المهندس: ميشيل كلاغاصي 

 

من خلال بحث الرئيس الأمريكي جو بايدن عن مبررات لتردي الحالة الإقتصادية والتضخم الكبير وتراجع المكانة التجارية للولايات المتحدة الأمريكية , وانعكاس ذلك على الداخل الأمريكي فقراً وبطالةً , نتيجة سياسات إداراتها السابقة والحالية , واندفاعها نحو خوض الحروب والمعارك العسكرية خارج حدودها , وتمويل قواتها البرية والبحرية والصاروخية , وبرامجها العسكرية السرية والكيميائية والبيولوجية والفضائية …إلخ , للحفاظ على هيمنتها على العالم , وعلى طريقتها بكسب “رزقها” كدولة مارقة , أو كعصابة لصوص , لا يوقفها قانون أو رادع أو قيم ومبادئ لطالما تشدقت بها …  

هذه الطبيعة الشريرة لم تسمح حتى لساكني ومواطني الولايات المتحدة بالنجاة من براثنها , فالضرائب ترهقهم والفقر يلاحقهم , فيما تنحصر الرفاهية في طبقةٍ سياسيةٍ حاكمة , تمثل المحافظين الجدد وزعماء المال والإعلام وشركات النفط ومافيات المال المشبوه , والصناعات الحربية , والمتحكمين والمختصين بجمع الأموال وبصناعة البؤس بلا رحمة أو شفقة. 

وبغض النظر عمن هو المسؤول عن انتاج ونشر فيروس كوفيد – 19 وأجياله اللاحقة , رصد الأمريكيون والعالم , التأخير المتعمد لأكثر من ستة أسابيع لإدارة دونالد ترامب في التحرك الأول لمواجهة الجائحة , وتم منح الفيروس فرصة الإنتشار وإيقاع أكبر عدد من الإصابات داخل البلاد , ومن بعدها بدأ المتحكمون بعملية جني الأرباح الداخلية من خلال التكاليف الباهظة للفحوص الطبية وحجوزات المشافي لفترة الحجر الصحي , ناهيك عن ثمن جرعات اللقاح المضاد , مبالغٌ ضخمة عجز عنها غالبية الأمريكيين وكان الموت من نصيبهم. 

من جهةٍ أخرى , كان من تجليات جريمة خنق الأمريكي الأسود جورج فلويد , تداعيات كبيرة , أهمها مشاهد العنف ومداهمة المولات والمتاجر , وعمليات التكسير والنهب , قام بها مواطنون أمريكيون فقراء , استغلوها فرصةً للإنتقام من المتحكمين ولسد جزءاً من حاجتهم. 

ولم يتغير الحال مع وصول الرئيس بايدن إلى سدة السلطة , الذي وعد بنسف سياسات ترامب , لكنه سار على النهج ذاته , لا بل ذهب إلى أبعد من ذلك , وشن الحرب على روسيا والإقتصاد الروسي من البوابة الأوكرانية , واعتمد على جيوب شعبه لمعاقبتها , وخاطبهم مع بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة , “لا شك بانكم ستعانون من غلاء الغاز والنفط , عليكم بالصبر والتضحية” , ولم يخبرهم عن ارتفاع كافة أسعار السلع الغذائية , ولم يخبرهم عن حالة الغموض التي باتت تقود حياتهم ومصيرهم , وأنه يترتب عليهم أن يدفعوا ثمن قرار النخبة الحاكمة بمعاقبة روسيا , والتضحية من أجل كتيبة آزوف للنازيين والمتطرفين الأوكران ، الذين قتلوا أعداداً لا حصر لها من الروس في دونباس منذ عام 2014 و “ثورة الكرامة” التي ترعاها وتمولها وزارة الخارجية الأمريكية وفيكتوريا نولاند. 

لقد أفضت مجمل السياسات الأمريكية , إلى دب الرعب والخوف في قلوب الامريكيين كسواهم من الشعوب , ما جعلهم يتهافتون نحو المتاجر وشراء ما تبقى فيها قبل أن تتحول إلى متاجر فارغة , وبدأ عدد كبير من الأمريكيين يشعرون بالمعاناة والجوع .. يبدو أن بايدن كان صريحاً مع شعبه وطالبهم بالتضحية , في حين سقطت “نبؤة” السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض جين بساكي بقولها: “لاداعي للقلق ، فلن يشعر الأمريكيون بالجوع”. 

وما بين النخبة الحاكمة وأكاذيب وكلائها في إدارة بايدن , ونفاق وسائل الإعلام التابعة , لإخفاء تراجع وتردي الإقتصاد الأمريكي ومعدلات التضخم الحقيقية التي بلغت 16% , وسط الإعلان الرسمي المزور عن نسبة 7.9 % خلال شهر شباط / فبراير الماضي. 

كان من السذاجة واستخفافاً بالعقول , أن تسوق الإدارة والرئيس الأمريكي أن سبب الاّلام والتضخم في الولايات المتحدة , هي روسيا والرئيس بوتين وحربه على أوكرانيا , في وقتٍ تنهمك فيه إدارته بإبداع وتطبيق المزيد من العقوبات على روسيا , وتسعى لإخراجها من مجموعة العشرين , ولإجبار مجموعة السبع على رفض دفع ثمن الغاز الروسي بالروبل , في حين لم يتوقف الرئيس بايدن عن ترداد “ما يهمنا هو أن نبقى موحدين” , ويطرح السؤال نفسه , إلى متى ستستمر هذه الوحدة وراء رجل يبحث عن المزيد من إراقة الدماء وتدمير حياة الدول والشعوب ؟ , كما فعل سابقاً كرئيسٍ للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ ، وصوّت لغزو العراق وقتل أكثر من مليون عراقي , وكما يفعل اليوم في روسيا وسوريا وإيران واليمن والعراق وليبيا ولبنان وأفغانستان وأوكرانيا وغير دول ! , ولا زال يلهث وراء إقامة تحالفاتٍ عربية – إسرائيلية – أمريكية , لإستهداف إيران ودول وأحزاب وحركات وفصائل محور المقاومة في الشرق الاوسط . 

 

المصدر: سوريا الآن

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply