تمضي إدارة الرئيس الأميركي “جو بايدن” في رهانها على ضخ المزيد من احتياطي النفط الاستراتيجي في الأسواق للحد من صعود الأسعار عالمياً، متجاهلةً أي ثمن قد يخلفه عنادها على هذا الاتجاه.

يحدث ذلك رغم التحذيرات من النتائج العكسية التي قد تترتب على هذه الخطوة، إذ ستفقد واشنطن عشرات ملايين البراميل بأسعار منخفضة، بينما قد تضطر إلى إعادة شرائها بأثمان باهظة في غضون أشهر قليلة مع معاودة الأسعار الصعود بقوة بعد نفاد تأثير ضخ هذه الكميات في الأسواق.

 
مخزون النفط الأمريكي ينخفض إلى مستويات عام 2022:
أكدت إدارة معلومات الطاقة الأميركية في تقريرٍ نشرته يوم الأربعاء 6 أبريل/ نيسان، أن مخزون النفط الخام في الاحتياطي الاستراتيجي لأميركا هبط بمقدار 3.7 مليون برميل على مدار الأسبوع الماضي إلى 564.6 مليون برميل، وهو أدنى مستوى منذ عام 2002.

وأضافت أيضاً أن الولايات المتحدة لم تستورد أي برميل نفط من روسيا الأسبوع الماضي للمرة الأولى منذ الأسبوع المنتهي في 25 فبراير/ شباط.

وحظرت الولايات المتحدة النفط الروسي في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير/ شباط، لكنها سمحت للسفن التي في طريقها بالفعل بأن تواصل رحلتها.

بالتزامن مع ذلك، قالت إدارة معلومات الطاقة إن إنتاج النفط الأميركي واصل الارتفاع لثاني أسبوع على التوالي، والذي زاد بمقدار 100 ألف برميل يومياً الأسبوع الماضي إلى 11.8 مليون برميل يومياً، وهو أعلى مستوى منذ ديسمبر 2021.

 
ومن ناحية أخرى أظهرت البيانات أن مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، في منطقة الساحل الشرقي للولايات المتحدة هبطت الأسبوع الماضي إلى 27.3 مليون برميل، وهو أقل مستوى لها منذ أبريل/ نيسان 2003 .

ما هو احتياطي الولايات المتحدة النفطي الاستراتيجي؟
يمكن تعريفه باختصار على أنه النفط الخام لحالات الطوارئ، إذ تم بناء الاحتياطي البترولي الإستراتيجي وتطويره لتخزين ما يصل إلى 714 مليون برميل من النفط الخام للاستخدام عندما تستدعي الحاجة وتقتضي الظروف ذلك، وفقا لوزارة الطاقة.

تعود بداية الأمر إلى سبعينيات القرن الماضي، حيث تم إنشاؤه كرد فعل للصدمات النفطية، بعدما خفضت الدول العربية الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) الإنتاج احتجاجا على دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973.

وتم بناء الاحتياطيات في 4 مناطق تصطف على ساحل الخليج: براين موند-تكساس، بيغ هيل-تكساس، ويست هاكبيري- لوس أنجلوس، وبايو تشوكتاو- لوس أنجلوس.

ثم تم تخزين براميل النفط تحت الأرض في كهوف مالحة، لأن تلك البيئة توفر أفضل حماية للوقود وهي الطريقة الأكثر فعالية من حيث التكلفة لتخزينه، وذلك وفقا لوزارة الطاقة.

وتحتوي الاحتياطيات على ما مجموعه 60 كهفا، يبلغ حجم كل منها 200 قدم في القُطر و2500 قدم في الارتفاع، وتتمتع الكهوف بسعة كبيرة ويمكن أن تستوعب ما بين 6 ملايين و27 مليون برميل من النفط الخام، وتم اختيار المواقع بسبب سهولة ربط النفط بشبكة نقل النفط التجارية في البلاد.

ويذكر هنا أن الولايات المتحدة قد أنفقت حوالي 25.7 مليار دولار على الاحتياطيات، وهي بالتفصيل: 20.7 مليار دولار تذهب إلى النفط الخام و5 مليارات دولار تذهب إلى المرافق.

وكالات

المصدر: سوريا الآن

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply