استبعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي عقد جولة مفاوضات جديدة مع روسيا في ظل استمرار هجماتها ورفض وقف إطلاق النار، وأكدت أنقرة أن مواصلة روسيا تصعيد الهجمات لن يساعد في المفاوضات، فيما وصفت ألمانيا الحرب الروسية بأنها عدوانية وقائمة على أكاذيب.

ونقلت وكالة سبوتنيك عن مصدر بيلاروسي قوله إن الجولة الثانية من المفاوضات الروسية الأوكرانية ستعقد اليوم الأربعاء في منطقة حدودية بين بيلاروسيا وبولندا.

وعُقدت الجولة الأولى من المفاوضات في 28 فبراير/شباط الماضي على الحدود بين أوكرانيا وبيلاروسيا، واتفق الطرفان على مواصلة المفاوضات في غضون يومين.

وقال زيلنسكي إن فرص عقد جولة ثانية من المحادثات ضئيلة، مؤكدا على أهمية وقف فوري لإطلاق النار ثم يكون الحوار بعد ذلك.

وأضاف بأن انضمام بلاده لحلف الشمال الأطلسي “الناتو” إذا كان محل نقاش فإن حصولها على ضمانات أمنية بعد الاعتداء الروسي أمر حتمي حسب قوله.

وكان رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو قد اتهم الغرب بمحاولة تقويض المفاوضات عبر إمداد أوكرانيا بالأسلحة.

من جهة أخرى قال الرئيس البيلاروسي إن قواته لم ولن تشارك في العملية العسكرية الروسية الخاصة على الأراضي الأوكرانية.

وقال الكرملين إن روسيا تعتبر زيلينسكي رئيسا شرعيا لأوكرانيا. واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أوكرانيا بممارسة ما وصفها بالألعاب الخطيرة لاستعادة سلاحها النووي.

وأوضح لافروف في كلمة ألقاها عبر تقنية الفيديو في مؤتمر جنيف للتسلح، أنه يجب على الدول الغربية التخلي عن إقامة منشآت عسكرية في الأراضي السوفياتية السابقة.

وأعرب لافروف عن استعداد بلاده للتنسيق مع واشنطن بشأن الاستقرار الإستراتيجي.

أكاذيب

واعتبرت وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك أن الهجوم الروسي الحالي على أوكرانيا يعد بمثابة “حرب عدوانية قائمة على الأكاذيب”.

وقالت الوزيرة الألمانية، في الاجتماع الاستثنائي والطارئ للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بشأن أوكرانيا “حرب روسيا هي حرب عدوانية، وهي قائمة على الأكاذيب”.

وخاطبت نظيرها الروسي سيرغي لافروف قائلة “السيد لافروف، يمكنك خداع نفسك، لكنك لن تخدعنا. ولن تخدع شعبنا وشعبك أيضا لن تستطيع خداعه”.

وأضافت في كلمتها خلال الاجتماع الطارئ للجمعية العامة “حرب روسيا تمثل فجر حقبة جديدة. إنها لحظة فاصلة ولت معها مسلمات الأمس”.

ويصوت أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة، (193 دولة) اليوم الأربعاء، على مشروع قرار خاص بالعمليات العسكرية الروسية الدائرة حاليا في أوكرانيا.

وأقر البرلمان الأوروبي مشروع قرار يطالب بتوسيع دائرة العقوبات المفروضة على روسيا، وذلك لإضعاف الاقتصاد الروسي و”الحد من تهديد موسكو للسلم” مستقبلاً.

في المقابل طالب مشروع القرار الاتحاد بتجهيز خطة إغاثة إنسانية بقيمة ملياري يورو لدعم أوكرانيا، ودعا مؤسسات الاتحاد لإعطاء أوكرانيا صفة المرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي.

كما طالب مشروع القرار بتقليل عدد البعثات الدبلوماسية الروسية بداخل دول الاتحاد وإيقاف أي استثمارات أوروبية داخل روسيا.

موقف تركي

وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن إن بلاده تريد الإبقاء على قنوات مفتوحة مع روسيا ولا تريد المشاركة في فرض عقوبات حتى لا تتأثر.

ووصف قالن المطالب الروسية في المفاوضات مع أوكرانيا بأنها سياسية ومبالغ فيها. وقال إن مواصلة روسيا تصعيد الهجمات لن يساعد في المفاوضات لكن تركيا تتطلع لجولتها المقبلة.

وأوضح في تصريحات لقناة “خبر تورك” المحلية “لم نشارك في مثل هذه العقوبات بشكل عام من حيث المبدأ، ولا نميل للمشاركة في العقوبات الحالية أيضا”.

وأكّد أن العقوبات المفروضة على موسكو قد تؤثر سلبًا على أعضاء الاتحاد الأوروبي والدول الأخرى أيضًا بجانب الاقتصاد الروسي.

وذكر أن تركيا تدرس بشكل مفصل جميع القرارات المتعلقة بالعقوبات، وخاصة في ما يتعلق بتأثيرها على اقتصاد البلاد وأمن إمدادات الطاقة لديها.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد أكد الاثنين، عقب اجتماع للحكومة، أن بلاده عازمة على استخدام صلاحياتها النابعة من اتفاقية مونترو بخصوص عبور السفن من المضائق، بشكل يحول دون تصعيد الأزمة بين روسيا وأوكرانيا.

وأعلن وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، أن بلاده أخطرت جميع الدول بألا ترسل سفنها الحربية من أجل عبور المضائق التركية.

وتسمح اتفاقية مونترو للمضائق البحرية الموقعة عام 1936 بمرور السفن الحربية التابعة للدول غير المشاطئة للبحر الأسود، من مضيقي الدردنيل والبوسفور، بشرط إشعار تركيا بالمرور قبل 15 يوما، والبقاء في البحر الأسود لمدة لا تتجاوز 21 يوما.

وأعربت وزارة الخارجية الألمانية عن شكرها لتركيا على تطبيقها الاتفاقية الخاصة بالمضائق على خلفية الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

وقالت الوزارة في تغريدة عبر تويتر “تقدر ألمانيا الدور الحاسم الذي تبنّته تركيا، خاصة في هذه الفترة الصعبة، بصفتها حامية لاتفاقية مونترو التي تنظم المرور عبر مضيقي إسطنبول (البوسفور) وجناق قلعة (الدردنيل) في أوقات الحرب أيضًا”.

الجنائية الدولية

وقالت الحكومة الكندية إنها قررت إحالة الوضع في أوكرانيا إلى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في ارتكاب مزعوم لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية من جانب القوات الروسية.

وكان مكتب المدعي العام للمحكمة قد قال يوم الاثنين إنه سيسعى للحصول على موافقة المحكمة لفتح تحقيق في جرائم حرب مزعومة بأوكرانيا بعد أيام فقط من حرب روسيا عليها.

وقالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي في بيان “نعمل مع دول أعضاء أخرى في المحكمة الجنائية الدولية لاتخاذ هذا الإجراء المهم نتيجة لمزاعم عديدة بارتكاب القوات الروسية جرائم خطيرة في أوكرانيا”.

ومن شأن الإحالة من قبل إحدى الدول الأعضاء تسريع سير التحقيق من خلال السماح للمدعي العام بتخطي مرحلة لزوم الحصول على موافقة المحكمة، ويفيد مصدر دبلوماسي بأنه سيقلل الفترة التي تحتاجها عملية بدء التحقيق شهورا.

Share.

رئيسة تحرير موقع شام بوست والمشرف العام عليه

Leave A Reply