مدة الفيديو 49 minutes 18 seconds

تحدث المفكر الإيراني المعارض، البروفيسور محسن كاديفار في الجزء الأول من حديثه لبرنامج “المقابلة” عن النظام الذي حكم إيران قبل نجاح الثورة الإسلامية عام 1977، وعن نظام ولاية الفقيه الذي يعارضه.

ووفق كاديفار؛ لم تكن هناك قبل الثورة الإسلامية الإيرانية لا حرية ولا استقلال ولا سيادة ولا عدالة، وعجت السجون بالسجناء السياسيين، إضافة إلى حالات التعذيب والرقابة المشددة، ولذلك رفعت شعارات خلال الثورة عام 1977 تطالب بالحرية والعدالة وغيرها. وأكد في ذات السياق أن نظام ولاية الفقيه لم يكن مطلوبا في تلك المرحلة على الإطلاق.

وتحدث عن شخصية “الإمام آية الله الخميني” قبل الثورة الإسلامية، وقال إنه بدأ بالتصوف والفلسفة ثم تحول لأصول الفقه، وأصبح بعد ذلك مرجعا شيعيا، ولكنه أوضح أن تأثيره على السياسة أكثر من تأثيره على القضايا الثقافية، حيث حاول تغيير المجتمع عبر السياسة، بخلاف العلامة محمد حسين الطباطبائي الذي أراد تغيير كل شيء عبر الثقافة.

وكشف المعارض الإيراني -في حديثه لحلقة (2022/8/21) من برنامج “المقابلة”- عن جانب الخلاف بين الخميني وآية الله منتظري الذي قال الضيف إنه كان ثاني أبرز شخصية في الثورة وفي الجمهورية الإسلامية وكان رجلا ثوريا وأمضى سنوات في السجن وتعرض للتعذيب.

وكان منتظري يميل أكثر إلى اللبيرالية بينما الخميني إلى السلطوية، وفق ما أكده كاديفار، والذي نفى أن يكون التيار الإصلاحي في إيران ينتهل من مدرسة منتظري، مؤكدا أن أحسن من يمثل هذا التيار هو الرئيس الأسبق محمد خاتمي والذي كانت تجمعه صداقة مع منتظري، رغم أنهما لم يكونا على توافق.

الخميني وولاية الفقيه

وعن بداية اختلافه مع النظام الإيراني، أرجع كاديفار ذلك إلى نهاية الحرب العراقية الإيرانية بسنة عام 1987، حيث قال إنه لاحظ أشياء غير عادية في نظام الخميني، وإن من يتجرأ على الانتقاد يقولون له إن عقلك نجس ويجب تنظيفه، منوّها إلى أنه اكتشف أن رؤيته لا تتماشى مع رؤية النظام في تلك المرحلة، وكانت النقطة الفاصلة -يواصل الضيف الإيراني- بعد الانتقادات التي تعرض لها منتظري على خلفية تصريحات أدلى بها وانتقد فيها ممارسات ارتكبها النظام ومنها خلال الحرب العراقية الإيرانية.

وأصبح كاديفار معارضا للجمهورية الإسلامية ونظرية ولاية الفقيه، لأن توقعاته كانت عالية وطموحة، مؤكدا لبرنامج “المقابلة” أن إيران “كانت إسلامية خالصة لكنها لم تكن جمهورية، وكانت هناك سيطرة إسلامية على كل ما هو جمهوري”.

وعن مسألة توقيفه عام 1999 على خلفية تصريحات معادية للنظام أدلى بها لوسائل إعلام أجنبية، أكد المعارض الإيراني أن الأمر يتعلق بنتيجة أبحاث توصل إليها بعد 5 سنوات من البحث تفيد بأن أغلب الفقهاء الإيرانيين لا يؤمنون بالولاية السياسية للفقيه، وأن الخميني وأتباعه يعتبرون أقلية ضئيلة.

وتحدث أيضا عن المراحل الفكرية التي مرت بها نظرية ولاية الفقيه، وقال إن هناك 4 مراحل للخميني، مرحلة “قم” ومرحلة “النجف” ثم مرحلة “باريس” فمرحلة “طهران”، مبرزا أن الخميني كان يظن أنه يستطيع حكم البلاد عبر تطبيق الشريعة الإسلامية، لكنه اقتنع سريعا أن ذلك لم يكن كافيا ثم حدث تحول في حكمه بعد ذلك، وأنشأ مؤسسة تشخيص مصلحة النظام ومصالحه، ووصل لمبتغاه، واعتبر ضيف المقابلة أن “الولاية المطلقة للدولة أمر مقبول في الفلسفة السياسية ولكن للشخص يسمى دكتاتورية”. 

ويذكر أن كاديفار يعد مناهضا لنظام ولاية الفقيه ويرى أنه يمثل الأقلية في المذهب الشيعي، وهو عالم ديني ومفكر إسلامي إيراني إصلاحي وفيلسوف معاصر. درس في شيراز -التي ولد فيها- الهندسة الكهربائية قبل سنتين من انتصار الثورة عام 1977، ثم توجه إلى قم لدراسة العلوم الدينية.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply