تساءلت صحيفة “ليكيب” الفرنسية عن كيفية “إنقاذ” كيليان مبابي في ريال مدريد، بعد أدائه المتواضع جداً مع الفريق، وسلوكه الذي يعكس ربما ما هو أعمق من مجرد تراجع في المستوى الكروي.
الصحيفة أبرزت على غلافها الصادر الجمعة، معاناة قائد منتخب فرنسا في نادي أحلامه الإسباني، وكتبت: “يجب إنقاذ اللاعب مبابي”.
واستوحت “ليكيب” ذلك من عنوان فيلم “إنقاذ الجندي راين”، من بطولة الممثلين الأميركيين توم هانكس ومات دامون. لكن “أبطال” الصحيفة في “فيلم” مبابي، كانوا اللاعب ومدربه كارلو أنشيلوتي، إضافة إلى رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز، ومدرب منتخب فرنسا ديدييه ديشان.
أداء “لم يكن ممكناً تصوّره”
غلاف الصحيفة جاء بعد “تميّز” اللاعب سلباً، خلال هزيمة ريال مدريد أمام ليفربول 2-0 في دوري أبطال أوروبا.
ورغم أن مبابي خاض المباراة في مركز الجناح الأيسر، المفضل لديه، في غياب فينيسيوس جونيور المصاب، إلا أن أداءه كان سيئاً، بحسب الصحيفة، مستدركة أن وضعه “ليس غير قابل للعلاج”.
وتحدثت عن “انطباع مشترك وشعور بالأسى في كوكب كرة القدم بأكمله، أولئك الذين يحبّون كيليان مبابي وكذلك الذين لا يحبّونه، وصولاً إلى جمهور ليفربول، الذي توقف عن إطلاق صافرات الاستهجان” إزاءه خلال المباراة، بعدما تبيّن أنه “في وضع سيء”.
ونقلت عن معسكر اللاعب إن “الوقت لم يحِن بعد لدق ناقوس الخطر… ووجوب مواصلة العمل، من دون إنكار الصعوبات” التي يواجهها.
وتساءلت عن “كيفية إخراجه من هذا التراجع الرياضي الذي يقبع فيه منذ أشهر”، مذكّرة بأن أنشيلوتي يصرّ على أن “كيليان لاعب استثنائي”، مقرّاً في الوقت ذاته بأنه يمرّ بـ “لحظة صعبة”، داعياً إلى اعتماد “الصبر” كعلاج.
“ليكيب” لفتت إلى أن مبابي بدا أحياناً خلال الهزيمة أمام ليفربول “مفتقراً إلى الوضوح”، متحدثة عن أداء “لم يكن ممكناً تصوّره”، وعن “تأثره نفسياً” أثناء المباراة.
“بيلينغهام ليس نيمار”
الصحيفة نقلت عن مدرب فني عمل مع مبابي، قوله: “إحياؤه (كروياً) لن يكون سهلاً. أولاً لأنه يلعب في فريق لا ينجح (هذا الموسم). ثم لأن خط الوسط لا يرقى إلى المستوى المطلوب. يحتاج مبابي إلى شركاء يعدّون له (التمريرات)، كما فعل نيمار أو (ماركو) فيراتي في باريس (سان جيرمان)، أو (أنطوان) غريزمان في منتخب فرنسا. مَن في الريال يستطيع فعل ذلك حالياً؟ (توني) كروس لم يُستبدل. (لوكا) مودريتش لم يعُد كما كان. (أوريليان) تشواميني و(إدواردو) كامافينغا ليسا ممرّرَين للكرة. (جود) بيلينغهام؟ أنا غير مقتنع. إنه ليس نيمار على أي حال”.
واعتبر أن الخطوط العريضة لأي حلّ يجب أن تتضمّن تمركز اللاعب “على الجانب الأيسر”، وتمكينه من مواجهة لاعبي الخصم بشكل فردي، “كي يستعيد الثقة”، إضافة إلى إشراك ظهير أيسر بمميزات مختلفة عن تلك لفيرلان ميندي.
مبابي “مستنفد نفسياً”
رغم ذلك، اعتبرت “ليكيب” أن الأمر “قد لا يكون كافياً”، إذ أن ما يواجهه النجم الفرنسي “يبدو عميقاً جداً”. وأشارت إلى أن ردّ فعله بعد إهداره ركلة الجزاء، ممسكاً برأسه بكلتا يديه، “يُعتبر سابقة”، إذ “لم يحدث إطلاقاً في مسيرة مبابي أن ردّ فعله بعد فشل كان بهذه الطريقة”.
ونقلت عن شخص آخر مطلع على شؤون اللاعب، قوله: “إنه مستنفد نفسياً. مع كل ما حصل له خلال ستة أشهر، أنفه المكسور، نزاعه مع باريس سان جيرمان، قصة السويد (الاشتباه بقضية اغتصاب)، لا يمكن للرأس أن يبقى غير حساس (إزاء ذلك)، وكذلك الجسد”.
الصحيفة ذكّرت بأن اللاعب لم يخضع منذ عامين، لاستعداد جدي قبل بداية الموسم، مشيرة إلى مشكلاته في باريس سان جيرمان نتيجة رفضه تجديد عقده، ثم مشاركته “المرهقة” في بطولة أوروبا “يورو 2024”.
ونسبت إلى هذا الشخص قوله إن إعفاء مبابي من خوض المسابقات لبضعة أسابيع، وإخضاعه لتدريب يومي في الوقت ذاته “سيكون مثالياً”، مستدركاً: “أنشيلوتي لا يستطيع تحمّل ذلك، نظراً إلى الوضع الرياضي لريال مدريد، في دوري أبطال أوروبا وكذلك في الدوري الإسباني، وعدد الإصابات أيضاً”.
لكن المدرب الإيطالي قد يستطيع تقليص مشاركة مبابي في مباريات مقبلة بالدوري، لا سيّما أمام خيتافي وأتلتيك بلباو وجيرونا ورايو فايكانو، التي اعتبرتها الصحيفة “أربعة خصوم لا يشكّلون تهديداً شرساً” لريال مدريد.
“أزمة تُعتبر سابقة في مسيرته”
في افتتاحية نشرتها “ليكيب” أيضاً، رأت أن مبابي يواجه “أزمة تُعتبر سابقة في مسيرته”، وحضّته على التحدث عمّا يحدث له.
وذكّرت بأن اللاعب تحدث مرات خلال بروزه كروياً، عن “الطموح والثقة والنجاح”، معتبرة أن “صمته” بشأن عدم استدعائه لمنتخب فرنسا “يفسح المجال أمام كلّ التفسيرات والتكهّنات، في مجموعة مشكلات يكون هو ضحية لها أحياناً، ويُلام عليها أحياناً أخرى”.
ورأت أن “الحاشية المقرّبة” من مبابي “إلى حدّ ما توجّه رسائل لا تؤدي سوى إلى زيادة الضبابية” بشأنه، مشددة على أن “الوقت حان كي يعبّر مبابي عن نفسه… ويمنحنا مفاتيح فهمه”.