسم حركة حماس، عن مدينة القدس، إن المقاومة الفلسطينية لن تنأى بنفسها عن نصرة المسجد الأقصى، وإن أسلوب الرد لا حدود له في ظل تمادي عدوان الاحتلال.

بدورها، حذرت حركة الجهاد الإسلامي الاحتلال الإسرائيلي من استمرار انتهاكاته في المسجد الأقصى، وحملته المسؤولية الكاملة عما يجري هناك.

ودعا القيادي في حركة الجهاد خالد البطش أهالي القدس والداخل المحتل للحضور الدائم في المسجد الأقصى، لحمايته من اقتحامات الاحتلال.

من جهته، قال حسين حمايل الناطق باسم حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) إن ما حدث بالمسجد الأقصى أمس ينم عن العقلية المتطرفة للحكومة الإسرائيلية.

وشدد -في مداخلة سابقة مع الجزيرة- على أن حركة فتح وبقية الفصائل الفلسطينية ستتصدى للاعتداءات الإسرائيلية بكل الإمكانيات المتاحة، في ظل الصمت الدولي ومحاولة إسرائيل جرّ المنطقة إلى حرب دينية، وفق تعبيره.

تصعيد داخلي وتأهب أمني

وعلى وقع هذا التصعيد والمواقف، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجيش قرر تعزيز نشر منظومات القبة الحديدية في الجنوب، خشية إطلاق صواريخ من غزة.

وفي الداخل الإسرائيلي، أعلنت القائمة العربية الموحدة الأحد تعليق مشاركتها في الحكومة الائتلافية التي يرأسها نفتالي بينيت، بسبب أعمال العنف في المسجد الأقصى ومحيطه في القدس.

وجاء في بيان للقائمة “في حال استمرّت الحكومة في خطواتها التعسّفيّة بحق القدس وأهلها فإنّنا سنقدّم استقالة جماعيّة”.

وكانت الحكومة قد خسرت أغلبيتها الضعيفة بالكنيست (البرلمان) هذا الشهر، نتيجة استقالة نائبة. ويجمع الائتلاف الحاكم مزيجا متباينا أيديولوجيا من أحزاب يسارية وقومية يهودية متشددة وأحزاب دينية، بالإضافة إلى القائمة العربية الموحدة.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply