أثار إعلان كييف فجر اليوم الجمعة عن استهداف النيران الروسية لمحطة زاباروجيا النووية الواقعة وسط أوكرانيا والأكبر في أوروبا ممّا أسفر عن اندلاع حريق في مبنى للتدريب؛ حالة من القلق وتخوفات من حدوث كارثة نووية في أوروبا.

ووسط تأكيدات أوكرانية بعدم تضرر أية معدات “أساسية” في هذه المحطة، رأى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن هذا التطور يعد لجوءا من موسكو إلى “الرعب النووي” ومحاولة “لتكرار” كارثة تشيرنوبيل”. فما هي محطة زاباروجيا النووية؟

تعد زاباروجيا أكبر منشأة للطاقة النووية في أوروبا، وهي أيضا واحدة من أكبر 10 محطات للطاقة النووية في العالم.

وهذه المحطة النووية هي واحدة من 5 محطات للطاقة النووية في أوكرانيا، وتقع في جنوب شرق البلاد، وتحديدا في مدينة إنيرهودار، وتقع مفاعلاتها الستة على نتوء أرضي بارز مجاور لنهر دنيبر مع طريق واحد فقط للدخول أو الخروج.

وتعمل المحطة بـ6 مفاعلات، بطاقة ألف ميغاوات لكل منها، ودخلت أول 5 منها الخدمة بين عامي 1985 و1989، وتم تشغيل المحطة السادسة عام 1995. وبإجمالي صافي طاقة كهربائية تبلغ 6 آلاف ميغاوات، مما جعلها تعد الأقوى في أوروبا.

وتتطلب الطاقة الحرارية للمحطة -التي تصل قرابة 20 ألف ميغاوات- كميات هائلة من مياه التبريد من نهر دنيبر، والذي تم توسيعه خصيصا لهذا الموقع.

وتنتج المحطة من 37 إلى 38 مليار كيلووات ساعة سنويا، ما يعادل خُمس إنتاج الكهرباء في أوكرانيا.

ومنذ إغلاق آخر مفاعل لمحطة تشيرنوبيل للطاقة النووية في عام 2000، استمر نشاط هذه المحطة على مستوى عالٍ للغاية لتلبية احتياجات البلاد من الكهرباء.

حوادث نووية

ووفق ما ذكره موقع ويكيبيديا فإنه على الرغم من التصميم الحديث نسبيا للمفاعلات، إلا أن المحطة عانت من العديد من الحوادث النووية، التي تعود إلى حد كبير إلى الصعوبات المالية لأوكرانيا، وبين عامي 1994 و1997 تم تخصيص مليوني دولار أميركي لصيانة المحطة.

يشار إلى أن هذه المحطة النووية تقع على بعد 200 كيلومتر من مناطق القتال في إقليم دونباس.

ومنذ بدء الحملة العسكرية الروسية على أوكرانيا، تكرر ذكر اسم محطة زاباروجيا، وسط تضاعف المخاوف من أي تصرف متهور للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنّ أوكرانيا لم ترصد “أيّ تغيّر” في مستوى الإشعاعات في المحطة بعد القصف والحريق.

وقالت المنظمة الدولية في تغريدة على تويتر إنّ “الهيئة الناظمة الأوكرانية أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه لم يسجل أي تغير في مستويات الإشعاعات في موقع محطة زاباروجيا”.

وأضافت الوكالة التابعة للأمم المتّحدة أن “أوكرانيا أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الحريق الذي اندلع في موقع محطة زاباروجيا للطاقة النووية لم يؤثّر على المعدّات الأساسية”، مشيرة إلى أن طاقم المحطة يتخذ إجراءات” لاحتواء الحريق وإخماده.

تحذير ومخاوف

ودعت الوكالة إلى وقف استخدام القوة قرب هذه المنشأة النووية، محذّرة من “خطر جسيم” إذا ما أصيبت مفاعلاتها.

وقالت الوكالة في تغريدة أخرى إنّها “تدعو إلى وقف استخدام القوة وتحذّر من خطر جسيم إذا أصيبت المفاعلات”، مشيرة إلى أن مديرها العام رافائيل غروسي على اتصال مع السلطات الأوكرانية ومشغّلي المحطة لتقييم الوضع.

وإثر هذا القصف اتّهم الرئيس الأوكراني روسيا باللجوء إلى “الرعب النووي” والسعي “لتكرار” كارثة تشيرنوبيل.

ومحطة تشيرنوبيل التي تسيطر عليها حاليا القوات الروسية تقع على بُعد حوالي 100 كيلومتر شمال كييف، وقد شهدت في 26 أبريل/نيسان 1986 أسوأ حادث نووي في تاريخ البشرية، إذ انفجر يومها مفاعل وتسبّب بتلوث في 3 أرباع أوروبا تقريبا، وفي الاتحاد السوفياتي السابق.

Share.

رئيسة تحرير موقع شام بوست والمشرف العام عليه

Leave A Reply