بغداد – رمضان هذا العام يحلّ مختلفا عمّا سبقه، حيث تعود الأجواء الرمضانية المفعمة بالروحانيات والعبادات الجماعية التي انقطعت العامين الماضيين بسبب تفشي فيروس كورونا، كما تعود موائد الرحمن التي يعوّل الفقراء عليها لتناول الإفطار، خصوصا في ظل تراجع الوضع الاقتصادي والارتفاع في الأسعار مؤخرا.

يأتي رمضان هذا العام بأجواء أكثر روحانية وإيمانية، بعد انقطاع للأنشطة الجماعية لعامين بسبب تفشي فيروس كورونا، فامتلأت في أوائل ليالي الشهر الفضيل المساجد بالمصلين من مختلف الفئات العمرية، لتأدية صلاة التراويح والحرص على التوجه للمساجد لتلاوة القرآن وصلاة الجماعة والنوافل، كما شهد أول إفطار إقبال كبير على موائد الرحمن، وكذلك في الليالي اللاحقة.

جامع أم القرى في بغداد وقد تزين احتفاء برمضان (الجزيرة نت)

صلاة التراويح

صلاة التراويح من الطقوس الروحية التي يتميز بها الشهر الكريم، وها هي تعود من جديد بعد انقطاع لسنتين، وهي صلاة تؤدى جماعة في كل ليلة من ليالي شهر رمضان بعد صلاة العشاء.

يبدأ الصائمون بالاستعداد للصلاة والتوجّه إلى المساجد لتمتلئ على آخرها بالمصلين من مختلف المراحل العمرية، وللنساء نصيب، وخصصت مساجد كثيرة قسما للنساء لأداء الصلاة.

تميز رمضان

إمام وخطيب مسجد الكبيسي في بغداد سعد الجبوري قال إنه يتم الاستعداد لرمضان في البداية بتهيئة المسجد للمصلين والمرتادين، من رجال ونساء طيلة الشهر الفضيل، فتُجرى عمليات التنظيف والتعقيم لمرافق المسجد وعلى مدار اليوم.

وقال للجزيرة نت إن القائمين على المسجد يحرصون خلال الشهر الفضيل على تعليق الجداريات واللافتات التي تتضمن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية لتوجه الصائم نحو أداء مميز لعبادته.

وأشار الجبوري إلى الحرص خلال شهر رمضان على الإنارة المزينة للمسجد، إضافة إلى إعداد موائد الإفطار من كل ليلية مكونة من التمر ولبن وماء وحساء العدس والعصائر، إلى جانب ما يجود به المحسنون من طبخات وأكلات وحلويات.

وأضاف أن من بين الأنشطة الرمضانية في المسجد تهيئة السلة الرمضانية التي تحتوي على بعض المواد الغذائية لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين والأرامل والايتام.

التدريسي في جامعة الإمام الأعظم  الدكتور خضر الزيدي (الجزيرة نت)
التدريسي في جامعة الإمام الأعظم الدكتور خضر الزيدي (الجزيرة)

التدريسي في جامعة الإمام الأعظم الدكتور خضر الزيدي يؤكد أن العودة للأنشطة الرمضانية هذا العام أنعشت الروحانيات وأثلجت صدور المؤمنين لعودتهم لأنشطة حرموا منها العامين الماضيين.

وإلى جانب العبادات فهناك أنشطة متعلقة بالشهر الفضيل يمكن العودة لها هذا العام بعد وقف الإجراءات الاحترازية بسبب كورونا، كالتجمعات العائلية والخيرية.

واعتبر الزيدي أن الأنشطة الرمضانية، تعيد روح العبادات إلى المجتمع، حيث إن الصلاة في المسجد مع الجماعة، لها أثر كبير في إعادة الاجتماعيات واللقاءات والاحتكاك المباشر بين الناس، وهذا يضفي على قلوبهم الطمأنينة والمحبة ويعيد تواصلهم من جديد مع أنفسهم ومع بيوت الله، ومع روح الشهر الكريم، ووجود الدعوات بين الأقارب والأرحام، عدا عن موائد الرحمن التي ستعود لهذا العام، والتي من شأنها كذلك أن تعيد روح التكافل الاجتماعي في المجتمع الواحد.

الإفطارات الجماعية.. موروث عثماني رمضاني لا يغيب عن مساجد كركوك
الإفطارات الجماعية موروث رمضاني لا يغيب عن مساجد العراق (الأناضول)

أحمد رحيم (55 عاما) أحد المصلين الملتزمين بالصلاة بالمسجد، قال للجزيرة نت إن إعادة فتح المساجد لأداء صلاة التراويح والصلوات الخمس، لها فضل وأجر عظيم، فبيوت الله من أشرف الأماكن في شتى بقاع الأرض، تعزز التقارب المجتمعي من خلال تغيير أحوال الناس وتبعث فيهم الراحة والسعادة وتخفف عنهم ما يعانونه من صعاب في مواجهة تصاريف الحياة.

ويضيف رحيم، أن رمضان هذه العام يعود علينا مختلف بعودة صلاة التراويح والدروس الرمضانية، إلى جانب عودة موائد الإفطار وخيامها الشهيرة بالشوارع والأماكن المغلقة، والأنشطة التراثية والفنية المرتبطة بالمناسبة بكامل طاقتها.

جاء ذلك بعد انقطاع دام لعامين، حيث منعت تدابير كورونا رواد رمضان في عامي 2020 و2021  من طقوس وروحانيات معتادة دينيا وشعبيا، فألغت تجمعات الإفطار بالمنازل وموائدها بالشوارع والمساجد، كما حظرت كليا وجزئيا الاعتكاف والتراويح وانتقلت تأديتها للبيوت.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply