أعلن ضباط وجنود احتياط إسرائيليون رفضهم أداء الخدمة العسكرية احتجاجا على مضي حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في قانون الإصلاح القضائي، وفي الأثناء تظاهر إسرائيليون ضد نتنياهو أمام مقر الحكومة البريطانية بالتزامن مع محادثات يجريها في لندن.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن عشرات الطيارين في سلاح الجو أبلغوا قادتهم عن وقف التدريبات والامتناع عن الالتحاق بقواعدهم العسكرية، وأضافت أن عشرات من طياري الاحتياط بسلاح الجو أعلنوا توقفهم عن تقديم تقارير لوحداتهم موضحة أن خطوتهم هذه جاءت بعد خطاب نتنياهو عن التعديل القضائي.

من جهته، نقل موقع “والا” أن جنود احتياط من الوحدة 8200 وقعوا على عريضة لرفض أداء الخدمة العسكرية احتجاجا على مضي حكومة نتنياهو في قانون الإصلاح القضائي.

وقال الموقع إن الموقعين على العريضة يعدّون تصرفات الحكومة انتهاكا فعليا للعقد الأساسي بين الدولة ومواطنيها ومحاولة لتغيير نظام الحكم في إسرائيل.

وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي قد حذر نتنياهو من المخاطر الكامنة في عصيان الأوامر العسكرية في الجيش على خلفية التغييرات القضائية، وأبلغه -وفق وسائل إعلام إسرائيلية- أن من شأن ذلك أن يمس بجهوزية الجيش الإسرائيلي لأي تطورات أمنية.

كما حذر رئيس جهاز الشاباك من أن إسرائيل مقبلة على خطر حقيقي؛ ذلك أن الاحتجاجات الشعبية والدعوة لعصيان الأوامر العسكرية تتقاطع مع تهديدات أمنية جمة تحيق بإسرائيل على الجبهات كافة.

مظاهرات في لندن

في الإطار ذاته، شهدت العاصمة البريطانية لندن مظاهرة نظمها إسرائيليون ويهود بريطانيون أمام مقر الحكومة احتجاجا على زيارة نتنياهو إلى بريطانيا.

وتعالت أصوات مئات المحتجين بالصراخ والصفير لدى وصول رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى مقر رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في 10 داوننغ ستريت اليوم الجمعة، إذ تبعته إلى لندن المعارضة الغاضبة من خططه لإصلاح النظام القضائي.

وصافح نتنياهو سوناك عند مدخل داوننغ ستريت، بينما سمعت أصوات المتظاهرين على مقربة منهما وهم يرفعون علم إسرائيل ويهتفون “نتنياهو اذهب إلى السجن، لا يمكنك التحدث باسم إسرائيل”.

وتتشابه تلك المشاهد في لندن مع أخرى في برلين هذا الشهر تجمع خلالها مئات عند بوابة براندنبورغ للاحتجاج على التعديلات القضائية المزمعة التي دفعت بإسرائيل إلى أزمة.

البيان المشترك لنتنياهو (يمين) وسوناك ألغي بطلب من لندن وفقا لإذاعة الجيش الإسرائيلي (غيتي)

لقاء سوناك ونتنياهو

وفي لندن قالت الحكومة البريطانية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بحث مع نظيره البريطاني خلال اجتماعهما ملفات أبرزها الملف النووي الإيراني والتحديات الأمنية والدفاعية المشتركة، وكذلك الغزو الروسي لأوكرانيا والتهديد الذي تشكله إيران على الاستقرار الإقليمي.

وأضاف البيان أن سوناك ونتنياهو أبديا “قلقهما الكبير” بشأن نشاط إيران المزعزع للاستقرار، واتفقا على أن كلا الحكومتين ستستمر في العمل من كثب لصد العدوان وإدارة مخاطر الانتشار النووي، حسب البيان.

وأوضح سوناك لنتنياهو المخاوف الدولية من التوترات المتزايدة في الضفة الغربية وخطر تقويض الجهود المبذولة لحل الدولتين.

كما قال متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء البريطاني إنه أثار قضية الإصلاح القضائي الذي يجريه نتنياهو، وأضاف أن سوناك “شدد على أهمية التمسك بالقيم الديمقراطية” التي تقوم عليها علاقات البلدين، بما في ذلك الإصلاحات القضائية المقترحة في إسرائيل.

ويواجه نتنياهو احتجاجات حاشدة على مدى أسابيع اعتراضا على محاولات ائتلافه الحاكم -المؤلف من أحزاب دينية وقومية- الدفع بتعديلات على النظام القضائي من شأنها أن تمنح الحكومة نفوذا حاسما في اختيار القضاة وتحد من سلطة المحكمة العليا في إلغاء القوانين.

وتسببت الخطوة في قلق في الداخل والخارج بشأن المعايير والتوازنات الديمقراطية في إسرائيل.

واستمر لقاء نتنياهو مع سوناك أقل من ساعة، وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن البيان المشترك للطرفين ألغي بطلب من لندن، وتوقعت هيئات البث أنها ستتمكن من تصوير بداية الاجتماع بينهما لكن تم إلغاء ذلك فيما يبدو.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply