أعلنت وزارة العدل الأميركية إجازة أول عملية نقل لأصول مصادرة من أحد رجال النخبة الروسية -المعروفة بالأوليغارشية- إلى وزارة الخارجية، وذلك لاستخدامها في دعم أوكرانيا، بينما أعلنت كييف أن المبلغ المحوّل سيكون لصالح إعادة الإعمار في البلاد.

وقال وزير العدل الأميركي ميريك غارلاند خلال استقباله المدعي العام الأوكراني أندريه كوستين في واشنطن، إن الإجراء يأتي تماشيا مع السلطة الجديدة التي منحها الكونغرس لوزارة العدل.

وتأتي هذه الأصول المصادرة في أعقاب الإعلان الذي صدر في أبريل/نيسان الماضي عن لائحة اتهام بحق الأوليغارشي الروسي كونستانتين مالوفييف، بتهمة خرق العقوبات.

وتابع غارلاند أن محكمة في نيويورك أمرت بمصادرة الأموال لصالح الولايات المتحدة، وقال إنه “بتفويض مني سيتم تحويل هذه الأموال إلى وزارة الخارجية لتستخدم في إطار دعم الشعب الأوكراني”.

جهود الإعمار

من جهته، قال المدعي العام الأوكراني إن الأصول الروسية التي سيتم نقلها ستستخدم لصالح جهود إعادة الإعمار، موضحا أن قيمة الأصول المصادرة تبلغ 5.4 ملايين دولار أميركي.

وكانت وزارة العمل الروسية قدّرت قبل شهور المبالغ التي جمّدتها الدول الغربية بحوالي نصف احتياطيات روسيا من الذهب والعملات الأجنبية، أي حوالي 300 مليار دولار.

من جهتها أفادت وحدة العمل التابعة للحلفاء الغربيين المسؤولين عن تعقب الأصول العائدة للنخب الروسية، بأن الحلفاء الغربيين جمدوا 30 مليار دولار من الأصول المملوكة للأثرياء أو النخب، إضافة إلى نحو 300 مليار دولار للبنك المركزي الروسي، مشيرة إلى أنه تم الحجز على عقارات مملوكة أو يسيطر عليها رعايا روس فُرضت عليهم عقوبات.

ومنذ اندلاع الحرب، أعلنت بريطانيا تجميد أصول تزيد قيمتها على 20 مليار دولار مملوكة “للأوليغارش” وأفراد آخرين وشركات.

 

تأميم في القرم

في غضون ذلك، أعلنت روسيا تأميم أصول وشركات في شبه جزيرة القرم -التي ضمتها موسكو عام 2014- على أن يستخدم جزء منها لتمويل ما تسميه عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا.

وقال برلمان القرم -الذي أنشأته موسكو بعد ضم شبه الجزيرة- إن نوابه أقروا بالإجماع مشروع قانون بشأن “تأميم ممتلكات الأثرياء الأوكرانيين وأصول البنوك والمصانع العاملة في الجمهورية”.

وذكر رئيس برلمان القرم فلاديمير كونستانتينوف -عبر تليغرام- أن القائمة المحددة “تشمل نحو 500 من الممتلكات والأصول المرتبطة بشركات ومصارف مختلفة، وبنى تحتية سياحية ورياضية”.

مساعدات أميركية

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن حزمة المساعدات العسكرية الجديدة لأوكرانيا -وقيمتها 2.2 مليار دولار- تتضمن لأول مرة القنابل الصغيرة القطر، التي يصل مداها إلى 150 كيلومترا.

وتأكيدا لما كشفت عنه تقارير صحفية غربية قبل أيام، قال المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر للصحفيين الجمعة إن حزمة المساعدات الأميركية الجديدة تتضمن القنابل الصغيرة القطر (GLSDB)، التي يبلغ مداها ضعفي ما يستخدمه الجيش الأوكراني حاليا ضد القوات الروسية.

وتُثَبّت هذه القنابل الدقيقة التوجيه -وتوصف أيضا بالذكية- على صواريخ تطلق من الأرض بالراجمات، ويمكنها أن تضرب أهدافا على بُعد أكثر من 150 كيلومترا.

وتمكّن هذه الأسلحة القوات الأوكرانية من استهداف الخطوط الخلفية للقوات الروسية ومخازن الذخيرة البعيدة عن خطوط التماس.

كما قال المتحدث إن المساعدات الجديدة تشمل صواريخ جافلين المضادة للدبابات وصواريخ خاصة براجمات هيمارس ومعدات عسكرية أخرى.

قبضة من حديد

وفي السياق، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف الجمعة إن الدبابات الجديدة المقدمة من دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) ستكون بمثابة “قبضة من حديد” في هجوم مضاد تشنه كييف لاختراق الخطوط الدفاعية الروسية.

وأضاف ريزنيكوف في مؤتمر صحفي مع نظيره البولندي أن الإمدادات الغربية من المدفعية ذات عيار 155 على درجة بالغة من الأهمية لأوكرانيا، لمواجهة الهجمات الروسية في الجنوب والشرق.

من جهته، قال وزير الدفاع البولندي ماريوس بلاشتشاك الذي زار كييف الجمعة لإجراء محادثات مع ريزنيكوف إن وارسو تساعد في تدريب الجنود الأوكرانيين على استخدام الدبابات الغربية، مضيفا أن التدريب سيستغرق “أسابيع، لا أياما أو شهورا”.

وفي الأثناء، أكد متحدث باسم الحكومة الألمانية أن برلين سمحت بإرسال دبابات “ليوبارد 1” إلى أوكرانيا، بعدما أجازت إرسال دبابات “ليوبارد 2”.

وقال المتحدث ستيفن هيبيشترايت -أثناء سؤاله خلال مؤتمر صحفي اليوم عن دبابات ليوبارد 1- “يمكنني أن أؤكد أنه تم إصدار رخصة تصدير”، لكنه رفض إعطاء المزيد من التفاصيل.

وتأتي هذه المساعدات العسكرية بالتزامن مع تصاعد التحذيرات الأوكرانية والغربية من حشد روسي لشنّ هجوم واسع في الذكرى الأولى للحرب، وتقول كييف إن تقديراتها تشير إلى أن روسيا استدعت نحو 500 ألف من جنود الاحتياط.

الانضمام للناتو

وكان الاتحاد الأوروبي قد تعهّد بدعم أوكرانيا في مساعيها للانضمام إليه، خلال قمة أوروبية أوكرانية عقدت في كييف.

وقال الاتحاد -في بيان له عقب القمة- إنه سيتخذ مزيدا من الخطوات بمجرد تلبية جميع الشروط المحددة من قَبل للانضمام للمفوضية.

من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن هدف بلاده واضح، وهو بدء المفاوضات بشأن عضويتها في الاتحاد الأوروبي، مؤكدا أن كييف لن تُضيع يوما واحدا للتقدم نحو الانضمام للاتحاد.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply