تعتزم أسرة بريطانية، كان أسلافها يملكون عبيدا، في القرن الـ 19، الاعتذار لشعب جزيرة غرينادا الواقعة في بحر الكاريبي ودفع تعويضات، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية اليوم الأحد.

وغردت لورا تريفيليان، وهي أحد أفرد الأسرة البريطانية المقيمة بالولايات المتحدة حيث تعمل مراسلة بهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” قائلة إن عائلة تريفيليان تعتذر لشعب غرينادا عن “الدور الذي لعبه أسلافنا في الاستعباد بالجزيرة، والمشاركة في التعويضات”.

وقالت هيئة الإذاعة البريطانية إن الأسرة -التي كان لديها أكثر من ألف عبد هناك، في القرن الـ 19، وكانت تملك 6 مزارع سكر- تعتزم التبرع بمبلغ 100 ألف جنيه إسترليني لإنشاء صندوق مجتمعي للتنمية الاقتصادية في الجزيرة.

وعام 2022، زارت تريفيليان أحد أفرد أسرتها بالجزيرة، ووصفت التجربة بأنها “كانت مروعة حقًا، شعرت بالخجل من رؤية المزارع حيث يُعاقب العبيد وأدوات التعذيب المستخدمة لتقييدهم”.

وقالت أيضا “لا يمكنك إصلاح الماضي، لكن يمكنك الاعتراف بالألم”.

وأوضحت أنه عام 1834، تلقى أفراد عائلة تريفيليان حوالي 34 ألف جنيه مقابل خسارة “ممتلكاتهم” في غرينادا، أي ما يعادل حوالي 3 ملايين إسترليني من أموال اليوم.

وأضافت “بالنسبة لي أن أعطي 100 ألف إسترليني بعد ما يقرب من 200 عام.. ربما يبدو هذا غير كافٍ حقًا، لكن آمل أن نكون قدوة بالاعتذار عما فعله أسلافنا”.

ووفق تريفيليان فإن 7 من أفراد الأسرة سيسافرون إلى غرينادا هذا الشهر لتقديم اعتذار علني.

جزيرة غرينادا

تعرف غرينادا باسم جزيرة التوابل نظرًا لإنتاجها من جوزة الطيب ومحاصيل الصولجان، وعاصمتها سانت جورج.

وتقع هذه الجزيرة بالجزء الجنوبي الشرقي من البحر الكاريبي، وتبلغ مساحتها 34 كيلومترا، ويقدر عدد سكانها بعدد 112.523، وفق إحصاءات يوليو/تموز 2020، أغلبهم من أصول أفريقية وشرق هندية وأوروبية.

وتم اكتشاف غرينادا عام 1498 على يد كريستوفر كولومبوس، وأطلق عليها اسم “لا كونسيبسيون” وقاتل الفرنسيون والبريطانيون من أجل حق استعمار هذه الجزيرة لمدة 150 عامًا بعد اكتشافها.

وعام 1672 سيطر الجيش الفرنسي على هذه الجزيرة، وبعد 100 عام بدأت الحرب مرة أخرى، وانتصر فيها البريطانيون، وأصبحت غرينادا جزءًا من جزر ليوارد، وهي مستعمرة إنجليزية.

وفي القرن الـ 18، أنشأ البريطانيون مزارع قصب السكر بالجزيرة، حيث تم جلب العبيد من أفريقيا للعمل. وأواخر هذا القرن، دمرت الأعاصير حقول السكر، فتم زرعها بمحاصيل جديدة من الكاكاو والقطن وجوزة الطيب التي أدخلها الأوروبيون.

وعام 1967، أصبحت غرينادا دولة تتمتع بالحكم الذاتي مع المملكة المتحدة، ثم نالت استقلالها كجزء من الكومنولث البريطاني في 7 فبراير/شباط 1974.


المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply