التخطي إلى المحتوى

الشبيبة – العمانية 

احتفلت وزارة الصحة اليوم بإطلاق النظام العُماني لاعتماد المؤسسات الصحيّة، الذي سيُطبّق على جميع المؤسسات الصحيّة الحكومية المدنيّة والعسكريّة والخاصّة الحاصل على اعتراف دولي من الجمعية الدولية لجودة الرعاية الصحيّة (الإسكوا)، والهادف إلى تطوير أنظمة تقديم خدمات الرعاية الصحيّة وإجراءاتها وتحسين جودتها وفق أسس تقييم مؤسسات الرعاية الصحيّة في سلطنة عُمان.

رعى حفل الإطلاق صاحبُ السُّمو السّيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار ، وبحضور معالي الدكتور هلال بن علي السبتي، وزير الصحة.

وأكّد سعادة الدكتور أحمد بن سالم المنظري وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتنظيم الصحي في كلمة على أنّ أولوية الصحة حظيت بعناية سامية من حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/ بإقامة نظام صحي بمعايير عالمية وإرساء دعائمه من خلال التوجه الاستراتيجي لـ “رؤية عُمان 2040″، مما دعا المنظمات الصحيّة العالمية إلى تصنيف النظام الصحي في سلطنة عُمان كأحد أفضل الأنظمة الصحيّة عالميًّا وأكثرها فاعلية.

وقال سعادتُه إنّ إطلاق النظام العُماني لاعتماد المؤسسات الصحيّة نقطة انطلاق لتجويد المؤسسات الصحيّة في سلطنة عُمان وتحسين جودة الخدمات الصحيّة للأفراد أو المجتمع بما يتوافق مع المعايير المحليّة أو الدوليّة، والاهتمام بالكثير من الجوانب المرتبطة بالخدمات الصحيّة المقدمة سواءً التقنية أو الفنية أو الإنسانية.

وأضاف سعادتُه أنّ الوزارة سعت وبالتنسيق مع مختلف القطاعات الصحيّة الحكومية والخاصة، من خلال الاستعانة ببيوت خبرة عالمية كمرحلة أولى لتأسيس نظام وطني لاعتماد المؤسسات الصحيّة، وصولًا لاستيفاء جميع متطلبات هذا النظام، وتم الاعتراف به دوليًّا من قبل الجمعية الدولية للجودة في الرعاية الصحيّة (الإسكوا).

وأشار سعادتُه إلى أنّ إطلاق النظام العُماني لاعتماد المؤسسات الصحيّة يأتي ضمن إطار سلسلة الإنـجازات التي جاءت ثمرة لجهود الحكومة، ودعمها للجانب الصحي بمختلف القطاعات.

وأعرب سعادتُه عن تطلُّعه إلى مشاركة جميع القطاعات الصحيّة الحكومية والخاصة والقدرات الصحيّة، للعمل على تنفيذ الخطط المرسومة لهذا المشروع الهادف إلى الرقي بالمستوى الصحي، والحفاظ على ما تجسد على أرض الواقع من منجزات وقصص نـجاح بما يتواءم مع رؤى التحديث والتطوير المستقبلي للمنظومة الصحيّة في سلطنة عُمان.

وأشاد سعادةُ وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتنظيم الصحي بالدور الرائد الذي قامت به القطاعات الصحيّة والجهات ذات العلاقة بالنظام الصحي والكفاءات الوطنية والخبراء من مختلف التخصُّصات في القطاع الصحي بسلطنة عُمان، ولكل من أسهم في إنجازه.

وأشارت الدكتورة قمراء بنت سعيد السريرية المديرة العامة لمركز ضمان الجودة بوزارة الصحة إلى أنّ النظام العُماني لاعتماد المؤسسات الصحيّة يشتمل على أكثر من 240 معيارًا ستُطبق في المرحلة الأولى على جميع المستشفيات في سلطنة عُمان، وستبدأ من العام القادم وتستمر حتى 2030م.

وذكرت أنّه يوجد في سلطنة عُمان أكثر من 35 مستشفى في القطاع الصحي الخاص وستكون لها الأولوية في نظام الاعتماد الأكاديمي حفاظًا على مأمونية وسلامة المرضى من مواطنين أو مقيمين عند العلاج في هذه المؤسسات الصحية، وبحسب الخطة الموضوعة ستشمل 19 مستشفى حكوميًّا ستتمُّ تغطيتها، وقد بدأنا العمل مع مستشفيي صحار وخولة، ومستشفى عُمان الدولي والشفاء في عام 2024.

وأشارت إلى أنّ النظام العُماني لاعتماد المؤسسات الصحية أسس عام 2016 بعد استحداث دائرة الاعتماد وتطوير المعايير بمركز ضمان الجودة بوزارة الصحة، وكلفت الدائرة باختصاصات وظيفية متعددة من ضمنها إنشاء النظام العُماني لاعتماد المؤسسات الصحية.

وأضافت أنّه في العام ذاته تشكّلت اللجنة الوطنية لصياغة معايير اعتماد المؤسسات الصحيّة التي تضم أعضاء من القطاعات الحكومية (العسكرية والمدنية)، ومن المختصين في مجال تجويد الخدمات في تخصُّصات مختلفة، وانبثقت من اللجنة الوطنية فرق فنية من تخصُّصات صحيّة مختلفة من كل القطاعات الصحيّة الحكومية، طورت معايير وطنية من أجل النظام الوطني للاعتماد.

وذكرت أنّ فوائد الاعتماد تكمن في تعزيز سلامة المرضى والعاملين الصحيين بإدارة المخاطر حتى المخاطر الطبية والحدّ منها بفاعلية، وضمان الالتزام بمستوى عالٍ من الجودة بين مقدمي خدمات الرعاية الصحيّة والحثّ على تحسينها والارتقاء بمعاييرها باستمرار، وتعزيز فهم المؤسسات للطبيعة المتصلة بالرعاية الصحيّة، ورفع مستوى المنافسة بينها، وبناء القدرات وتعزيز مهارات التعلم، والارتقاء بسمعة هذه المؤسسات لمستخدمي الرعاية الصحيّة.

وبينت أنّ المشروع مرّ في الفترة الزمنية من 2016 إلى 2023 بعدّة مراحل تضمنت الاستشارات المحليّة والعالميّة، وصياغة المعايير وتجربتها في المؤسسات الصحيّة الحكومية والخاصة، وتدريب المدققين من الكوادر الوطنية وإعداد السياسات والإجراءات اللازمة لتطبيق نظام الاعتماد العُماني في المؤسسات الصحيّة.

ولفتت المديرة العامة لمركز ضمان الجودة بوزارة الصحة إلى أنّ أهم المراحل التي مرّ بها المشروع هو التعاقد مع الجمعية الدولية لجودة الرعاية الصحيّة (الإسكوا) لتحقيق متطلبات حصول النظام على اعتراف دولي، وقد حصل النظام العُماني لاعتماد المؤسسات الصحيّة في شهر يناير 2023 بنسبة نجاح بلغت 92 بالمائة لكل المعايير.

من جانبه قال سعادة الدكتور جون جبور ممثل منظمة الصحة العالمية في سلطنة عُمان لوكالة الأنباء العُمانية إنّ إطلاق النظام العُماني لاعتماد المؤسسات الصحيّة في سلطنة عُمان يُعدُّ خطوة متطورة ومتقدمة على صعيد النظام الصحي في سلطنة عُمان، لافتًا إلى أنّ المنظمة وكمعايير دوليّة عملت يدًا بيد مع وزارة الصحة لوضع المعايير الأساسية للوصول إلى هذا النظام.

وأكّد سعادتُه على أنّ هذه الخطوة ستُمكّن سلطنةَ عُمان من اعتماد معايير دوليّة لنظام صحي قوي يرعى المرضى بشكل سليم، وهذا جانب مهم وهو ما تعمل عليه منظمة الصحة العالمية لتقوية أنظمة الجودة وسلامة المرضى.

ويهدف النظام العُماني لاعتماد المؤسسات الصحيّة إلى تطوير أنظمة تقديم خدمات الرعاية الصحيّة وإجراءاتها لتحسين جودتها وفق أسس تقييم مؤسسات الرعاية الصحيّة في سلطنة عُمان، التي يتوجب على المؤسسات الصحيّة أن تستوفيها لتحسين جودة رعايتها الصحيّة.

ويشمل نظام الاعتماد المستشفيات الحكومية والخاصة حيث يتحتم بموجبه على جميع المؤسسات بسلطنة عُمان الحصول على الاعتماد حسب نظام الاعتماد العُماني.

وأُسس هذا النظام ليتلاءم مع الواقع المحلي ويتوافق مع الضوابط الدولية ويُلبي احتياجات المرحلة القادمة، ويُعنى بتحسين جودة مؤسسات الرعاية الصحيّة وأدائها لتقديم رعاية صحية آمنة للمرضى، مع الحفاظ على سلامة العاملين الصحيين، والمستفيدين من الخدمات الصحيّة في القطاع الصحي.

حضر حفل إطلاق النظام العُماني لاعتماد المؤسسات الصحيّة الذي أُقيم بفندق قصر البستان عدد من أصحاب المعالي الوزراء، وأصحاب السعادة الوكلاء، وعدد من المسؤولين.

Source link