لندن – لا تزال تداعيات إفلاس البنك الأميركي “وادي السيليكون” متواصلة، وبلغت المخاوف إلى القطاع البنكي البريطاني، حيث سارع البنك المركزي بإنهاء عملية الاستحواذ في أسرع وقت ممكن لطمأنة أسواق المال.

ولفهم كيف سيتأثر الاقتصاد البريطاني بهذه الأزمة المالية، طرحنا العديد من الأسئلة على الخبير الاقتصادي زكرياء كارتي مسؤول الاستثمار في البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية “إي بي إي آر دي” (EBERD)، والخبير المعتمد في المحاسبة المالية في بريطانيا عمر قفيشة.

  • كيف انتقلت الأزمة إلى بريطانيا؟

يؤكد عمر قفيشة أن الأزمة انتقلت إلى بريطانيا مباشرة عندما قرر معظم عملاء البنك من الشركات الناشئة سحب ودائعهم، مما دفع الفرع البريطاني لطلب سيولة عاجلة تقدر بـ1.8 مليار جنيه إسترليني من البنك المركزي.

في تلك اللحظة أدرك المركزي البريطاني أن الأزمة وصلت لندن ليعلن مباشرة إفلاس فرع بنك وادي السيليكون في بريطانيا، الذي انخفضت ودائعه من 10 مليار جنيه إسترليني إلى 7 مليارات في يوم واحد.

  • ما تأثير ذلك على الأسواق المالية البريطانية؟

يقول قفيشة إن سرعة تدخل البنك المركزي البريطاني ساهمت في طمأنة الأسواق المالية، فمع نهاية الأسبوع أتم البنك المركزي صفقة استحواذ بنك “إتش إس بي سي” (HSBC) على الفرع البريطاني لبنك وادي السيليكون، ورغم ذلك خسرت أسواق المال في بريطانيا 50 مليار دولار في عدة أيام.

وأضاف أن الأزمة قد يكون لها تأثير على قرار البنك المركزي البريطاني في رفع معدل الفائدة لمحاربة التضخم، وربما يفاجئ الجميع بخفض الفائدة في اجتماعه القادم.

  • هل فعلا قيمة الصفقة جنيه إسترليني؟

يقول الخبير المالي عمر قفيشة إن مبلغ جنيه إسترليني هو رقم رمزي يتم وضعه في العقد فقط من أجل إتمام الإجراءات القانونية في أسرع وقت.

ويمتلك بنك وادي السيليكون أصولا بقيمة 5.5 مليارات جنيه إسترليني، ولديه التزامات مالية تجاه العملاء بقيمة 6.7 مليارات جنيه إسترليني، أي أن لديه عجزا ماليا قيمته 1.2 مليار جنيه إسترليني.

ولذلك أراد المركزي البريطاني أن تقوم بالاستحواذ مؤسسة مالية ضخمة وعريقة لديها القدرة على حل الأزمة.

  • لماذا يشتري بنك “إتش إس بي سي” مؤسسة مفلسة؟

نجح بنك “إتش إس بي سي” في إقناع البنك المركزي بقدرته على شراء وإنقاذ بنك وادي السيليكون في بريطانيا، حيث يمتلك أصولا بقيمة 3 تريليونات دولار، مما يؤكد قدرته على استيعاب مثل هذه الصفقة.

وبمجرد إتمام الصفقة، انتقل إلى البنك 3 آلاف عميل كانوا يعملون مع بنك “وادي السيليكون” وهم من صفوة العملاء الذين يمكن أن يحصل عليهم أي بنك من شركات التكنولوجيا.

  • هل ستستمر الأزمة؟

لا يعتقد الخبير الاقتصادي زكرياء كارتي باستمرار الأزمة المالية لمدة طويلة، مرجحا أن كل ما يحدث هذه الأيام جاء بسبب حالة الهلع التي ستهدأ تدريجيا.

وأشار إلى أن وزيرة الخزانة الأميركية الحالية كانت عضوا في البنك الفدرالي الأميركي في كاليفورنيا وتعرف جيدا بنك “وادي السيليكون”، وهو ما يفسر سرعة تحرك الإدارة الأميركية التي أعلنت ضمان كافة الودائع وليس مبلغ 250 ألف دولار المؤمن عليهم فقط، مما طمأن الأسواق المالية، ولهذا يستبعد زكرياء كارتي حدوث أزمة مالية مشابهة لعام 2008.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply