شهدت مدينة جنين بالضفة الغربية حالة حداد عام على أرواح الشهداء الأربعة الذين قتلتهم قوات الاحتلال أمس الخميس، في حين طالبت القنصلية البريطانية في القدس إسرائيل بإجراء تحقيق شفاف بشأن توغلها في جنين.

وشيع أهالي جنين جثماني الشهيدين: نضال خازم من “سرايا القدس” (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي)، ويوسف شريم من “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بالإضافة إلى شهيدين آخرين هما لؤي صغير والفتى عمر عوادين.

وكانت وحدة إسرائيلية خاصة من المستعربين اغتالت خازم وشريم بزعم إنتاجهما عبوات ناسفة وإطلاقهما النار على جنود الاحتلال خلال الأشهر الماضية.

ودعت القنصلية البريطانية في القدس إسرائيل إلى إجراء تحقيق سريع وشفاف، وضبط النفس عند استخدام الذخيرة الحية، حسب تعبيرها. مشيرة إلى قتل قوات الاحتلال طفلا أثناء التوغل في جنين أمس الخميس.

ومنذ عدة أشهر، يواصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ عمليات شمال الضفة الغربية المحتلة، لا سيما في نابلس وجنين، بدعوى ملاحقة مطلوبين.

ومنذ مطلع 2023، تصاعدت المواجهات في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، وأسفرت عن استشهاد 87 فلسطينيا، ومقتل 14 إسرائيليا في عمليات متفرقة.

مسيرات بالضفة

وفي الضفة الغربية، أصيب 8 فلسطينيين بجراح وعشرات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع ورضوض، اليوم الجمعة، خلال تفريق الاحتلال مسيرات منددة بالاستيطان، في بلدات بيت دجن وبيتا بمحافظة نابلس وكفر قدوم بمحافظة قلقيلية، واللبن الغربي بمحافظة رام الله، وحي باب الزاوية وسط الخليل.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني -في بيان- إن طواقمها تعاملت مع عشرات الإصابات بالاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع في بلدتي بيت دجن وبيتا في محافظة نابلس.

وذكر مراد شتيوي منسق لجان المقاومة الشعبية في بلدة كفر قدوم -في بيان- أن 8 شبان أصيبوا بالرصاص المعدني وآخرين بالاختناق خلال قمع الجيش الإسرائيلي المسيرة الأسبوعية المناهضة للاستيطان.

وفي اللبن الغربي، فرّق الجيش الإسرائيلي مسيرة منددة بالاستيطان، مستخدما الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع، كما اعتدت قوات الاحتلال بالضرب على المشاركين، مما أدى إلى إصابة عدد منهم برضوض.

وتشهد مناطق متفرقة من الضفة فعاليات أسبوعية رافضة للاستيطان على خطوط التماس مع الجيش الذي يقوم بتفريق وملاحقة المتظاهرين داخل بلداتهم.

وتفيد بيانات حركة “السلام الآن” الحقوقية الإسرائيلية بوجود نحو 666 ألف مستوطن و145 مستوطنة و140 بؤرة استيطانية عشوائية (غير مرخصة من حكومة إسرائيل) بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية.

مظاهرات بغزة

وفي قطاع غزة، شارك العشرات ظهر اليوم الجمعة في مظاهرات بمدينة خان يونس وأمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بغزة، إسنادا للأسرى في السجون ورفضا للانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية.

ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية ولافتات تضامنية مع الضفة الغربية التي تتعرض لانتهاكات إسرائيلية متواصلة.

وقال المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم إن المقاومة في الضفة الغربية تتسع، وأصبحت عصية على الكسر، وأضاف أن موجة المقاومة لن تتوقف حتى تحقق حرية الشعب الفلسطيني، معبرا عن دعم الحركة للمرابطين في باحات المسجد الأقصى، وللانتفاضة في مدن الضفة الغربية.

وحذر قاسم إسرائيل من تصعيد عدوانها على الضفة والقدس خلال فترة الأعياد في شهر رمضان، مضيفا أن ما حدث في جنين لن يمر من دون عقاب.

غزة شهدت مظاهرات بمدينة خان يونس وأمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر (الأناضول)

وبشأن قضية الأسرى، قال المتحدث باسم حماس إن إسرائيل تحاول كسر إرادة الأسرى بإجراءاتها، مضيفا أن المقاومة تؤمن بأن حل هذه القضية يكمن في العمل على تحرير الأسرى.

ومنذ 14 فبراير/شباط الماضي، يُنفّذ الأسرى عصيانا ضد إجراءات وتعليمات إدارة السجون الإسرائيلية، تمهيدا لخوضهم إضرابا مفتوحا عن الطعام بداية شهر رمضان، وفق نادي الأسير الفلسطيني.

وتشمل الإجراءات ضد الأسرى التي سبق وأعلنها وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير التصديق على مشاريع قوانين عنصرية؛ أبرزها إعدام الأسرى وحرمانهم من العلاج، وفق النادي.

كما تشمل التحكم في كمية المياه التي يستخدمونها، وتقليص مدة الاستحمام، وتزويدهم بخبز رديء، ومضاعفة الاقتحام والتفتيش، ومضاعفة العزل الانفرادي وتصعيد عمليات نقل قيادات الحركة الأسيرة.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply