من ضمن الخطة “ب” دخول بيلاروسيا ميدان القتال إلى جانب روسيا، رغم تأكيدات “مينسك” المتكررة أن ذلك مستبعد. إلى جانب تقّدم أقوى للقوات الروسية نحو كييف شمالا، من جهة شبه جزيرة القرم في الجنوب.

كييف- بعد شهر من بدء الحرب، وللأسبوع الثاني على التوالي، يؤكد المسؤولون السياسيون والعسكريون في أوكرانيا أن القوات الروسية “عاجزة” عن التقدم أكثر في عمق البلاد، ويتحدثون عن صعوبات لوجستية تواجهها في أماكن وجودها.

في هذا الصدد، قالت هيئة الأركان العامة للقوات الأوكرانية أول أمس الأربعاء، إن “لدى القوات الروسية في أوكرانيا ما يكفيها من طعام وذخائر ووقود لـ3 أيام فقط”.

ومن جانبه، توقع مستشار الرئيس الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش أن تتوقف عمليات القوات العسكرية الروسية المتوغلة تماما في غضون 3 أو 4 أسابيع، وقال إنه “لن يكون لديها ما تقاتل به”.

عناصر من القوات الموالية لروسيا في مدينة ماريوبول المحاصرة (رويترز)

انتقال “انتقامي” إلى “الخطة ب”

وهنا يدور الحديث في أوساط سياسية وعسكرية أوكرانية حول انتقال روسيا إلى “الخطة ب” بعد “فشل” خططها الرئيسية؛ وهي خطة “انتقامية” بحسب تلك الأوساط، تتضمن حصارا للمدن المستعصية، واستخداما لأسلحة محرمة، وقصفا عنيفا مكثفا من بعيد، يطال مواقع عسكرية وحيوية ومدنية.

ويتردد ذكر الحصار -فعلا- عند الحديث عن مدينة ماريوبول جنوب شرق البلاد، التي تدور فيها أعنف المعارك، وعن مدينتي سومي وتشيرنيهيف في الشمال، التي تشهد عمليات قصف عنيفة وصفها عمدة تشيرنيهيف بـ”العشوائية”، وكذلك خيرسون جنوبا، التي سيطرت روسيا عليها، ولكنها تشهد مظاهرات منددة بـ”الاحتلال”.

والقاسم المشترك بين هذه المدن، بحسب مسؤوليها المحليين، هو حجم المقاومة الأوكرانية فيها، ورفض غالبية السكان النزوح إلى مناطق روسية محاذية، إضافة إلى عدم تقبلهم الوجود الروسي على أراضيهم.

وفي هذا السياق، تؤكد وزارة الخارجية الأوكرانية أن “روسيا تحتجز 3 آلاف أوكراني في معسكرات لديها كرهائن حرب”، وتعتبر أن في ذلك “انتقالا روسيا إلى مستوى جديد من الإرهاب”.

وفي السياق ذاته، تشير رئيسة لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الأوكراني لودميلا دينيسوفا، إلى أن “روسيا أجبرت 402 ألف أوكراني على النزوح قسرا إلى أراضيها، منهم 84 ألف طفل”.

قصف من بعيد وذخائر محرمة

وخلال الأسبوع الماضي، تحدث مسؤولون عسكريون عن أن روسيا باتت تعتمد -بشكل رئيس- على طائراتها وعلى الصواريخ بعيدة المدى في عمليات القصف “الانتقامية”، وخاصة على “صواريخ فرط صوتية” (سرعتها أعلى من سرعة الصوت) يصعب اعتراضها، وتطلق من الأجواء والأراضي الروسية والبيلاروسية، ومن بحر قزوين والبحر الأسود، إضافة إلى شبه جزيرة القرم.

وخلال 48 ساعة مضت، تكرر تأكيد مسؤولين محليين استخدام القوات الروسية ذخائر فسفورية محرمة دوليا، في مدن إربين شمال غرب كييف، وكراماتورسك بمنطقة دونيتسك جنوب شرق البلاد، وكذلك في 6 مدن وبلدات بمنطقة لوغانسك المجاورة.

ويؤكد الأوكرانيون أن “معظم عمليات القصف تتم خلال ساعات الليل لترويع السكان، وعلى أهداف غير عسكرية تشمل المباني السكنية والمراكز التجارية والأماكن الحيوية العامة”.

ولم يستبعد مسؤولون غربيون، ومنهم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، استخدام روسيا أسلحة كيميائية أو بيولوجية في أوكرانيا، على غرار ما فعلته وفعله نظام الأسد في سوريا؛ كما تعهد حلف الناتو بتزويد أوكرانيا بأسلحة ومعدات تحسبا لهذا التطور الخطير، على ما يبدو.

قوات روسية وبيلاروسية This handout video grab taken and released by the Ministry of Defence Republic of Belarus on February 19, 2022, shows Russian (R) and Belarus soldiers during joint exercises of the armed forces of Russia and Belarus as part of an inspection of the Union State's Response Force, at a firing range near Brest. (Photo by Handout / MINISTRY OF DEFENCE REPUBLIC OF BELARUS / AFP) / RESTRICTED TO EDITORIAL USE - MANDATORY CREDIT "AFP PHOTO/ RUSSIAN DEFENCE MINISTRY" - NO MARKETING - NO ADVERTISING CAMPAIGNS - DISTRIBUTED AS A SERVICE TO CLIENTS المصدر: الفرنسية
قوات روسية وبيلاروسية في تدريبات مشتركة خلال فبراير/شباط الماضي (الفرنسية)

ترقب لمشاركة بيلاروسية

ومن ضمن الخطة “ب” أيضا، دخول بيلاروسيا على خط المواجهة إلى جانب روسيا، رغم تأكيدات “مينسك” المتكررة أن ذلك مستبعد. إلى جانب تقدم أقوى للقوات الروسية نحو كييف شمالا، من جهة شبه جزيرة القرم في الجنوب.

وتحدثت هيئة الأركان العامة للقوات الأوكرانية عن “رصد تحركات عسكرية روسية بيلاروسية جديدة داخل الأراضي البيلاروسية والقرم”، واعتبرت وزارة الدفاع أن في ذلك مؤشرا على نية مينسك مشاركة موسكو في الحرب.

وبحسب الوزارة، فإن دخول القوات البيلاروسية إلى ميدان الحرب قد يكون من محور منطقة فولين بأقصى الشمال الغربي للبلاد، ومنه إلى كييف، أو إلى مناطق غربية أخرى.

ويعتقد الخبير العسكري في “مركز الدفاع الإستراتيجي” فيكتور كيفليوك، أن “دخول القوات البيلاروسية مستبعد فعلا، لأن الجيش البيلاروسي لا يريد هذه الحرب، خاصة بعد أن رأى أنها لا تسير وفق المخططات الزمنية والقتالية للجانب الروسي”.

وأضاف كيفليوك أن “دخول الحرب سيكلف قيادة بيلاروسيا عزلة دولية أشد، وخسائر عسكرية واقتصادية باهظة، لا يريد جيشها وشعبها أن تتكرر لديه، كما حصل في روسيا”.

لكن يبدو أن السلطات الأوكرانية تتعامل مع هذا الاحتمال بجدية، وترى أنه قد يهدف إلى تقدم أكثر فاعلية نحو كييف، بعد أن أخفقت بذلك القوات الروسية على مدار شهر.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply