رغم مرور 4 سنوات كاملة، لا يزال مشهد خروج نجم كرة القدم المصري محمد صلاح باكيا في نهائي دوري أبطال أوروبا لموسم 2017- 2018 عالقا في الأذهان.
وفي نهائي نسخة 2018 على ملعب “أولمبيسكي” بالعاصمة الأوكرانية كييف، خرج صلاح باكيا بعد نصف ساعة فقط من بداية المباراة؛ ليفقد ليفربول أبرز نجومه مما سهل المهمة على منافسه ريال مدريد لتحقيق الفوز والتتويج باللقب الثالث على التوالي، و13 له في تاريخ البطولة.
وعندما يلتقي الفريقان نفسيهما بعد غد السبت في المباراة النهائية بالبطولة ذاتها في الموسم الحالي، ستكون ذكريات هذا المشهد عالقة في أذهان اللاعب، لكن هذه المرة على ملعب فرنسا بالعاصمة باريس، وكذلك في أذهان مشجعي الفريقين على حد سواء وعشاق كرة القدم بشكل عام.
ولا يزال صلاح من أبرز العناصر التي يعوّل عليها ليفربول ومدربه الألماني يورغن كلوب في مثل هذه المباريات الصعبة، لما يمتلكه من موهبة وقدرات تهديفية عالية يمكنه من خلالها صنع الفارق في مواجهة أقوى المنافسين.
دموع محمد صلاح @MoSalah بعد الإصابة في النهائي الحلم.. #beINUCL #UCLFinal pic.twitter.com/tdERGn2UFw
— beIN SPORTS (@beINSPORTS) May 26, 2018
حلم صلاح
وفي مثل هذا اليوم 26 مايو/أيار 2018، كان صلاح على موعد مع الحلم في أول مشاركة له بنهائي دوري الأبطال، ولكن الحلم تبخر مبكرا إثر التحام مع الإسباني سيرخيو راموس قائد الريال قبل مرور نصف ساعة من المباراة، وتلقى صلاح العلاج وعاد لاستئناف المباراة، ولكن الرياح تأتي أحيانا بما لا تشتهي السفن، حيث خرج النجم المصري من الملعب بعدها بلحظات لعدم قدرته على استكمال اللقاء.
ولم يكن زملاء صلاح في ليفربول فقط هم من حاولوا مواساة اللاعب، وإنما حرص البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم الريال آنذاك على التوجه للاعب لحظة خروجه من المستطيل الأخضر لمواساته والشد من أزره علما أن العديد من المقارنات عقدت في الفترة السابقة للمباراة حول قدرة أي منهما على قيادة الفريق للفوز في المباراة والتتويج باللقب الغالي.
وكان ذلك الموسم هو الأول لصلاح مع ليفربول، وهو الأفضل له مع الفريق من حيث الأرقام والإحصاءات؛ حيث كان أبرز نجوم الفريق وسجل 44 هدفا في مختلف البطولات؛ ليفوق رصيده في أي موسم تال له مع الفريق، بما في ذلك موسم 2018-2019 الذي توّج فيه بلقب دوري الأبطال، وكذلك الموسم التالي 2019-2020 الذي توج فيه مع الفريق بلقب الدوري الإنجليزي.
🏆 2018 🏆
⚽️ Real Madrid 3-1 Liverpool
🏟️ Olimpiyskiy Stadium#UCLdecade pic.twitter.com/BuicsImKqQ— UEFA Champions League (@ChampionsLeague) December 30, 2019
وأصبح صلاح وليفربول على بعد 90 دقيقة، وربما 120 دقيقة أو أكثر قليلا، من التتويج باللقب الثاني في دوري الأبطال في غضون 4 مواسم، والسابع في تاريخ الفريق بالبطولة.
وتأثر صلاح سلبيا برحلتيه إلى أفريقيا مطلع هذا العام، حيث حصل على المركز الثاني مع منتخب بلاده في كأس أمم أفريقيا بالكاميرون بعد خسارة الفريق بركلات الترجيح أمام المنتخب السنغالي في النهائي، ثم خسارته أمام الفريق نفسه بركلات الترجيح في الدور النهائي الحاسم بالتصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2022.
ولكن اللاعب حافظ على تصدره قائمة هدافي الفريق في الدوري الإنجليزي هذا الموسم، وكذلك تصدر قائمة هدافي الدوري بالشراكة مع هيونغ سون مين مهاجم توتنهام برصيد 23 هدفا، رغم غياب النجم المصري عن عدد من مباريات فريقه بسبب مشاركته مع المنتخب المصري لعدة أسابيع.
صلاح والثأر من ريال مدريد
والآن، يبحث صلاح عن الثأر من الريال من خلال نهائي البطولة الأوروبية هذا الموسم، ويدرك جيدا أنها مباراة لا يمكن فيها إضاعة أي فرصة لأنها قد تكون من المواجهات شحيحة الفرص، وقد يكون الفريق في أمس الحاجة إلى مهاراته في اجتياز دفاع الريال.
وكان صلاح كشف قبل جولة الإياب في المربع الذهبي للبطولة، وبعد تقدم مانشستر سيتي على الريال 4-3 ذهابا، عن أنه يفضل مواجهة الريال في النهائي، وهو ما حدث بالفعل من خلال فوز الريال على مانشستر سيتي 3-1 إيابا وتأهله بالفوز في مجموع المباراتين.
ويتطلع صلاح بالتأكيد إلى لعب دور مهم في النهائي هذا الموسم، خاصة أن المباراة ستكون ختاما لموسمه قبل الأخير في عقده مع ليفربول.
كما قد تلعب المباراة دورا مهما في الصراع على لقب الكرة الذهبية، التي تقدمها مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية، لا سيما أن صلاح وزميله السنغالي ساديو ماني والفرنسي كريم بنزيمة مهاجم الريال يتصدرون معظم الترشيحات.
المصدر: وكالات