احتفلت الملكة الراحلة إليزابيث الثانية في فبراير/شباط 2022، بذكرى مرور 7 عقود لها على العرش في المملكة المتحدة، وبصفتها رئيسة دول الكومنولث وإنجلترا، لتكون حينها أطول حاكمة على قيد الحياة في التاريخ.

حينها أصبحت إليزابيث الثانية أطول حاكم على الإطلاق في تاريخ المملكة المتحدة البريطانية، عندما تجاوزت فترة حكم الملكة فيكتوريا، جدتها الكبرى، التي اعتلت العرش عام 1837 عن عمر يناهز 81 عاما.

الملكة فيكتوريا حكمت لمدة 63 عاما و216 يوما كاملين، حتى 22 يناير/كانون الثاني عام 1901، عندما توفيت عن عمر ناهز 81 عاما.

لكن من هن الملكات الأطول حكما في التاريخ على مر التاريخ؟

إليزابيث الثانية.. الملكة الأولى بلا منازع

تحتل الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، المركز الثاني كأطول فترة حكم في التاريخ على مستوى العالم، والأولى بالنسبة للحاكمات من السيدات. حيث تولت الملكة العرش في السادس من فبراير/شباط عام 1952، وحكمت المملكة لمدة ناهزت 71 عاما، وتحديدا أكثر من 70 و127 يوما.

فيكتوريا ملكة الأرض التي لا تغرب عنها الشمس

كانت فيكتوريا واحدة من أطول الملوك والملكات الذين حكموا في تاريخ إنجلترا والعالم؛ فقد حكمت لمدة 64 عاما تقريبا. وبذلك أصبحت فترتها أطول من أي ملك أو ملكة في بريطانية قبلها، إلى أن حطمت حفيدتها إليزابيث الثانية رقمها القياسي منذ عام 2015 كأطول حاكمة في تاريخ البلاد.

وبعد حياة طويلة مليئة بالأحداث، توفيت الملكة فيكتوريا في أوزبورن في يناير/كانون الثاني عام 1901 عن عمر ناهز 81 عاما. ودُفنت بجانب زوجها ألبرت في ضريح فروغمور بالقرب من قلعة وندسور.

على الرغم من أن فيكتوريا كانت سيدة في تاريخ بلادها الذي امتاز بالهيمنة الذكورية، إلا أنها أحدثت تأثيرا كبيرا، واستمر إرثها عبر تاريخ المملكة المتحدة، لتُصبح رمزا لواحد من أهم العصور في التاريخ الإنجليزي.

في ذلك الوقت، كانت الإمبراطورية تسيطر على جنوب أفريقيا وأستراليا وجامايكا والهند وغيرها.

وبحسب موقع “الإرث البريطاني” للتاريخ والتوثيق، أطلق مؤرخون حول العالم “المملكة التي لا تغرب الشمس عنها” تسميةً للإمبراطورية البريطانية في عهدها، بسبب اختلاف المناطق الزمنية التي فرضت سيطرتها عليها.

فيلهلمينا الأولى ملكة هولندا الحكيمة

حكمت فيلهلمينا مملكة هولندا لمدة 57 عاما بعد تتويجها في سن العاشرة من عُمرها، بعد وفاة والدها المفاجئة، في عام 1890.

خلال هذه السنوات الأولى لولايتها، نظرا لسنها الصغيرة، حكمت والدتها كوصية مؤقتة عليها، إلى أن تولت ويلهيلمينا المسؤولية بشكل كامل في عام 1898، بعد بلوغها الـ18 من عمرها.

وطوال فترة حكمها، كانت تحظى بشعبية لدى الشعب الهولندي، لا سيما في الحفاظ على حياد هولندا خلال الحرب العالمية الأولى التي امتدت في الفترة من 1914 وحتى 1918.

كذلك خلال الحرب العالمية الثانية، وبعد غزو ألمانيا لهولندا عام 1940، هربت الملكة ويلهلمينا إلى إنجلترا. وهناك قامت ببث خطابات مستمرة من هناك إلى الهولنديين، حثتهم فيها على البقاء أقوياء في مواجهة الاحتلال الألماني والحفاظ على إيمانهم بتحرير قادم للمملكة.

ثم عندما عادت بعد انتهاء الاحتلال الألماني عام 1945، رحب الناس بعودتها وقدروا عقلانيتها.

وامتدت فترتها كملكة لمدة قاربت 58 عاما بصورة إجمالية، حتى تنازلها عن العرش لابنتها بسبب المرض، في عام 1948.

ماريا تيريزا أرشيدوقة النمسا وملكة المجر

بدأت ماريا تيريزا أرشيدوقة النمسا، والإمبراطورية الرومانية، وملكة المجر وبوهيميا، فترة حكمها في العام 1740. وكانت بذلك هي المرأة الوحيدة الحاكمة في تاريخ أسرة هابسبورغ الحاكمة الممتد لأكثر من 630 سنة، وانتهت حقبة ولايتهم عام 1918.

كانت ماريا تيريزا أيضا واحدة من أنجح حكام هابسبورغ، ذكورا وإناثا على حدٍ سواء، وأنجبت 16 طفلا بين عامي 1738 و1756.

وحكمت الإمبراطورة لفترة طويلة امتدت 40 عاما حتى توفيت في 29 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1780.

ووصف بعض المؤرخين ماريا تيريزا بأنها المنقذة لسلالة هابسبورغ، والتي حمت دولتها من التقسيم باعتبارها أول امرأة تحكم المملكة. إذ عززت جهودها لتحويل إمبراطوريتها إلى دولة حديثة بحسب الموسوعة البريطانية “بريتانيكا“.

كاثرين الثانية حاكمة روسيا بانقلاب على زوجها

كانت كاثرين الثانية، المعروفة أيضا باسم كاثرين العظيمة، إمبراطورة لروسيا حكمت من 1762 إلى 1796، أي لأكثر من 34 عاما، وهي أطول فترة حكم لأي امرأة روسية في تاريخ المملكة الباردة.

عُرفت فترتها بتفاصيل حياتها الخاصة أكثر من شؤون إدارتها للدولة، ومع ذلك فقد وسعت إمبراطوريتها بشكل كبير. لكن غالبا ما تطغى على إنجازاتها الأساطير والشائعات حول حياتها العاطفية الفاضحة.

ولدت كاثرين العظمية -واسمها الحقيقي صوفي فون زربست- عام 1729، وهي ابنة أمير بروسي. وفي سنوات مراهقتها، تزوجت، من أمير أصبح الإمبراطور بيتر الثالث لاحقا. حينها أخذت اسم كاثرين، أو إيكاترينا أليكسيفنا بالروسية.

وقد اعتبر البعض زوجها غير كفء، وبعد 6 أشهر فقط من توليه العرش، أطاحت به كاثرين في انقلاب تم بمساعدة جريجوري أورلوف، الضابط العسكري الذي كانت على علاقة به.

وبالفعل تم القبض على زوجها وقُتل فيما بعد، مما أدى إلى تأمين منصبها على العرش. ويعتبر البعض كاثرين حاكمة مستنيرة اجتماعيا.

فقد تبادلت المراسلات مع الفيلسوف الفرنسي فولتير. وكانت راعية للفنون. وفي عهدها تم افتتاح متحف هيرميتاج الروسي، الذي كان بداية كجزء من مجموعتها الشخصية. وفي فترتها، تبنى الروس فلسفات وثقافة أوروبا الغربية بعد أن كانت إمبراطورية منغلقة.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply