كشفت الحرب الروسية على أوكرانيا عن مواقف الكثير من رياضيي النخبة في روسيا، فقد عارض كثير منهم خطط الرئيس فلاديمير بوتين، إلا أن ذلك لم يؤثر على مختلف الهيئات الرياضية التي قررت إقصاء روسيا من مسابقاتها.

وكانت رسالة الرياضيين في تخصصات مثل التنس والهوكي وركوب الدراجات واضحة، وهي: “لا للحرب”. ويعتبر فيودور سمولوف من أوائل الرياضيين الذين انتقدوا الغزو الروسي لأوكرانيا، فقد أبدى معارضته للحرب، وعبّر عن ذلك بمنشور على موقع إنستغرام تضمن صورة بخلفية سوداء وقلب مكسور، مع حظر التعليقات لتجنب أي إهانة من المشجعين الروس.

ووقّع أندريه روبليف -المصنّف سابعا في العالم ضمن قائمة اتحاد لاعبي التنس المحترفين- على شاشة الكاميرا بعد الفوز، بعبارة: “لا للحرب من فضلك”. كما أظهر لاعب التنس كاران خاشانوف، الحائز على الميدالية الفضية في الألعاب الأولمبية الأخيرة، رفضه للغزو الروسي لأوكرانيا. وحتى دانييل مدفيدف، المصنف أول عالميا في التنس، رفض هجوم بوتين العسكري على الدولة المجاورة.

وذكرت صحيفة “الإسبانيول” (Elespanol) أن تعدد الرسائل المناهضة للحرب في العديد من المجالات، وتداولها من قبل رياضيين رفيعي المستوى، دليل على أن الرئيس بوتين لم يعد يحظى بالدعم المطلق من الشعب الروسي.

وأشارت إلى أن الدراج بافل سيفاكوف رفض -في بيان له- ما حدث، وأظهر دعمه للشعب الأوكراني، حتى أنه أخذ على عاتقه التأكيد على أن “معظم الروس يريدون السلام فقط”.

واعتبرت الصحيفة أن موقف لاعب الهوكي ألكسندر أوفيتشكين الرافض للحرب كان الأشد وطأة على بوتين، إذ لم يخفِ هذا اللاعب دعمه للرئيس الروسي، وقد برز ذلك خاصة في قضية ضم شبه جزيرة القرم، ولكنه اليوم يعارض ما يحدث في أوكرانيا.

وفي وقت سابق، قال أوفيتشكين -في بيان نشرته صحيفة الغارديان (The Guardian)- “أنا متأكد من أن الكثيرين منا يدعمون فلاديمير بوتين. لذلك دعونا نتحدى ونظهر للجميع أن روسيا موحدة وقوية”. لكن كلماته اختلفت الآن بشكل كبير، ليترك بوتين دون راية الدعم الرياضي.

الأندية تقاوم مع بوتين

ويتعارض موقف اللاعبين الروس من مختلف التخصصات مع الموقف الذي تتخذه الأندية، إذ تحافظ الكيانات الرياضية على دعمها المباشر أو غير المباشر لبوتين، بينما ينتقد البعض إقصاء روسيا من المسابقات، ويقلل آخرون من أهمية الحرب على أوكرانيا، لكنهم لا يسلكون نفس المسار مثل أبطال الرياضات الفردية.

وقرر العديد من اللاعبين من جنسيات مختلفة مغادرة روسيا، احتجاجا على الإجراءات المتخذة ضد أوكرانيا.

وسوف يتعين على الرياضيين الروس التخلي عن علمهم ونشيدهم في بطولات مثل التنس، إذا كانوا يريدون المشاركة في أي منافسة. وتعد العزلة المفروضة على الرياضيين الروس إستراتيجية عقاب واسعة الانتشار في قطاع الرياضة.

Share.

رئيسة تحرير موقع شام بوست والمشرف العام عليه

Leave A Reply