دمشق ـ أطلق ناشطون سوريون وعدد من المساجد والكنائس والمنظمات والجمعيات الإنسانية في العاصمة السورية دمشق مجموعة من المبادرات الإغاثية لدعم الأهالي المنكوبين في محافظات حلب وحماة واللاذقية وطرطوس وإدلب إثر كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب مناطقهم فجر الاثنين الماضي.

واشتملت المبادرات على جمع المواد الغذائية، والمواد الإسعافية الأوّلية، والأغطية، والملابس الشتوية من الراغبين بالتبرع في دمشق وريفها وسائر مناطق سيطرة النظام وإرسالها إلى المناطق المنكوبة عبر حافلات تنطلق تباعا.

وبالرغم من الأزمة المعيشية الخانقة التي يعيشها السوريون في مناطق سيطرة النظام، فإن المبادرات لاقت إقبالا كبيرا منذ صباح الاثنين الماضي، ونجحت كنائس وجمعيات في إرسال العديد من السيارات والقوافل المحملة بالمساعدات إلى المحافظات المنكوبة، في حين تطوع الآلاف من الشبان في المناطق غير المتضرّرة للذهاب إلى الأماكن المنكوبة وإغاثة المتضررين والمشاركة في عمليات الإنقاذ.

مبادرات مجتمعية

وأطلقت جمعية “عقمها” حملة لجمع التبرعات في مقرها الواقع في حي المهاجرين بدمشق، وتمكنت الجمعية من إرسال أولى قوافل المساعدات إلى محافظة حلب أمس الأول الثلاثاء، وقافلة أخرى أمس إلى مدينة جبلة في اللاذقية، وتضمنت القوافل مواد غذائية وملابس ومواد إسعافية أولية.

بينما أعلنت جمعية “أنا السوري” حالة الاستنفار واتجهت أعداد كبيرة من كوادرها عقب الكارثة مباشرة إلى محافظة حلب لتسليم المساعدات الغذائية، ودعت الجمعية كافة كوادرها الموجودة خارج البلاد إلى العودة فورا والالتحاق بفرق الإنقاذ في المناطق المنكوبة.

وبدورها، أطلقت مؤسسة “قلوبنا معكم” الطبية مبادرتها في جميع المحافظات السورية لتقديم الاستشارات والمعالجات الطبية وإجراء العمليات الجراحية والتحاليل مجانا أو بشكل شبه مجاني لضحايا الزلزال.

وقامت منظمة “بسمة شباب سوريا” بإطلاق حملة تبرع لحليب الأطفال من عمر 6 أشهر ضمن مراكزها الثمانية في محافظة دمشق لإيصالها مباشرة إلى مراكز الإيواء في المحافظات المنكوبة التي تعاني من نقص في حليب وحفاضات الأطفال الرضع.

ومن جانبه، وضع “نادي السيارات السوري” خطة عمل وإنقاذ واستجابة طارئة تضمنت جميع كوادره ومنظميه والمتطوعين من خارج النادي، بعد أن كان قد أطلق حملة تبرعات وفق الاحتياجات المطلوبة (دواء، حليب، فرش، ملابس، وغيرها من الاحتياجات).

وإلى جانب هذه المبادرات، هناك عشرات المبادرات المستقلة التي أطلقها شباب دمشق لاستقبال التبرعات وتوجهوا في حافلات على حسابهم الشخصي لتوزيعها على مراكز الإيواء في المحافظات المنكوبة.

كما انطلقت مجموعة من الشباب اللبناني إلى سوريا بسيارات محملة بالمواد الغذائية والأدوية والملابس إلى مراكز الإيواء في محافظتي حلب واللاذقية، ونجحت المجموعة بالتنسيق مع الصليب الأحمر في العبور إلى مناطق الشمال السوري.

مبادرات تستهدف الأيتام

وقالت وزارة الأوقاف في حكومة النظام السوري، في منشور لها على صفحتها الرسمية بفيسبوك، إنها جهزت 72 مسجدا في محافظتي حلب واللاذقية بالمستلزمات والخدمات الضرورية لتكون مراكز إيواء للمنكوبين.

بينما جهزت كنيستا سيدة دمشق والصليب قاعاتها في العاصمة لاستقبال مختلف أنواع المساعدات والتبرعات من الأهالي لإيصالها إلى ضحايا الزلزال، وقال القس رأفت أبو نصر، في حديث له مع إذاعة “نينار” المحلية، إنهم أطلقوا في كنيسة سيدة دمشق حملة تبرع بالدم “وكان هناك إقبال كبير رغم الأحوال الجوية القاسية”.

وأشار القس إلى أن الكنيسة قد تلقت مساعدات على كافة المستويات، عينية لوجيستية ومادية، وذلك بمساعدة ومساهمة جميع مكونات وأطياف المجتمع السوري.

وعرض رجل عراقي وزوجته تبني أو كفالة طفل أو طفلين ممن فقدوا عائلاتهم في حادثة الزلزال، بينما أعلنت الممثلة السورية رغداء هاشم وعائلات سورية أخرى جاهزيتها لتبني الأطفال اليتامى.

ومن جانبه، قال وزير الإدارة المحلية والبيئة ورئيس اللجنة العليا للإغاثة في حكومة النظام السوري حسين مخلوف، في مؤتمر صحفي أمس الأربعاء، إن عددًا من اضطروا لترك منازلهم في سوريا جراء الزلزال بلغ أكثر من 298 ألف شخص.

وكان زلزال بقوة 7.7 درجات على مقياس ريختر قد أصاب مدنا تركية فجر الاثنين، ووصل تأثيره على شكل هزات ارتدادية إلى عدة دول بينها سوريا ولبنان وفلسطين والأردن.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply