سلطت أوكرانيا وروسيا اليوم الأربعاء الضوء على آفاق جديدة للتوصل إلى حلول وسط، حيث تحدثت موسكو عن مقترح حيادية أوكرانيا، بينما رفضت كييف ذلك واقترحت حلولا بديلة.

واستأنفت المحادثات عبر الفيديو لليوم الثالث على التوالي، وهي المرة الأولى التي تدوم فيها المحادثات أكثر من يوم واحد، الأمر الذي فسره الجانبان على أنه يعكس دخول مرحلة أكثر جدية في التفاوض.

ونقلت صحبفة فايننشال تايمز البريطانية عن مصادر في المحادثات أن أوكرانيا وروسيا تحرزان تقدما في بحث خطة سلام مؤقتة من 15 نقطة.

وبحسب المصادر نفسها فإن الخطة تشمل وقف إطلاق النار وانسحاب روسيا إذا أعلنت أوكرانيا الحياد، كما تشمل أيضا تخلي كييف عن الانضمام لحلف الشمال الأطلسي (ناتو)، والتعهد بعدم استضافة قواعد عسكرية أجنبية.

“أكثر واقعية”

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن محادثات السلام تبدو “أكثر واقعية” لكن ثمة حاجة إلى مزيد من الوقت.

بينما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن هناك “بعض الأمل في التوصل لحل وسط” بعد طرح الوضع المحايد لأوكرانيا على الطاولة وهو مطلب أساسي لروسيا.

وقال الكرملين إن الجانبين يناقشان احتمال أن تكون وضعية أوكرانيا مماثلة لوضع النمسا أو السويد. وكلا الدولتين لديهما عضوية في الاتحاد الأوروبي لكنهما خارج حلف شمال الأطلسي.

وعبر مسؤولون أوكرانيون هذا الأسبوع عن أملهم في أن تكون موسكو بدأت تقبل فكرة أنها أخفقت في الإطاحة بحكومة كييف بالقوة وفي ألا تكون لديها قوات جديدة لمواصلة القتال.

رفض أوكراني

غير أن الرئاسة الأوكرانية أعلنت اليوم الأربعاء أنها ترفض فكرة أن تكون كييف محايدة على غرار السويد أو النمسا، مطالبة بـ”ضمانات أمنية مطلقة” في وجه روسيا.

وقال ميخائيلو بودولياك، كبير المفاوضين الأوكرانيين ومستشار الرئيس فلودومير زيلينسكي، في تعليقات نشرتها الرئاسة “أوكرانيا في حالة حرب مباشرة مع روسيا الآن. والنسق لا يمكن أن يكون إلا “أوكرانيا'”.

وأوضح أنه يريد “ضمانات أمنية مطلقة” في وجه روسيا يتعهد الموقعون عليها بالتدخل إلى جانب أوكرانيا في حال حصول عدوان.

وأضاف “هذا يعني أن الموقعين على هذه الضمانات لن يقفوا على الحياد في حال تعرضت أوكرانيا لهجوم، كما هي الحال اليوم، بل سيشاركون بشكل نشط في النزاع إلى جانب أوكرانيا” وسيوفرون لها “فورا” الأسلحة الضرورية، على ما قال بودولياك.

وأكد أن كييف تطالب أيضا بإقامة منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا في حال حصول هجوم على أراضيها.

“لا للناتو”

ومنع أوكرانيا من الانضمام لحلف شمال الأطلسي مطلب أساسي لروسيا تكرر في الأشهر السابقة على شنها ما تصفه بأنه “عملية خاصة” لنزع سلاح أوكرانيا وتخليصها ممن تصفهم بالنازيين الجدد.

وقال لافروف لمحطة “آر.بي.سي” (RBC) الإخبارية “المفاوضات ليست سهلة لأسباب واضحة، لكن أيضا هناك بعض الأمل في التوصل إلى حل وسط”.

وتابع “الحالة المحايدة تتم مناقشتها بجدية الآن، إضافة بالطبع إلى الضمانات الأمنية، هناك بالقطع ترتيبات معينة نقترب معها -في رأيي- من اتفاق”.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن أوكرانيا منزوعة السلاح ولديها جيشها الخاص مثل وضع النمسا أو السويد أمر يخضع للبحث كتسوية محتملة. والدولتان هما الأكبر من بين ست دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي وخارج حلف شمال الأطلسي.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن بيسكوف قوله “هذا اقتراح تجري الآن مناقشته ويمكن فعلا أن يعتبر حلا وسطا”.

وكتب ميخائيلو بودولياك في تغريدة قبل استئناف المحادثات اليوم الأربعاء أن صد الجيش الأوكراني للهجوم الروسي “غير جذريا مواقف الأطراف المعنية”.

جهود تركية

وبخصوص جهود أنقرة لحل الأزمة، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الأربعاء، إن بلاده أبدت موقفا متوازنا وقانونيا منذ بدء الأزمة الروسية الأوكرانية. ، في إطار الوساطة التي تجريها أنقرة لحل الأزمة الأوكرانية دبلوماسيا.

وقال تشاووش أوغلو – في كلمة قبيل بدء اجتماعه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في العاصمة الروسية موسكو- إن تركيا

واصلت دور الوسيط رغم كل الصعوبات القائمة، مبينًا أن زيارته إلى موسكو تأتي في وقت تواجه فيه المنطقة العديد من التحديات.

وتابع “الحوار والدبلوماسية يصبحان أكثر أهمية في وقت التحديات، وأشكر لافروف على حضوره الاجتماع الثلاثي لوزراء خارجية روسيا وتركيا وأوكرانيا في أنطاليا ولدعمه منتدى أنطاليا للدبلوماسية”.

وقال تشاووش أوغلو إنه سيطرح في اجتماع اليوم (مع لافروف) أفكار ومقترحات تركيا، بما في ذلك الجهود الرامية لإنهاء الأزمة الأوكرانية بالوسائل السلمية.

وأعرب الوزير التركي عن امتنان بلاده من التزام موسكو باتفاقية مونترو وقرارها بعدم تمرير 4 سفن حربية روسية من المضائق التركية بناء على طلب أنقرة.

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply