مدة الفيديو 02 minutes 34 seconds

|

تشهد طرابلس ومدن عدة في شرق ليبيا وغربها هدوءا حذرا بعد مظاهرات غاضبة بلغت ذروتها باقتحام مجلس النواب في طبرق وإضرام النار فيه، وفي حين نددت الأمم المتحدة باقتحام المجلس أعربت الولايات المتحدة -عبر سفيرها ريتشارد نورلاند في ليبيا- عن قلقها بشأن الجمود السياسي والاقتصادي الذي تسبب في اضطرابات الجمعة الماضي، بينما أكد المحتجون السبت أنهم سيواصلون التظاهر إلى أن تتنحى جميع النخب الحاكمة عن السلطة.

وطالب المشاركون في مظاهرات الجمعة بتحسين الظروف المعيشية وإنهاء أزمة الكهرباء، واقتحموا مقر البرلمان في طبرق وأضرموا النار في جزء منه، وطالبوا بحل البرلمان مرددين هتافات منها “ارحلوا يا سراقة (لصوص)”.

ودانت هيئة رئاسة مجلس النواب الليبي هذا الحادث. في حين قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة في ساعة متأخرة من مساء الجمعة إن على جميع المؤسسات السياسية الليبية الانسحاب وإجراء الانتخابات، وهو ما قاله معظم القادة السياسيين على مدى سنوات من دون أن يقدموا التنازلات اللازمة لإجراء تلك الانتخابات.

وقال السفير الأميركي في ليبيا -عبر تغريدات على موقع السفارة- إنه أعرب خلال اتصال هاتفي تلقاه من رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي عن قلق بلاده بشأن الجمود السياسي والاقتصادي الذي أدى إلى اضطرابات الجمعة في أنحاء من ليبيا.

وأضاف أنه لا يوجد كيان سياسي واحد يسيطر بشكل شرعي على جميع أنحاء ليبيا، وأن أي حل أحادي سيؤدي إلى العنف، كما قال إن الحوار هو ما سيرسم الطريق للانتخابات والاستقرار السياسي، وفق تعبيره.

ووفق بيان المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي الليبي، فإن نورلاند والمنفي شددا على حق المتظاهرين السلميين في التعبير عن آرائهم، والاستماع إلى مطالبهم في إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وإنهاء المراحل الانتقالية.

وطالبت المستشارة الأممية الخاصة في ليبيا ستيفاني وليامز باحترام حق الشعب في الاحتجاج السلمي، وقالت إن أعمال الشغب -كاقتحام مقر مجلس النواب- غير مقبولة على الإطلاق، مضيفة في الوقت نفسه أنها دعوة صريحة للطبقة السياسية لتنحية خلافاتها جانبا، وإجراء الانتخابات التي يريدها الشعب الليبي.

كما قال سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا خوسيه ساباديل إنه يتوجب الاستماع إلى أصوات الليبيين في جميع أنحاء البلاد، الذين يرغبون في التغيير عبر إجراء انتخابات.

 

جولة المحادثات الأخيرة بين رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري (يسار) ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح انتهت من دون اتفاق (الفرنسية)

وفي الإطار ذاته، طالبت وزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية الليبية بالحرص على عدم السماح باختراق المظاهرات السلمية في البلاد. وأعلن وكيل وزارة الداخلية اللواء بشير الأمين أن الوزارة حمت المتظاهرين في ميدان الشهداء بالعاصمة طرابلس خلال مظاهرات الجمعة، وفقا للقانون.

ونفى الأمين “نفيا قاطعا وقوع أي إصابات أو أي وفيات خلال المظاهرات والأحداث التي صحبتها” مؤكدا أنهم “مع التظاهر السلمي للمواطنين للتعبير عن مطالبهم” كما أنهم “ضد أن تتحول المظاهرات من السلمية إلى الشغب والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة”.

من جهته قال المتحدث باسم قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، أحمد المسماري، إن مطالب المتظاهرين مشروعة، وحذر من المساس بالممتلكات العامة والخاصة. وأضاف، في كلمة مسجلة، إن قوات حفتر ستتخذ الإجراءات الواجبة لصيانة استقلال القرار الليبي إذا ما حاول أي طرف الانفراد به، وفق تعبيره.

تصعيد الحملة الاحتجاجية

وقال المحتجون الليبيون السبت إنهم سيواصلون التظاهر إلى أن تتنحى جميع النخب الحاكمة عن السلطة.

وقالت حركة الاحتجاج إنها ستصعد حملتها ابتداء من الأحد، ودعت المتظاهرين إلى نصب خيام في الميادين بالمدن وإعلان العصيان المدني إلى أن يتحقق هدفهم المتمثل في إسقاط المؤسسات السياسية وإجراء انتخابات جديدة.

وقال تيار “بالتريس” الشبابي -الذي يركز في الأغلب نشاطه عبر الإنترنت حول الظروف المعيشية، والذي كان وراء دعوات للاحتجاج عام 2020 عبر مواقع التواصل الاجتماعي- “نؤكد عزمنا على مواصلة التظاهر السلمي حتى آخر رمق إلى حين تحقيق الأهداف”.

وأضاف التيار أنه سيحتل الشوارع والميادين حتى “يعلنوا استقالتهم أمام العلن”، في إشارة إلى جميع الكيانات السياسية الحاكمة.

واتخذت مركبات أمنية مواقع حول المباني الحكومية في العاصمة طرابلس بعد غروب شمس السبت، ولم يكن هناك ما يشير إلى احتجاجات جديدة بعد تجمعات الجمعة.

واختتمت الجولة الأخيرة من المحادثات في جنيف بين رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري الخميس من دون اتفاق على إطار دستوري لإجراء الانتخابات.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply