أعلنت السلطات الأوكرانية أن قصفا روسيا أوقع عديد الضحايا المدنيين في إقليم دونباس شرقي البلاد، وفي حين بحث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي تشديد الضغوط الاقتصادية على موسكو، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده لن تستسلم أمام العقوبات.

فقد أفاد جهاز الطوارئ الأوكراني بأن 6 أشخاص قتلوا أمس الاثنين في قصف روسي على مدينة توريتسك في مقاطعة دونيتسك بإقليم دونباس.

وقال حاكم دونيتسك الأوكراني بافلو كيريلينكو إن القصف الروسي على المقاطعة لا يتوقف.

وأضاف أن 4 غارات روسية استهدفت أمس مدينة كراماتورسك، داعيا السكان للمغادرة.

من جهته، قال مكتب الرئاسة الأوكراني إن القصف الروسي استهدف أمس 7 مناطق أوكرانية، في وقت أكد فيه مسؤولون أوكرانيون أن القصف الروسي على المناطق السكنية يستهدف نشر الرعب بين المدنيين.

وبعد سيطرتها مؤخرا على مقاطعة لوغانسك بشكل شبه كامل، تسعى القوات الروسية للسيطرة على مقاطعة دونيتسك المجاورة، ولذلك فهي تشن هجمات باتجاه المدن المتبقية بيد القوات الأوكرانية، مثل سلوفيانسك وكراماتورسك وباخموت.

وفي خاركيف، أفاد مراسل الجزيرة بأن القصف استمر على البلدات والقرى المحيطة بالمدينة المتاخمة لجبهة القتال على طول الجبهة الشمالية الشرقية لأوكرانيا، ونقل عن رئيس الإدارة العسكرية الأوكرانية أن الضربات الروسية الأخيرة تسببت في تدمير عدد من المنشآت المدنية والصناعية وخلفت حرائق وأضرارا مادية.

من جهته، قال حاكم خاركيف أوليخ سينيهوبوف إن ألف مدني أوكراني عبروا أمس من مناطق السيطرة الروسية في المقاطعة إلى المناطق الخاضعة للسيطرة الأوكرانية.

تصاعد القتال

وتأتي هذه التطورات بينما تشير تصريحات المسؤولين في الطرفين إلى أن وتيرة القتال ستشتد في الفترة القادمة، وذلك وسط مؤشرات على استعدادات روسية لبدء مرحلة جديدة من الهجوم الذي بدأ في 24 فبراير/شباط الماضي.

وفي حين تحدثت كييف عن تنفيذ قواتها عشرات الضربات الناجحة في الأيام الماضية على مواقع روسية، خاصة في مقاطعة خيرسون، قالت موسكو إن قواتها دمرت بواسطة ضربات صاروخية أسلحة غربية -بينها راجمات صواريخ من طراز “هيمارس” (HIMARS) أميركية الصنع- في أوديسا (جنوب) وخاركيف (شمال شرق) ودونيتسك (شرق).

وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت إن الوزير سيرغي شويغو أمر القوات العاملة في أوكرانيا بإعطاء الأولوية لتدمير الصواريخ والمدفعية بعيدة المدى للجيش الأوكراني.

واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خبراء حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) بتوجيه القوات الأوكرانية في إدارة المعارك ضد الجيش الروسي.

في مقابل ذلك، قال ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -في تغريدة على تويتر- إن الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب وإعادة الأمن إلى أوروبا هي هزيمة روسيا وتحرير المناطق المحتلة.

واعتبر المسؤول الأوكراني أن “تجميد النزاع مع روسيا” يعني عودة الحرب في غضون سنوات قليلة بشكل أكثر دموية.

مرتزقة فاغنر

وفي وقت سابق، قالت الاستخبارات البريطانية إن روسيا تستخدم شركة “فاغنر” الخاصة لتعزيز الخطوط الأمامية وللتخفيف من نقص الأفراد.

وأضافت الاستخبارات البريطانية في أحد تقاريرها بشأن مسار الحرب في أوكرانيا، أن “فاغنر” لعبت دورا مركزيا بالمعارك الأخيرة بما في ذلك الاستيلاء على بوباسنا وليسيتشانسك في لوغانسك شرق أوكرانيا.

بوتين قال إن بلاده ستبحث عن حلول جديدة في مواجهة العقوبات الغربية عليها (رويترز)

العقوبات على روسيا

على صعيد آخر، عقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أمس اجتماعا في بروكسل لبحث قضايا، منها تشديد العقوبات على روسيا.

وبحث الوزراء مقترحا قدمته المفوضية الأوروبية يقضي بحظر مشتريات الذهب من روسيا، لمواءمة عقوبات الاتحاد الأوروبي مع عقوبات شركائه في مجموعة الدول السبع.

ويرمي اقتراح آخر إلى وضع شخصيات روسية إضافية على اللائحة السوداء للاتحاد الأوروبي.

وقال مسؤول السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الاتحاد سيواصل فرض العقوبات على موسكو، مضيفا أن بعض القادة قالوا في وقت سابق إن العقوبات على روسيا خطأ، وأنه لا يعتقد ذلك.

كما قال إن روسيا تواصل منع كييف من تصدير الحبوب وتحرق الحقول في أوكرانيا.

في المقابل، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده لن تستسلم رغم الصعوبات الكبيرة التي تواجهها على خلفية العقوبات الغربية المفروضة عليها.

وأضاف بوتين خلال اجتماعه عن بعد مع مجلس التنمية الإستراتيجية والمشاريع الوطنية، أن موسكو لن تتراجع أو ترتبك وستبحث بنشاط وكفاءة عن حلول جديدة.

وفرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا واليابان ودول أخرى سلسلة من العقوبات على روسيا، ويقول مسؤولون غربيون إن هذه العقوبات تضعف اقتصاد موسكو.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply