لا يزال ستيفن كينغ، البالغ من العمر 75 عاما، “الأيقونة الأدبية الحية الأولى للرعب، والكاتب الذي كان له دور في تشكيل كوابيسنا”، على حد وصف الناقدة الأميركية أليسون فورمان.

فمنذ انطلاقته الأولى مع رواية “كاري” (Carrie)، التي عولجت سينمائيا في نسختين يفصل بينهما 4 عقود من الزمن، الأولى كلاسيكية صدرت عام 1976، بطولة سيسي سبيسك وبايبر لوري وجون ترافولتا، وإخراج برايان دي بالما، المعروف بأسلوبه المتأثر بمدرسة المخرج البريطاني ألفريد هيتشكوك، الذي انتهز فرصة إخراج هذا العمل ليُجرب تقنية تقسيم الشاشة لأول مرة، ويشتهر بها لاحقا. وحقق الفيلم نجاحا هائلا، وحظي بإشادة النقاد، ورُشح لجائزتي أوسكار.

أما النسخة الثانية فصدرت في عام 2013، للمخرجة كيمبرلي بيرس، وبطولة كلوي غرايس موريتز وجوليان مور.

وفي المرتين أبهر كينغ الملايين من جمهور السينما، بقدرته الفائقة على “استخراج ذائقة فنية خاصة من قلب الرعب”، كما تقول فورمان، من خلال قصة فتاة مراهقة خجولة منبوذة من أقرانها، تعيش في بلدتها الصغيرة مع والدتها المتدينة، وتعاني من مشكلة نفسية بعد طردها من حفل رغبت في حضوره، وبعد أن تكشفت قدراتها الذهنية الخاصة، التي تجعلها قادرة على التحكم في الأشياء عن بُعد، تُطلق العنان للانتقام من الجميع.

أعمال كينغ المُلهمة في الصدارة

ألهم كينغ العديد من النجوم وصانعي الأفلام من خلال عشرات الروايات والقصص القصيرة. ففي عام 1986، قدم فرصة ذهبية للمخرج روب راينر، لإخراج فيلم “ستاند باي مي” (Stand by Me)؛ الأقرب إلى قلب كينغ، “كأول سيرة شبه ذاتية عن سن الرشد”، والذي رُشح لجائزة أوسكار، واحتل المرتبة 217 بقائمة الأفلام الأعلى مشاهدة، على موقع “آي إم دي بي” (imdb)، ليُخرج راينر بعدها رائعة كينغ، في فيلم “بؤس” (Misery) 1990 الذي منح النجمة كاثي بيتس أول فوز بالأوسكار بخلاف عدة جوائز أخرى.

كما فتح كينغ الطريق أمام المخرج فرانك دارابونت، للترشح لجائزة أوسكار، عن أيقونته الخالدة “الخلاص من شاوشانك” (The Shawshank Redemption)، الفيلم الذي تربع على عرش الأفلام الأعلى مشاهدة منذ عام 1994، ورُشح لـ7 جوائز أوسكار. لتتوالى ترشيحات دارابونت عن فيملين مقتبسين من قصص كينغ القصيرة، هما “ذي غرين مايل” 1995، الذي رُشح لـ4 جوائز أوسكار، واحتل المرتبة 27 على قائمة الأفلام الأعلى مشاهدة، و”ذا ميست” (The Mist) 2007.

كما تعاون كينغ مع الكاتب والمخرج مايك فلاناغان، الذي أخرج فيلم “دكتور سليب” (Doctor Sleep) عام 2019، وشارك كينغ في كتابة السيناريو.

ووفقا لموقع “إنديواير” (indiewire)، كان كينغ بمثابة العقل المدبر لمختارات فلاناغان الناجحة للغاية مع شبكة “نتفليكس” (Netflix)، مثل مسلسل “ذا هانتنينغ أوف هيل هاوس” (The Haunting of Hill House)، الذي جاء ترتيبه رقم 167، على قائمة الأعلى مشاهدة.

نهر ميستيك

“نهرميستيك” (Mystic River)، فيلم إثارة وجريمة، أخرجه كلينت ستوود عام 2003، وحصد جائزتي أوسكار، وحوالي 157 مليون دولارا، مقابل ميزانية 25 مليون دولار.

تدور أحداث الفيلم في منتصف السبعينيات، عندما يُقدم رجلان على اختطاف 3 أولاد، متظاهرين بأنهم رجال شرطة، لتمضي الأحداث نحو مأساة مفجعة، تبلغ ذروتها بمقتل شخص بريء.

هو أحد أكثر الأفلام التي تحظى باهتمام كينغ، “لما يُميزه من كلاسيكية، تظهر في بناء الشخصية وتعتمد على رواية قصة حقيقية وأداء قوي، وخصوصا من النجمين شين بين وكيفن بيكون”، لذا يعد كينغ في مقاله، الذي نُشر بموقع “إنترتينمنت ويكلي” (ew)، عام 2007، من يشاهد هذا الفيلم أن يجد نفسه مستغرقا تماما، لدرجة أنه “لن يتمكن من النظر في ساعته أبدا”.

“الخرف 13” أفضل من العراب 3

في المقال نفسه، يكشف كينغ عن آرائه الجريئة في بعض الأعمال السينمائية، فيرفع من قدر أعمال قديمة لم تنل حظا من الشهرة والنجاح، ويهاجم أخرى رغم حداثتها وشهرتها ونجاحها. حيث أبدى إعجابه الشديد بفيلم رعب أبيض وأسود “قديم وبسيط ومزعج، ويمزق القناة الهضمية” -حسب وصفه- بعنوان “الخرف 13” (Dementia 13)، وهو فيلم أخرجه فرانسيس دي كوبولا عام 1963 في 9 أيام، بميزانية لا تتعدى 40 ألف دولار، واعتبره كينغ “فيلما مُهمّا، يمثل نقطة البداية الحقيقية لدي كوبولا”.

وذهب إلى حد القول إن فيلم”سايكو” (Psycho) الشهير، الذي أخرجه المخضرم هيتشكوك في عام 1960، ورُشح لـ 4 جوائز أوسكار، واحتل المرتبة 33 على قائمة الأكثر مشاهدة، “أردأ من فيلم دي كوبولا”.

بل أكثر من هذا، نظر كينغ بازدراء للجهد الذي بذله دي كوبولا في فيلم “العراب الجزء الثالث” (The Godfather Part III) 1990، مقارنه بأدائه في “الخرف 13” ، معتبرا أن “العراب 3″، فيلم مُمل، وغير متماسك، وليس له أهمية”.

“التغيير”.. رعب خارق للطبيعة

فيلم “التغيير” (The Changeling)، بطولة النجم الكبير جورج سي سكوت “في آخر دور سينمائي عظيم له”، وإخراج بيتر ميداك عام 1980، يصفه كينغ بأنه “فيلم إثارة نفسي، من أجل الرعب الخارق للطبيعة”، لا توجد وحوش تنفجر، ولكن “مجرد تدحرج كرة طفل على الدرج كاف ليذهب بالأبصار”.

“ذا هيتشر”.. أعمال مثيرة مذهلة

“ذا هيتشر” (The Hitcher) 1986، هو “فيلم طريق مرعب مجرد، يتميز ببعض الأعمال المثيرة المذهلة، لكن الأهم هو الأداء الخارق لبطله النجم روتجر هاور (جون رايدر). هذا القاتل الغامض، الذي يسأله طفل مرعوب: “من أين أتيت؟”، فيجيب هامسا: من “ديزني لاند”.

“طريق البندقية” المثير للارتباك

في مقاله، قام كينغ باستدعاء فيلم الإثارة والجريمة “طريق البندقية” (The Way of the Gun)، كأحد الأفلام “البارعة والمهمة والمثيرة للارتباك”. الفيلم أخرجه كريستوفر ماكواري عام 2000، في أول إخراج له، بعد كتابة فيلم “المشتبه بهم المعتادون” (The Usual Suspects) الحائز على جائزتي أوسكار، والمدرج بالمرتبة 40 على قائمة الأكثر مشاهدة.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply