وصلت -اليوم الجمعة- طلائع المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي ضربها زلزال شرقي أفغانستان، وأسفر عن مصرع أكثر من ألف شخص وإصابة المئات، وخلّف حاجة ماسة للمواد الطبية والغذاء والدواء.

وأعلنت ولاية باكتيكا -في بيان- انتهاء أعمال البحث والإنقاذ، والبدء في رفع الأنقاض. وبحسب آخر الأرقام الرسمية، لقي 1150 شخصا مصرعهم، وأصيب أكثر من 1600 في الزلزال الذي ضرب المناطق الشرقية لأفغانستان الأربعاء، وبلغت قوته 6.1 درجات.

ووفقا لمسؤولي الحكومة الأفغانية، دمر الزلزال أكثر من 2500 منزل بالكامل، وتضررت مئات المنازل جزئيا في ولاية باكتيكا على الحدود مع باكستان.

عقبات

ونظرا لصعوبة الوصول إلى القرى والبلدات المنكوبة برّا، يتم إرسال المساعدات الدولية إلى العاصمة كابل والولايات المحيطة، ومنها إلى المناطق المتضررة من الزلزال.

وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، قال إن 80% من المنظمات الإنسانية بأفغانستان تواجه تأخيرا في تحويل الأموال، وإن ثلثي هذه المنظمات أفادت بأن البنوك الدولية تواصل رفض التحويلات، وإن الأمر يعرقل استجابتها للوضع الإنساني هناك.

ودعا غريفيث إلى تشغيل مركز التبادل لتجاوز الصعوبات إلى حين معالجة الأسباب الكامنة وراء انهيار النظام المصرفي الرسمي لأفغانستان.

طلائع المساعدات

وقد شاهد صحفيو وكالة الصحافة الفرنسية 7 شاحنات لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، محمّلة بالخيام وبعض البسكويت المغذي تصل صباح الجمعة إلى قرية ووشكاي في منطقة غايان، بعد رحلة استمرّت أكثر من يوم انطلاقًا من العاصمة كابل.

وتتبع هذه القافلة شاحنات أخرى تحمل حصصًا غذائية أساسية، مثل الزيت والأرز، بحسب عضو في المنظمة. وكانت منظمة “أطباء بلا حدود” حاضرة أيضًا مع شاحنتين محملتين بخيام وأدوية.

وأعلن المكتب الإعلامي للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وزّعت خيامًا وبطانيات وأغطية بلاستيكية، كما أن برنامج الأغذية العالمي أوصل طعامًا لنحو 14 ألف شخص في بكتيكا، ومنظمة الصحة العالمية قدّمت 10 أطنان من المعدّات الطبية تكفي لإجراء 5400 عملية جراحية.

وقدّر الاتحاد الأوروبي أن 270 ألف شخص يعيشون في المناطق المتضررة من الزلزال يحتاجون إلى مساعدة، وقدّم مساعدة طارئة أولية بقيمة مليون يورو.

وأرسلت إيران وقطر مساعدات للمنكوبين، بينما أعلنت الولايات المتحدة -التي انسحبت من أفغانستان أواخر أغسطس/آب بعد حرب استمرّت 20 عامًا- أنها تعمل مع شركائها الإنسانيين على إرسال فرق طبية.

منظمة “أنقذوا الأطفال” قدّرت الخميس بأن أكثر من 118 ألف طفل تأثروا بالكارثة (الأناضول)

حدود باكستان

من جهتها، فتحت باكستان مزيدا من المعابر الحدودية مع جارتها أفغانستان للمساهمة في تقديم المساعدة الطبية لجرحى الزلزال المدمر، وتسهيل وصول الأفغان المصابين إلى المستشفيات الباكستانية بشكل عاجل.

وفي تصريحات للأناضول، أكّد العديد من المنكوبين حاجتهم الملحّة للأغذية والخيام.

وقال أحدهم: “منزلنا مدمر ولا نمتلك خيمة، والطقس بارد في الليل، لقد بقينا في العراء في الأجواء الماطرة”، مضيفا أنهم أرسلوا أطفالهم الصغار إلى أقربائهم في قرى أخرى.

وقدّرت منظمة “أنقذوا الأطفال” الخميس بأن أكثر من 118 ألف طفل تأثروا بالكارثة، وقالت “الكثير من الأطفال ما عادوا قادرين الآن على الأرجح على الحصول على مياه الشرب ولا الطعام ولا على النوم في مكان آمن”.

وتشهد أفغانستان بشكل متكرر زلازل خصوصا في سلسلة جبال هندوكوش التي تقع عند تقاطع الصفائح التكتونية الأوراسية والهندية، ويمكن أن تكون هذه الكوارث مدمرة بشكل خاص بسبب المرونة المنخفضة للمنازل الريفية.

ووقع أعنف زلزال في تاريخ أفغانستان الحديث في مايو/أيار 1998، وأودى بحياة 5 آلاف شخص في ولايتي تخار وبدخشان (شمال شرق).

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply