قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، إن بلاده لن تتخلى عن حيادية أوكرانيا ونزع سلاحها والقضاء على ما وصفها بالنازية في كييف، فيما دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمة أمام الكونغرس الأميركي إلى ابتكار أدوات جديدة للتصدي لروسيا، وفرض عقوبات جديدة عليها.
وأضاف بوتين، خلال اجتماع حكومي بث على التلفزيون، أن الدول الغربية “تزعزع أسس النظام العالمي، وتدفع أوكرانيا لمواصلة سفك الدماء من خلال تزويدها بالسلاح”.
وشدد الرئيس الروسي على أن بلاده سترد على حزمة العقوبات الغربية الجديدة على روسيا، وأن موسكو لن تتراجع قبل تحقيق الأهداف وراء ما تسميه “العملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا.
وقال بوتين إن الغرب لن ينجح فيما وصفه بمحاولته للهيمنة على العالم، وتقطيع أوصال روسيا، مضيفا أن سياسة الغرب طويلة المدى تتمثل في إبقاء روسيا تحت السيطرة، معتبرا أن العقوبات الاقتصادية الغربية على بلاده يشوبها قصر النظر.
مساعدات للروس
وتعهد الرئيس الروسي بتقديم مساعدات مالية للأفراد والشركات لمواجهة العقوبات الغربية التي فرضت في الأيام الماضية عقب شن روسيا حربا على جارتها أوكرانيا، كما تعهد بزيادة رواتب الموظفين ومعاشات التقاعد.
وكان الهدف من وراء العقوبات الغربية -حسب بوتين- هو زعزعة الاقتصاد الروسي، ولكن ذلك لم ينجح على حد قوله، مضيفا أن بلاده ستتجه نحو الأسواق الدولية الناشئة بسبب “الضغوط والعقوبات”، مشددا على أن “الواقع الجديد يتطلب منا إجراء تغييرات اقتصادية عميقة”.
في المقابل، توجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بكلمة عبر الفيديو إلى أعضاء الكونغرس الأميركي، دعا فيها إلى ابتكار أدوات جديدة “للتصدي لروسيا وفرض عقوبات جديدة لإيقاف الآلة الحربية الروسية”.
وقال زيلينسكي إنه يخاطب الرئيس الأميركي جو بايدن، “ويتمنى أن يكون قائدا للعالم وذلك يعني أن يكون قائدا للسلام”.
حظر الطيران
وأضاف الرئيس الأوكراني أن بلاده تحتاج إلى قرار أميركي لحماية سمائها. ولفت إلى أنه إذا كان إنشاء منطقة حظر الطيران غيرَ ممكن، فإن أوكرانيا تحتاج طائرات ومنظومات دفاع جوي للدفاع عن نفسها.
وعقب خطاب زيلينسكي عرض تسجيلا مصورا يحوي مشاهد مروعة للموت والدمار في بلاده، انتهى بعبارة “أغلقوا السماء فوق أوكرانيا”.
ويقاوم الرئيس الأميركي جو بايدن وباقي قادة دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) طلب كييف فرض منطقة حظر طيران، وسط مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى اندلاع حرب بين روسيا والناتو.
وطالب الرئيس الأوكراني المشرعين الأميركيين بالضغط على الشركات الأميركية التي ما تزال تعمل في السوق الروسية بالانسحاب منها، مؤكدا أن مصير بلاده وشعبه يتقرر الآن، وقال إن روسيا “هاجمت قيم بلاده وأحلامها ورغبتها في العيش بسلام”.
