وصلت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين في زيارة مفاجئة إلى كييف الاثنين لتأكيد دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا، وذلك بعد أسبوع من زيارة مفاجئة للرئيس الأميركي جو بايدن، ويأتي ذلك في ظل تشديد القوات الروسية الخناق على باخموت وإقرار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن الوضع حول المدينة يزداد صعوبة.

وخلال زيارتها، التقت وزيرة الخزانة الأميركية الرئيس الأوكراني ومسؤولين حكوميين كبارا، وقالت إن زيارتها إلى كييف تأكيد لالتزام واشنطن الثابت تجاه أوكرانيا.

وأعلنت يلين تحويل الدفعة الأولى من الدعم المخصص لأوكرانيا لعام 2023 بقيمة 1.25 مليار دولار، التي تمثل أول شريحة من المساعدات المقدمة من واشنطن لدعم اقتصاد أوكرانيا وميزانيتها بإجمالي 9.9 مليارات دولار.

وقالت يلين لرئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال “ستساند الولايات المتحدة أوكرانيا ما دام الأمر اقتضى ذلك”.

ومنحت الولايات المتحدة أوكرانيا ما يربو على 13 مليار دولار في صورة تمويل لدعم اقتصادها وميزانيتها منذ اندلاع الحرب، وسيرتفع هذا المبلغ إلى أكثر من 14 مليار دولار بعد المساعدات الأخيرة، مع توقع إرسال 8.65 مليارات دولار إضافية حتى 30 سبتمبر/أيلول القادم.

وزيرة الخارجية الأميركية جانيت يلين التقت خلال زيارتها لكييف الرئيس الأوكراني ومسؤولين حكوميين كبارا (رويترز)

من جهته، قال زيلينسكي -على قناته على تليغرام- “تدعمنا الولايات المتحدة بقوة منذ الأيام الأولى من هذه الحرب، ليس فقط بالأسلحة، بل أيضا على الصعيد المالي”.

وأضاف “من الضروري زيادة تشديد العقوبات لحرمان روسيا من القدرة على تمويل الحرب”.

وأحاط الكتمان زيارة يلين حتى غادرت كييف، وهو الأمر ذاته الذي اتبعه بايدن في زيارته. وأصدر الموظفون المساعدون للوزيرة الأميركية إحاطة إعلامية يومية تفيد بأنها “ستلتقي مستشارين وموظفين” أمس الاثنين.

وقبل وقت قصير من وصولها إلى كييف، دوّت صفارات الإنذار من الغارات الجوية في المدينة في تحذير من هجوم محتمل، لكنها غالبا تكون إنذارات كاذبة.

وفي سياق الدعم الغربي، أعلنت كل من الولايات المتحدة وكندا فرض عقوبات جديدة على روسيا، وهو ما علقت عليه موسكو بأنها تستعد للرد عليه.

الخطة الصينية

على صعيد آخر، رأت الخارجية الأميركية أن خطة السلام الصينية بشأن أوكرانيا قد لا تكون مقترحا جديا.

وتتحدث بكين عن استمرار اتصالاتها مع الأطراف في ما يخص مبادرتها للسلام، التي كانت كييف رحبت بها في وقت سابق.

من جهتها، قالت موسكو إن الوقت غير مناسب بعد لهذه الخطوة، ورأت الرئاسة الروسية (الكرملين) أن خطة السلام الصينية لحل الأزمة الأوكرانية “عملية طويلة ومرهقة”، قائلة إن تفاصيلها يجب أن تخضع لتحليل دقيق وحسابات.

باخموت المحاصرة

ميدانيا، حذر الرئيس الأوكراني من أن الأوضاع في باخموت تزداد صعوبة بشكل مستمر، وأن القوات الروسية تستهدف كل ما يمكن استخدامه للحماية والتحصين، واصفا الجنود الأوكرانيين الذين يقاتلون في باخموت بأنهم “أبطال حقيقيون”.

وكانت مجموعة “فاغنر” الروسية المسلحة قالت إنها أحكمت السيطرة على مزيد من المناطق شمالي المدينة، في حين ذكر زعيم جمهورية “دونيتسك الشعبية” الانفصالية دينيس بوشيلين إن الظروف في جبهة باخموت مواتية لتطويق من سماه “العدو” وتضييق الحصار عليه.

وكان إيغور كيماكوفسكي مستشار حاكم دونيتسك قال إن جميع الطرق المؤدية إلى باخموت أصبحت تحت السيطرة النارية للقوات الروسية، لكن من المبكر الحديث عن تطويق كامل للمدينة، على حد تعبيره.

وأوضح أن القوات الأوكرانية تحاول إيصال إمدادات إلى داخل المدينة، لكن جهودها باءت بالفشل وتكبدت خسائر كبيرة.

والمعركة للسيطرة على مدينة باخموت الصناعية في شرق أوكرانيا هي الأطول التي خاضتها روسيا حتى الآن منذ بدأت الحرب على أوكرانيا قبل عام. وسبق أن أكد زيلينسكي أن الأوكرانيين سيقاتلون دفاعا عن باخموت ما داموا يستطيعون ذلك.

وتعلق موسكو أهمية كبرى على السيطرة على باخموت، لكن مراقبين يرون أن هذا الأمر لن يعدو كونه رمزيا انطلاقا من الأهمية الإستراتيجية المحدودة للمدينة.

وفي سياق متصل، أسفر هجوم روسي بطائرات مسيّرة الاثنين عن مقتل شخصين وإصابة 3 بجروح في خميلنيتسكي (غربي أوكرانيا)، وفق ما أعلنه رئيس بلدية المدينة.

في المقابل، قال الجيش الروسي إنه استهدف “مركز قيادة العمليات الخاصة في الغرب” قرب مدينة خميلنيتسكي.

وجاء هذا بعدما أعلنت القوات الأوكرانية أن الجيش الروسي شن هجوما بنحو 14 طائرة مسيرة على الجهة الشمالية من البلاد، بما فيها العاصمة كييف، وأن الدفاعات أسقطت 11 منها.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply