قال عضو في الوفد الأوكراني المفاوض مع الجانب الروسي لوقف الحرب الأوكرانية إن التفاوض بين الطرفين سيستأنف غدا الجمعة عن بعد، في حين قال الكرملين أمس الأربعاء إن المفاوضات الجارية في إسطنبول لم تفض إلى نتائج واعدة، وصرح وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان بأنه لا يرى تقدما في المفاوضات.

وذكر عضو في الوفد الأوكراني المفاوض مع روسيا أن المحادثات بين البلدين ستستأنف غدا الجمعة عبر قنوات اتصال إلكترونية، وأضاف أن كييف اقترحت عقد لقاء مباشر بين الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، لكن موسكو ردت بضرورة تحقيق تقدم في صياغة مسودة اتفاق قبل عقد الاجتماع.

وكان مستشار الرئيس الأوكراني ورئيس الوفد المفاوض ميخايلو بودولياك قال إن بلاده في انتظار الرد الروسي على مشروع معاهدة سلام بشأن الضمانات الأمنية لبلاده خلال أيام. وأضاف بودولياك أن كييف تسعى كي تكون المعاهدة متعددة الأطراف، وبحضور دول ضامنة، لتضمن عدم شن حرب عليها مستقبلا.

الضمانات مقابل الحياد

وأعرب بودولياك عن اعتقاده بأن روسيا ستوافق مبدئيا على مشروع معاهدة السلام متعددة الأطراف. وتقترح كييف تبني وضع حيادي (عدم الانضمام لتحالفات عسكرية دولية وعدم إقامة قواعد عسكرية أجنبية في الأراضي الأوكرانية) مقابل الحصول على ضمانات أمنية.

وفي السياق نفسه، قال أليكسي أريستوفيتش مستشار الرئيس الأوكراني في حسابه على يوتيوب إن آلية الدول الضامنة لأي اتفاق “تشمل تقديم مساعدات عسكرية وإنسانية وفنية في غضون 3 أيام من أي عدوان على أوكرانيا”.

وأضاف أريستوفيتش أن روسيا ستكون من بين الدول الضامنة لمشروع المعاهدة بوصفها عضوا دائما في مجلس الأمن، لكن لن يكون لديها حق النقض لأن القرارات تكون للأغلبية، وهي في هذه الحالة متمثلة بالولايات المتحدة وبريطانيا وبولندا.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال إن بلاده “لن تقدم أي تنازلات وستقاتل من أجل كل جزء من أرضنا ومن أجل كل فرد من شعبنا”.

التصريحات الروسية

من ناحيتها، قالت موسكو إن المفاوضات بين الوفدين الروسي والأوكراني في إسطنبول لم تفض إلى نتائج واعدة جدا، ولا إلى تقدم، وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) ديمتري بيسكوف في تصريحات صحفية أمس الأربعاء إن هناك الكثير من العمل لإنجازه في مفاوضات إسطنبول، غير أنه وصف بدء الجانب الأوكراني في صياغة مقترحات ملموسة ومكتوبة بالأمر الإيجابي.

وقال المتحدث الروسي “نحرص على تجنب الإدلاء بتصريحات علنية بخصوص جوهر المواضيع التي تبحث في المفاوضات، لأننا نعتقد بأن المفاوضات يجب أن تجري بعيدا عن الأضواء”.

وكان وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، الذي زار الصين أمس الأربعاء، قال إنه “راض” عن نتائج المفاوضات في تركيا، مؤكدا أنها ليست نتائج نهائية، وأضاف الوزير لافروف للصحفيين في بكين أن الجانب الأوكراني فهم بأن ملف شبه جزيرة القرم (جنوب) وإقليم دونباس (شرق) أمر منته، في إشارة إلى سيطرة موسكو على المنطقة الأولى، وإعلان جمهوريتين انفصاليتين في منطقتي دونيتسك ولوغانسك، اللتين تشكلان إقليم دونباس الحدودي مع روسيا.

ورحب رئيس الوفد الروسي المفاوض فلاديمير ميدينسكي بالمقترحات التي قدمها الجانب الأوكراني، موضحا أن هذه المقترحات تستجيب لمطالب روسيا المبدئية التي تصر عليها منذ أعوام، وتمنع تحول أوكرانيا إلى قاعدة عسكرية لحلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO). كما شدد ميدينسكي في تصريحات صحفية على أن العملية التفاوضية لا تزال مستمرة، وأنه لا تغيير في مواقف روسيا المبدئية المتعلقة بشبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس.

الموقف الفرنسي

من ناحيتها، قالت فرنسا مساء أمس الأربعاء إنها لا ترى تقدما محرزا في المفاوضات الروسية الأوكرانية، وأضاف وزير الخارجية جان إيف لودريان في تصريحات تلفزيونية “الحرب مستمرة، في الوقت الحالي ليس هناك تقدم أو أمر جديد حسب علمي”.

وأضاف الوزير الفرنسي “الثقة أفعال.. وهي في الوقت الحالي غائبة”، معبرا عن استعداد الحكومة الفرنسية للعمل مع الرئيس الأوكراني بشأن كيفية توفير الضمانات الأمنية ضمن أي اتفاقية سلام تبرم مع روسيا.

تجدر الإشارة إلى أن روسيا تشن منذ 24 فبراير/شباط الماضي حربا على جارتها أوكرانيا تحت مبرر نزع سلاحها وتخليصها من “النازيين الذين يسيطرون على السلطة في كييف”، في حين تصف أوكرانيا والقوى الغربية الحرب الروسية على أوكرانيا بـ”العدوان غير المبرر”، وقد فرضت الدول الغربية عقوبات مشددة على روسيا ردا على شنها الحرب.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply