بقلم أحمد ضوا 

تتفاقم يوما بعد آخر عواقب حزم العقوبات التي تفرضها الدول الغربية والولايات المتحدة على الدول التي لا تخضع لإرادتها السياسية والعسكرية الأمر الذي بات يهدد بحدوث مجاعات ونقص كبر في توفر المواد الأساسية للحياة وارتفاع أسعار المواد الغذائية في العالم.
وكالعادة تفتعل الدول الغربية المشاكل الإقليمية والدولية وتحاول إلصاق أسبابها بالجهات المناوئة لها دون أن تكترث بتأثير قراراتها الخاطئة واللاإنسانية على شعوب العالم ومنها شعوبها التي يطالها التأثير السلبي كما هو الحال اليوم بارتداد آثار حزم العقوبات الغربية على روسيا الاتحادية على الدول الأوربية في مجالات متعددة وخاصة الطاقة.
لم تأخذ الدول الغربية في الحسبان عواقب العقوبات التي فرضتها على موسكو وهذا يدعو إلى القول إن واشنطن وحلفاءها الغربيين سعوا إلى إحداث أزمة غذاء عالمية وإلصاق التهمة بموسكو وخاصة في موضوع توريد القمح حيث تساهم روسيا وأوكرانيا بمد العالم بنسبة كبرة من حاجته لهذه المادة.
إن كل ما يهم الدول الغربية هو إلحاق الهزيمة بموسكو حتى لو تضررت جميع شعوب العالم من عقوباتها المخالفة للقانون الدولي وأسس التجارة العالمية والتي قوضت البنية التحتية للنقل واللوجستيات الضرورية للتجارة العالمية وعقدت حركة التصدير العالمي لحساب سماسرة العصر الذين يدارون بطريقة البلاك ووتر ما أدى إلى خلق مخاطر كبيرة على الدول الضعيفة والشعوب الأكثر احتياجا وهو الأمر الذي تحاول إخفاءه الدول الغربية وعدم تحمل مسؤوليته وإلصاقها بالضحية.
يتوجب على الأمم المتحدة بدلا من الذهاب إلى موسكو لاستكشاف أسباب توقف صادرت القمح من روسيا أوكرانيا أن تبادر إلى منع أي دولة أو تكتل من استخدام التجارة الدولية لتحقيق أهداف سياسية وأمنية وأن تدين قيام سلطات كييف بمقايضة القمح بالسلاح عبر بولندا وبعلم الاتحاد الأوروبي وأن تعمل لإزالة الإجراءات القسرية الاقتصادية على الدول والشعوب والتي تهدد بمجاعات متنقلة في العالم.
اللافت أن واشنطن والدول الأوروبية لا تكتفي بفرض حزم العقوبات على الشعوب بل تعمل عن نهب ثرواتها وسرقة مواردها والمثال الصارخ على ذلك هو ما يقوم به الاحتلال الأميركي في الجزيرة السورية من سرقة النفط والغاز والحبوب وخاصة القمح الأمر الذي أدى إلى حرمان الشعب السوري من موارده الأساسية وتصدير الفائض منها للشعوب المحتاجة.
إن الآثار السلبية للعقوبات الغربية على روسيا وباقي دول العالم بدأت تظهر تباعا وطالت بشكل مباشر سلاسل التوريد العالمية للسلع ما يمهد إلى أزمة غذاء دولية شاملة وحدوث مجاعات في بعض الدول قد تؤدي إلى تهديد الاستقرار الدولي والسلام العالمي وان ما يتم تداوله لمعالجة ذلك يبقى قاصرا إذا لم يتم إلغاء العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا الاتحادية وغيرها والتي تتأثر بها جميع الدول والشعوب.

المصدر: سوريا الآن

Share.

محرره صحفية من ريف حلب سوريا خريجة اعلام من جامعة دمشق 2016

Leave A Reply