حث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إسرائيل، أمس الجمعة، على استكمال وإنهاء تحقيقها في مقتل مراسلة شبكة الجزيرة شيرين أبو عاقلة وإعلان النتائج، في حين أعلنت الجزيرة رفع الملف إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان، إن بلينكن شدد خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي يائير لبيد، على أهمية “استكمال التحقيقات في مقتل الفلسطينية الأميركية شيرين أبو عاقلة”.

واغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة يوم 11 مايو/أيار الجاري، عندما كانت تغطي اقتحام القوات الإسرائيلية لمخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة.

وفي يوم 13 مايو/أيار اعتدت قوات الأمن الإسرائيلية على جنازة شيرين وضربت حاملي نعشها وحاولت منع تشييعها في موكب جماهيري إلى مثواها الأخير في القدس المحتلة.

إجراءات الجزيرة

وفي السياق، أعلنت شبكة الجزيرة الإعلامية الجمعة عن قرارها إحالة ملف اغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية.

وأوضحت الشبكة في بيان لها أنها شكلت تحالفا قانونيا دوليا يضم فريقها القانوني، إلى جانب خبراء قانونيين دوليين، وأنها شرعت في إعداد ملف كامل حول القضية لتقديمه للمدعي العام للمحكمة.

وأكد مدير مكتب الجزيرة في فلسطين وليد العمري أن شبكة الجزيرة عازمة على تحقيق العدالة للزميلة شيرين أبو عاقلة.

وخلال مداخلته في مؤتمر صحفي عقد في لندن يوم أمس بشأن الشكوى المقدمة إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في أبريل/نيسان الماضي بخصوص الاستهداف الممنهج للصحفيين الفلسطينيين من قبل قوات الأمن الإسرائيلية، شدد العمري على أن كل المعطيات تشير إلى أن شيرين قتلت ببندقية قناص إسرائيلي أطلق النار عليها بشكل متعمد.

وإلى جانب جريمة اغتيال أبو عاقلة، سيتضمن الملف القانوني كذلك القصف الإسرائيلي لمكتب الجزيرة في غزة وتدميره بالكامل في مايو/أيار 2021، إلى جانب الاعتداءات المتكررة على عناصرها الصحفية العاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بل والتحريضِ عليهم.

ونددت شبكة الجزيرة باغتيال شيرين أبو عاقلة التي عملت معها لمدة 25 عاما في تغطية الصراع الدائر في الأراضي الفلسطينية المحتلة، متعهدة بتفعيل كل المسارات الممكنة حتى يتم تقديم المسؤولين عن الجريمة إلى منصات العدالة الدولية، وأخذ جزائهم القانوني.

الحق في حرية التعبير

من جانبها، قالت إيرين خان المقرِرة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير، في مقابلة مع الجزيرة، إن شيرين أبو عاقلة ليست الصحفية الأولى التي قتلت في فلسطين.

وأوضحت خان أن 40 صحفيا قتلوا خلال الأعوام الماضية ولم يتم إجراء تحقيق بشأن ذلك، ودعت إلى إنهاء الإفلات من العقاب في جرائم قتل الصحفيين.

كما طالبت المقررة الأممية الخاصة بحماية حرية الرأي عبر الجزيرة بلجنة دولية مستقلة لتقصي الحقائق في قضية أبو عاقلة وما يجري في الأراضي الفلسطينية.

وقد جدد المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند الدعوة إلى إجراء تحقيق مستقل وشفاف في مقتل شيرين أبو عاقلة.

وخلال إحاطته الشهرية لمجلس الأمن الدولي، أكد وينسلاند وجوب محاسبة المسؤولين، ووصف مشاهد العنف خلال جنازة أبو عاقلة بالمؤلمة والمهينة.

بدورها، دعت المندوبة الأميركية في مجلس الأمن الدولي ليندا توماس غرينفيلد إلى إجراء تحقيق فوري شاملٍ وشفاف ومحايد في اغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة.

وأكدت غرينفيلد أن الولايات المتحدة تتوقع مساءلة كاملة لمن تثبت مسؤوليتهم.

تحقيق فلسطيني

وكشفت نتائج تحقيق أجرته النيابة العامة الفلسطينية، وأعلنت نتائجه أول أمس الخميس، أن مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة قتلت برصاص قناص إسرائيلي “دون تحذير مسبق”.

وقال النائب العام الفلسطيني أكرم الخطيب بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة إن “قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي كانت تحظى برؤية واضحة ومباشرة لموقع وجود الصحفيين في جنين بالضفة الغربية”.

وأضاف أن “التحقيق أثبت أن الرصاصة التي قتلت الصحفية شيرين تحتوي على جزء حديدي خارق للدروع”.

وأوضح أن “سبب الوفاة هو التهتك في دماغ أبو عاقلة بما يفيد بأنها كانت في وضعية هروب”.

المصدر: وكالات

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply