يدخل الديمقراطيون مرحلة ما قبل انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني في حالة أفضل مدعومين بمكاسب حققها الناخبون المستقلون، في حين يملك الجمهوريون وقودا انتخابيا للاستفادة منه إذا تمكنوا من إبقاء النقاش مركزا على الاقتصاد.

واشنطن- قبل شهرين فقط من انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي، حيث يقاتل الديمقراطيون للحفاظ على أغلبيتهم الضئيلة في مجلسي الشيوخ والنواب، حذر الرئيس جو بايدن من أن الديمقراطية تتعرض لهجوم من فصيل يسيطر على الحزب الجمهوري بقيادة الرئيس السابق دونالد ترامب.

ودعا بايدن الديمقراطيين والجمهوريين التقليدين والمستقلين إلى “التحدث علنا، المشاركة، التصويت”.

وفي خطاب غير تقليدي، اختار الرئيس أن يلقيه خارج قاعة الاستقلال التاريخية الوطنية وسط مدينة فيلادلفيا (وهو المكان الذي اجتمع فيه الآباء المؤسسون للديمقراطية لكتابة الدستور) هاجم بايدن سلفه بصورة مباشرة قائلا “الكثير مما يحدث في بلدنا اليوم ليس طبيعيا، فالحزب الجمهوري يهيمن عليه ترامب ومؤيدوه”.

وأضاف “إنهم يرفضون قبول نتائج انتخابات حرة. ويعملون الآن في ولاية تلو الأخرى لإعطاء سلطة تقرير الانتخابات لأنصارهم وللمقربين منهم، وتمكين رافضي الانتخابات من تقويض الديمقراطية نفسها”.

تحسن موقف بايدن والديمقراطيين

ويدخل الديمقراطيون مرحلة ما قبل انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني في حالة أفضل مما كانوا عليه في وقت سابق من هذا العام مدعومين بالمكاسب التي حققها الناخبون المستقلون وتحسن شعبية الرئيس بايدن، وزيادة الحماس للتصويت بين مؤيدي حقوق الإجهاض، حسب ما أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة وول ستريت جورنال.

ولدى الجمهوريون وقود انتخابي للاستفادة منه إذا تمكنوا من إبقاء النقاش مركزا على الاقتصاد، مع وصول التضخم لأعلى معدلاته في 4 عقود.

وأشار استطلاع الصحيفة -الفترة بين 17 و25 أغسطس/آب وشمل 1313 ناخبا مسجلا- إلى تمتع الديمقراطيين بتفوق طفيف على الجمهوريين بنسبة 47% مقابل 44%، عندما يسأل الناخبون عن الحزب الذي سيدعمونه في دائرتهم الانتخابية.

وأظهر استطلاع للرأي -أجرته جامعة كوينيبياك ونشر الأربعاء- أن بايدن يتمتع الآن بتأييد 40% (بزيادة 9% خلال 6 أسابيع) وأن 52% لا يوافقون على أدائه الرئاسي (بلغت 60% في يوليو/تموز الماضي).

بايدن يثير الانقسامات

وزعم البيت الأبيض أن خطاب بايدن لم تكن له أهداف سياسية، لكن الرئيس أطلق العديد من الانتقادات السياسية ضد ترامب ومؤيديه، حيث أطلق على أنصار سلفه اسم “جمهوريي ماغا” (MAGA Republicans) التي تعني “اجعلوا أميركا عظيمة مرة أخرى” الذي استخدمه الرئيس السابق.

وكان بايدن قد وصف الجمهوريين بأنهم مثل الفاشيين، ثم عاد لتوضيح أنه لا ينتقد جميع الجمهوريين، داعيا التقليديين منهم إلى رفض هذا الجناح من حزبهم.

وقبل إلقاء بايدن خطابه، دعا زعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفن مكارثي الرئيسَ إلى الاعتذار.

“لقد اختار الرئيس بايدن تقسيم الأميركيين والتقليل من شأنهم، لماذا؟ ببساطة لأنهم لا يتفقون مع سياساته” قال مكارثي في خطابه الخاص من ولاية بنسلفانيا، مضيفا “هذه ليست قيادة”.

وقال تايلور بودوفيتش المتحدث باسم ترامب على تويتر “بعد حملته الانتخابية بشأن العودة إلى الحياة الطبيعية، أظهر بايدن الليلة أن كل ما يعنيه هو الانقسام والمحنة التي تركت كل أميركي أسوأ حالا مما كان عليه من قبل”.

اشتعال سباق انتخابات الكونغرس

وتاريخيا تستعر حملة انتخابات التجديد النصفي بعد عيد العمال مباشرة، ويتم الاحتفال به الاثنين القادم. وجاء خطاب بايدن مدشنا هجوما ديمقراطيا مدعما بالتطورات الأخيرة حول القضايا الرئيسية مثل الإجهاض وبرامج البنية التحتية والإعفاء من قروض الطلاب.

في حين يركز الجمهوريون على قضايا التضخم الاقتصادي وارتفاع الأسعار، وارتفاع معدلات الجريمة وفوضى الهجرة غير الشرعية عند الحدود المكسيكية الأميركية.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته جامعة كوينيبياك ونشر هذا الأسبوع، أن 69% من الجمهوريين ومثلها من الديمقراطيين، قالوا إنهم يعتقدون أن “ديمقراطية البلاد تتعرض لخطر الانهيار”.

وأظهرت استطلاعات أخرى تراجع الثقة بين الجمهوريين في النظام الانتخابي، حيث ردد الكثيرون مزاعم ترامب بأن انتخابات عام 2020 قد سُرقت.

ويقول الديمقراطيون إن الجمهوريين يرفضون فقط نتائج الانتخابات التي لا يحبونها، ويستشهدون باستمرار دعم الكثير منهم مرتكبي أعمال الشغب التي وقعت في الهجوم على مبنى الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني 2021.

من جهته قال ترامب -لبرنامج إذاعي محافظ أمس- إنه إذا ترشح مرة أخرى عام 2024 وفاز، فإنه سيصدر عفوا عن مثيري الشغب بمبنى الكابيتول. وأضاف “سننظر بجدية شديدة جدا في العفو الكامل، وأعني العفو الكامل مع الاعتذار للكثيرين. لقد عوملوا معاملة سيئة للغاية”.


المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply