اتهمت وزارة الدفاع الروسية أوكرانيا بالتخطيط لعمل استفزازي نووي في منطقة الحرب، بمناسبة حلول الذكرى السنوية الأولى هذا الأسبوع للغزو الروسي.

ووفقا للمزاعم الروسية، فإن كييف تخطط لإلقاء اللوم على موسكو في قصف عشوائي لمنشآت نووية وما ينتج عن ذلك من تلويث إشعاعي للبيئة.

وبحسب وزارة الدفاع الروسية، فإن سفنا تحتوي على مواد مشعة نقلت عبر الحدود من دولة أوروبية -لم تذكر اسمها- دون أن يتم تخليصها عبر الجمارك، بقصد تدبير حادث تلوث نووي.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال في الماضي إنه حدد موقعا تقوم فيه كييف ببناء ما يسمى بـ”قنبلة قذرة”، لنشر التلوث الإشعاعي. ولم يتمكن خبراء من الوكالة الدولية للطاقة الذرية من العثور على أدلة ذات صلة خلال زيارة الشهر الماضي.

ومنذ بدء غزوها لأوكرانيا قبل ما يقرب من عام، اتهمت روسيا بشكل متكرر كييف بالتخطيط لعمليات “زائفة” بأسلحة غير تقليدية، باستخدام مواد بيولوجية أو مشعة. ولم يحدث مثل هذا الهجوم حتى الآن.

وترفض أوكرانيا وحلفاؤها مثل هذه الاتهامات، ويصفونها بأنها محاولات لنشر معلومات مضللة، ويتهمون موسكو بالتخطيط لتنفيذ حوادث نووية في محاولة لتحميل أوكرانيا مسؤوليتها.

دبابات فرنسية لأوكرانيا

في غضون ذلك، أعلن وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو -في مقابلة مع صحيفة “لو باريزيان” نشرت الأحد- أن الدبابات القتالية الخفيفة من طراز “إيه إم إكس-10” (AMX-10) ستُسلّم “نهاية الأسبوع المقبل” لأوكرانيا.

ويتزامن تسليم هذه الدبابات مع الذكرى السنوية الأولى للغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022.

وفي بداية يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قرار إرسال هذه الدبابات، في إطار تحديث المعدات التي يسلّمها حلف شمال الأطلسي (ناتو) لأوكرانيا، بعد تردد استمر أشهرا خوفا من دفع موسكو إلى تصعيد. ولم يحدد الرئيس الفرنسي حينذاك عدد الدبابات التي يمكن إرسالها.

وأكد وزير الجيوش للصحيفة الفرنسية اليومية أنه لن يذكر عدد الدبابات “حتى لا أعطي معلومات إستراتيجية لروسيا”، مشيرا إلى أن تدريب الأوكرانيين على هذه المعدات الجديدة “على وشك الانتهاء”، لذلك سيتم تسليمها “نهاية الأسبوع المقبل”.

وتابع “بشكل عام تتسارع وتيرة التدريب على أراضينا، من خلال التدريب التخصصي على المعدات التي نقدمها، وفي بولندا، مع مزيد من التدريب العام للكتائب بأكملها بمعدل 600 جندي في الشهر اعتبارًا من مارس/آذار”.

دبابة قتالية خفيفة من طراز “إيه إم إكس-10” خلال تدريبات سابقة للجيش الفرنسي (غيتي)

وعن إمكان تسليم أوكرانيا طائرات حربية مقاتلة يصرّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على الحصول عليها، قال لوكورنو إن “لا شيء محظور”، لكنه أشار إلى تعقيد “المسائل اللوجستية والعملية”، ولم يستبعد المسؤول الفرنسي تدريب طيارين كما تفعل بريطانيا.

ودافع لوكورنو عن موقف فرنسا المتمثل في الإبقاء على “قنوات النقاش مع الروس كلما كان ذلك مفيدًا”، مكررا بذلك موقف الرئيس إيمانويل ماكرون.

وشدد على أن “هذا هو دور قوة مثل فرنسا”، مشيرا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشنّ “هذه الحرب التقليدية في ظل قوته للردع النووي”.

وقال ماكرون في وقت سابق إنه يريد أن “تُهزم” موسكو أمام أوكرانيا، لكنه حذر من يريدون “قبل كل شيء سحق روسيا” من أن ذلك “لن يكون أبدًا موقف فرنسا”.

وإلى جانب فرنسا، أعلنت كل من ألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا وبولندا وفرنسا وإسبانيا كذلك خططا لإرسال دبابات إلى كييف.

وجاء رد الفعل الأوكراني مرحبا بما سماه “حلف الدبابات الكبير”، إذ أكد الرئيس الأوكراني أهمية هذه الدبابات في مواجهة روسيا التي تستعد لموجة عدوان جديدة.

الوضع الميداني

ميدانيا، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد إن جيش بلاده يلحق خسائر “فادحة” بالقوات الروسية بالقرب من بلدة فوهليدار في منطقة دونباس الشرقية.

وأضاف في خطابه الليلي المصور “الوضع معقد للغاية. نحن نقاتل. نحن نكسر الغزاة ونكبد روسيا خسائر فادحة”.

وأشار زيلينسكي إلى عدة بلدات في دونباس، حيث يتركز القتال منذ شهور، قائلاً “كلما تكبدت روسيا المزيد من الخسائر، في دونباس، في باخموت وفوليدار ومارينكا وكريمينا؛ أسرعنا في إنهاء هذه الحرب بانتصار أوكرانيا”.

وفي باخموت، اشتدت حدة المعارك الدائرة في محيط المدينة، حيث تحاول القوات الروسية ووحدات “فاغنر” تطويق المدينة، وقطع الإمدادات عن القوات الأوكرانية.

وذكرت هيئة الأركان الأوكرانية أن القوات الروسية شنّت أكثر من 50 هجوما صاروخيا على البنية التحتية المدنية في الجبهة الشرقية.

وقالت فاغنر إن تطويق باخموت ودفع القوات الأوكرانية للاستسلام يمثلان التكتيك المثالي للحفاظ على البنية التحتية للمدينة.

وكانت فاغنر أعلنت منذ يومين سيطرتها على بلدة باراسكوفييفكا، المتاخمة لباخموت من جهة الشمال، وأظهرت صور لقوات دونيتسك الموالية لروسيا دمارا كبيرا في هذه البلدة الواقعة على الطريق بين مدينتي سيفيرسك وباخموت.

وتحاول مجموعة فاغنر والجيش الروسي منذ صيف العام الماضي السيطرة على مدينة باخموت في مقاطعة دونيتسك بإقليم دونباس (شرقي أوكرانيا)، ورغم التقدم الذي أحرزه الروس في الآونة الأخيرة، فإن القوات الأوكرانية تستميت في الدفاع عن هذه المدينة.

عقوبات جديدة

في سياق متصل، تخطط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لفرض قيود جديدة على الصادرات الروسية وعقوبات أخرى على موسكو تستهدف صناعات رئيسية، بحسب ما نقلت وكالة بلومبيرغ نيوز الأحد عن مصادر مطلعة.

وأشارت الوكالة إلى أن العقوبات الجديدة ستستهدف قطاعي الدفاع والطاقة الروسيين ومؤسسات مالية وعددا من الأفراد، مضيفة أن الولايات المتحدة وحلفاءها قد يبحثون أيضا سبل منع التهرب من العقوبات والالتفاف عليها من أجل تعطيل الدعم الذي تتلقاه روسيا من دول أخرى.

وقالت بلومبيرغ إن الاتحاد الأوروبي اقترح فرض عقوبات جديدة، ويشمل ذلك كيانات إيرانية يُعتقد أنها تزود روسيا بطائرات مسيّرة وإمدادات عسكرية أخرى وتقنيات ومكونات ومركبات ثقيلة وإلكترونيات وعناصر نادرة.

وكانت الولايات المتحدة أعلنت هذا الشهر فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب أنشطتها الإلكترونية التي استهدفت 7 أفراد، من بينهم 6 روس وأوكراني واحد.

وبعد هذا الخطوة، أصدرت روسيا قرارا بمنع 77 مواطنا أميركيا من دخول البلاد، في خطوة انتقامية.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply