لجأ ريال مدريد إلى نجمه الأسطوري السابق زين الدين زيدان من أجل إخراج الفرنسي كيليان مبابي من أزمته، كما أوردت صحيفة “سبورت” الكاتالونية.
يأتي ذلك بعد بدا قائد منتخب فرنسا ضائعاً، في الملعب وخارجه، خلال هزيمة ريال مدريد أمام ليفربول في دوري أبطال أوروبا.
وأثار المستوى المتواضع للنجم الفرنسي، انتقادات وتساؤلات كثيرة، ودفع صحيفة “ليكيب” إلى البحث عن سبل لـ”إنقاذه”.
“أداء رياضي سيء ونكسات شخصية”
“إنقاذ” مبابي قد يتم من خلال زيدان، بعدما تحوّل اللاعب إلى “مشكلة” بالنسبة إلى ناديه، بحسب “سبورت”، مضيفة: “يعمل النادي منذ أسابيع كي يقدّم المهاجم أفضل نسخة له على الملعب، متجاوزاً ما كان يُعتقد حتى الآن بأنه مشكلة تكيّف مع الفريق، المدينة وحياة مختلفة عن تلك التي عاشها في باريس”.
وتابعت: “يُضاف إلى الأداء الرياضي السيء بروز نكسات عديدة في حياته الشخصية، بدأت تولّد أعراضاً مقلقة، في لعب الفرنسي وطريقة تصرّفه”.
واعتبرت أن مبابي خاض ضد ليفربول “واحدة من أسوأ مبارياته منذ انضمامه إلى (ريال) مدريد”، مضيفة أنه أظهر خلال إهداره ركلة الجزاء “عدم ثقة في لغة جسده وإيماءاته قبل التسديد”.
وتابعت: “اتخاذ كيليان لقراراته خلال المباراة يدلّ على أنه يمرّ بلحظة توتر وقلق تمنعه من التعبير عن نفسه بشكل طبيعي في الملعب”.
مشكلة “ذهنية” ودور أنشيلوتي
الصحيفة الكاتالونية رأت أن ما يعاني منه مبابي “مرتبط بالجانب الذهني أكثر من ذاك البدني”، وبات “المشكلة التي تحتلّ أولوية لتسويتها في النادي”.
وأضافت أن المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي “قاد في البداية الجهود لمساعدته في التغلّب على هذه المرحلة السيئة… وتحدث مع كيليان محاولاً تقليص القلق الذي يثقل كاهله”، وبلغ به الأمر حدّ تبديل مركز فينيسيوس إلى محور الهجوم، خلال المباراة أمام ليغانيس بالدوري الإسباني، سعياً إلى “جعل مبابي أكثر راحة على اليسار، كي يتمكّن من اكتساب بعض الثقة التي فقدها في هذه الأشهر الأولى بالنادي”.
ثم “تضاعفت مشكلات اللاعب خارج نطاق الرياضة”، نتيجة “نزاعه المفتوح مع باريس سان جيرمان” و”الضجيج الناتج” عن تحقيق في السويد بعد شكوى اغتصاب، ربطتها وسائل إعلام بمبابي.
سابقة كريم بنزيما
وفي خضمّ هذا الوضع المعقد، “طلب ريال مدريد من زين الدين زيدان المساعدة في “تحرير” مبابي من أزمته، لا سيّما أنه “أحد الأشخاص الأكثر تأثيراً في كيليان” والسبب الرئيس لكونه لاعباً في النادي، بحسب “سبورت”.
وأشارت إلى أن علاقة المدرب السابق بمبابي “مشابهة لتلك التي نسجها مع كريم بنزيما”، الذي “اعتمد” على مواطنه وكان “أساسياً” بالنسبة إليه “عندما لم تكن الأمور تسير كما يرام معه في (ريال) مدريد مع (المدرب السابق جوزيه) مورينيو”.
وذكّرت بأن زيدان أيضاً “عانى من مشكلات في عامه الأول لاعباً في ريال مدريد، كي يتكيّف مع مميّزات ريال مدريد بعد وصوله من يوفنتوس”.
وأضافت أن النادي يتوقّع أن تشكّل ركلة الجزاء التي أهدرها مبابي أمام ليفربول “نقطة تحوّل” بالنسبة إليه، تتيح استعادته مستواه.
وفي هذا السياق، يمكن لزيدان أن “يقدّم مساعدة كبرى لريال مدريد، كما فعل في حالة كريم بنزيما، الذي سلّمه زيزو (جائزة) الكرة الذهبية” عام 2022.